وزن شيرين وفستانها

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

انفتاح العالم على التواصل الاجتماعي بهذا الشكل جعل كل شيء مباحاً، وسمح للناس التدخل وإطلاق الأحكام بشكل مباشر ومتسرع، والتسبب بأزمات نفسية أحياناً، والتأثير سلباً في المشاهير؛ والمشكلة أن خلف الصفحات والمنصات مجهولون ينشرون الأخبار، ويشعلون الحروب والنيران، ويتسببون بأزمات ومشاكل عن عمد، ويتسترون خلف مسمى «الجمهور»، والجمهور ليس منهم براء، بل ينقاد خلفهم أحياناً، وينقسم بين مهلل للمصيبة، ومدافع عن المتضرر.

الفنانة شيرين عبد الوهاب من أكثر المتعرضين للصدمات على السوشيال ميديا، وبعد كل إطلالة لها، أياً كان توقيتها، تنهال التعليقات السلبية والساخرة، وإذا كان تسرّع شيرين في السابق واندفاعها في الكلام قد تسبب لها بالكثير من الحرج وأثار غضب فئة كبيرة من الجمهور، فإن صمتها ومحاولاتها العودة إلى الغناء وإحياء الحفلات من أجل إحياء موهبتها ونشاطها من جديد، تلقى للأسف من يتربص بها، ويحرص بكل قوة على هزمها، معنوياً ونفسياً، والتأثير سلباً في فنها وجمهورها.

شيرين حلقت شعرها، زاد وزنها، غنّت، بكت، ضحكت.. كأنها حرب معنوية يراد منها إعادة الفنانة إلى الانزواء والانغلاق على ذاتها بعيداً عن الفن. قد يكون «المجهول» الذي يقف خلف هذه الحملات والتعليقات السخيفة «معلوماً» ومعروفاً من قبل الجميع، لكن الإشارة إليه بالاسم والتحدث عنه يحقق له المراد بتصدُّر مواقع التواصل الاجتماعي، وكسب المزيد من الشهرة ولفت الأنظار، بينما المهم هي أمواج التنمّر التي تزداد انتشاراً جارفة معها الجمهور الذي تتستر خلفه، وتكبر النميمة وتزداد رقعتها انتشاراً بلمح البصر.

من حقنا إبداء الملاحظات على تصرفات الفنانين وأعمالهم، لأنهم اختاروا أن يكونوا «قدوة» لأجيال وفئات من الناس، لكن ما يحصل من إصرار على عدم مراعاة مشاعر الفنانين والتأثير فيهم سلبياً، مثلما يحصل الآن مع شيرين عبدالوهاب التي صارت «ترند» بسبب وزنها الزائد- وكلنا نعلم أن السبب حالة الاكتئاب التي أصيبت بها-، وصارت حديث الصفحات والمواقع والنشرات الفنية الساعية خلف النميمة، فطغى الشكل والفستان والوزن على الحفل، وما قدمته في مهرجان قرطاج، ووقوفها مجدداً على المسرح، وأمام جمهورها بعد المحنة الكبيرة التي تعرضت لها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdf3t6ss

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"