عادي
ارتفاع حصيلة الضحايا إلى ألف قتيل.. وإقليم بلوشستان أكثر المناطق تضرراً

إجـلاء آلاف المنكوبيـن بالفيضانـات المدمـرة فـي باكستـان

21:26 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1
فيضانات في باكستان

تلقى آلاف من الأشخاص الذين يسكنون بالقرب من مجاري الأنهر التي تشهد فيضانات شمالي باكستان، أوامر حكومية، أمس السبت، بإخلاء بيوتهم، بينما تواصل وحدات الجيش الباكستاني ومنظمات طوعية أخرى إجلاء المنكوبين إلى مناطق آمنة، بعد أن خلفت الأمطار الطوفانية الموسمية نحو ألف قتيل على الأقل في حصيلة جديدة.

وفاضت مياه أودية في مقاطعة خيبر بختونخوا ودمرت عشرات المباني من بينها فندق يضم 150 غرفة جرفته المياه. ويقول جنيد خان (23 عاماً) وهو صاحب مزرعتين لتربية الأسماك في شارسادا، لفرانس برس: «اختفى البيت الذي قضينا سنتين من العمل الشاق لبنائه أمام أعيننا.. جلسنا على قارعة الطريق نشاهد بيت أحلامنا ينهار».

تدمير مليون منزل

وتعتبر الأمطار الموسمية السنوية التي تمتد عادة من حزيران/يونيو إلى أيلول/سبتمبر، مهمة لري المحاصيل وتجديد موارد البحيرات والسدود في مختلف أنحاء شبه القارة الهندية، لكنها تجلب معها أيضاً موجة من الدمار والمآسي كل عام. 

وكشفت الحكومة أن الفيضانات أضرت بأكثر من 33 مليون شخص ودمّرت نحو مليون منزل كلياً أو على نحو خطر. والسبت، أمرت السلطات الآلاف من سكان مقاطعة سوات، بإخلاء بيوتهم قبل أن تفيض الأنهار.

ويقول المتحدث الرسمي باسم خدمات الطوارئ بلال فايزي، لفرانس برس: «في البداية رفض بعض الأشخاص المغادرة، ولكن مع ارتفاع مستوى المياه قبلوا».

وتقول السلطات إن فيضانات هذا العام يمكن مقارنتها بفيضانات عام 2010 (وكانت الأسوأ على الإطلاق)، حين قتل أكثر من ألفي شخص وحاصرت المياه نحو خُمس سكان البلاد. ولجأ المزارع شاه فيصل وزوجته وابنتاه إلى حافة الطريق، وقد شاهد هو أيضاً السيول القوية تبتلع منزله. وتمر بالقرب من هذا المكان أنهار سوات وجندي وكابول عبر مخانق ضيقة في المدينة، قبل أن تنضم إلى نهر إندوس. ويقول المزارع لفرانس برس: «هربنا من الموت».

تأثير التغير المناخي

وتقدر السلطات الباكستانية أن سبب الأمطار الهائلة والمدمرة هو التغير المناخي، مؤكدة أن البلاد تتأثر بشكل غير عادل، بتداعيات الممارسات غير المسؤولة بيئياً في أنحاء العالم. وتحتل باكستان المرتبة الثامنة في مؤشر أخطار المناخ العالمي، وهي قائمة تعدها المنظمة البيئية غير الحكومية (جيرمن ووتش) للبلدان التي تعتبر الأكثر عرضة للظواهر الجوية القصوى الناجمة عن تغير المناخ. 

غير أن السكان يتحملون جزءاً من المسؤولية عن الأضرار الناجمة. فقد سهم الفساد ومشاريع البناء التي لا تراعي السلامة، في تشيد آلاف من المباني في مناطق مهددة بالسيول والفيضانات. وأعلنت الحكومة الجمعة، حالة الطوارئ وسخّرت الجيش لمواجهة «هذه الكارثة التي بلغت نطاقاً نادر» الحدوث.

وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء شهباز شريف، الجمعة، بأن 33 مليون شخص «تضرروا بشدة» من الفيضانات، في حين قالت وكالة مكافحة الكوارث في البلاد، إن نحو 220 ألف منزل دمر، بينما تضرر نصف مليون آخر بشدة. 

من جانبها، قالت وكالة مكافحة الكوارث الإقليمية، إن مليوني فدان من المحاصيل المزروعة قضي عليها في إقليم السند وحده، حيث يعيش العديد من المزارعين يوماً بيوم.

تضخم الأنهار

وأكثر المناطق تضرراً هي بلوشستان والسند جنوبي البلاد وغربيّها، لكن كل أنحاء باكستان تقريباً عانت هذا العام. وانتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة، لأنهار متضخمة دمرت مبانيَ وجسوراً أقيمت على ضفافها في الشمال الجبلي. وقال جنيد خان، نائب مفوض منطقة سوات في مقاطعة خيبر بختونخوا لوكالة الصحافة الفرنسية، إن 14 فندقاً مبنياً على ضفاف نهر جرفت، إضافة إلى محطتين صغيرتين للطاقة الشمسية، جُرفا.

وفي شامان البلدة الحدودية الغربية المجاورة لأفغانستان، اضطر المسافرون للخوض في المياه التي وصل ارتفاعها إلى الخصر، لعبور الحدود بعد انفجار سد قريب، ما زاد الفيضانات الناجمة عن الأمطار. وقالت شركة السكك الحديدية الباكستانية، إن مدينة كويتا القريبة، عاصمة إقليم بلوشستان، قطعت عن بقية البلاد، وتوقفت خدمات القطارات بعدما تضرر جسر رئيسي بسبب فيضان مفاجئ. وكذلك تعطلت معظم شبكات الاتصالات وخدمات الإنترنت في الإقليم، في ما وصفته هيئة الاتصالات في البلاد بأنه أمر «غير مسبوق». 

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y7yxk4r9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"