عادي

إنذارات للفشل الكلوي.. إهمالها كارثة

22:00 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: «الخليج»

يتعرض جسم الإنسان لمقدمات صحية عدة، تسبق الفشل الكلوي، من أهمها أن يصدر الجسم العديد من الإنذارات التي تستدعي التنبه لها، والتعامل معها بجدية على أنها أعراض مرضية، ليس من الحكمة إهمالها، لأن ذلك قد يؤدي إلى تطورات غير محمودة تتسبب بحدوث قصور في وظائف الكلى، ربما يتطور إلى فشل كلوي.

في البداية، يعاني الجسم قلة إدرار البول، وظهور بول رغوي، ثم يحدث تورم في الساقين والكاحلين والقدمين، مع تطور الحالة، نتيجة لاحتباس السوائل في الجسم، وعدم قدرة الكلى على أداء وظائفها بكفاءة.

وقد يتطور الأمر إلى الأسوأ، في حالة الإهمال وعدم اتباع تعليمات الطبيب، إلى أعراض أكثر صعوبة، مثل حدوث ضيق في التنفس، وخمول وإرهاق عام، ثم حالة الشعور بغثيان مستمر، مصحوب بألم وانضغاط في الصدر، وفي مراحل متقدمة قد يصل الأمر إلى الإغماء.

هذه التطورات تستغرق فترات طويلة، تختلف من مريض لآخر، بحسب الحالة الصحية، ومدى قدرة جسم المريض على التعامل معها، وكذلك مدى التزامه بتعليمات الطبيب، وانتظامه في تناول الأدوية.

وتحذر الهيئة العامة للرعاية الصحية في مصر من تجاهل أي من هذه الأعراض في بداية ظهورها، وتدعو إلى التعامل الجدي معها منذ البداية، بالتوجه إلى الطبيب، وإجراء التحاليل والأشعّات اللازمة لسرعة تشخيص الحالة، والتعامل السريع والصحيح معها.

وتشير الهيئة إلى أن الحصوات قد تكون أحياناً سبباً في بعض أعراض مشكلات الكلى، لأنها في العادة تسبب آلاماً مزعجة، ما يحتم التعامل معها عبر الأدوية أو التفتيت بالموجات التصادمية، أو بكليهما معاً، بناء على تشخيص الطبيب.

ويحذر د.عماد عبدالستار، المدير التنفيذي لمبادرة الاعتلال الكلوي، التابعة لوزارة الصحة المصرية، من إهمال متاعب الكلى، لأنها قد تتطور من مشكلات بسيطة إلى حالة الاعتلال، وتؤثر بالتالي في كامل الحالة العامة للجسم، بل قد تتسبب بتدهور حالته الصحية.

ويشير إلى أن مرحلة الاعتلال الكلوي، تكون مصحوبة بعدة أعراض، ومن ذلك الإصابة بالأنيميا، لأن تأثر حالة الكلى ينعكس على قدرتها في أداء وظائفها.

ويوضح أن الكلى تفرز هرموناً مهماً يساعد على إنتاج الهيموغلوبين في الدم بشكل كاف، وعندما تتأثر وظائف الكلى تتراجع قدرتها على إنتاج هذا الهرمون، ما يتسبب بالتالي بعدم تكون الهيموغلوبين بالكميات المناسبة لحاجة الجسم، فتحدث الأنيميا.

ويضيف أن هذا الاضطراب في وظائف الكلى يكون مصحوباً بظهور أعراض أخرى، مثل الشعور بالإعياء، وعدم القدرة على القيام بالأعمال اليومية المعتادة، وحدوث آلام في جدار المعدة، لعدم قدرة الكلى على التخلص بكفاءة من حمض البولينا والكرياتينين، اللذين تزداد نسبة تركيزهما في الدم.

وفي مرحلة لاحقة، قد تزداد سيولة الدم، كما تتأثر قدرة الشخص على التركيز، بسبب عدم قدرة الجهاز العصبي، على تحقيق التوازن بين حالتي الإحساس والحركة.

ويشير د.عماد عبدالستار، إلى أن هذه الأعراض قد تزداد بحسب تطور الحالة الصحية، وبحسب المرحلة التي تمر بها حالة الكلى.

ومن المعتاد طبياً أن يتم تقسيم مرض الاعتلال الكلوي إلى خمس مراحل، تختلف فيها أعراض المرض، بحسب تطور الحالة، ويكون لكل مريض معاملة طبية مختلفة عن غيره، بحسب طبيعة وتطور المرحلة المرضية التي يمر بها.

وقد يتسبب الإهمال في العلاج بتطور الحالة الصحية من اعتلال إلى فشل كلوي. ويقسم الأطباء الفشل إلى نوعين: الأول حاد، والثاني مزمن.

‏ويعرف الأطباء الفشل الكلوي الحاد بأنه يرتبط بحدوث ضرر مفاجئ لأنسجة الكلى، وقد يبدأ الضرر مؤقتاً قبل أن يصبح مزمناً مع الوقت.

ويظهر ذلك، بحسب الهيئة العامة للرعاية الصحية المصرية، في انسداد المسالك البولية، وظهور الجفاف، وفقدان الدم، أو السوائل، إلى جانب ظهور الحروق الخطيرة، والتسمم بالمواد الضارة أو الأدوية، وتسمم الحمل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/cu56rzjk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"