عادي

العراق يواجه المجهول: أنصار الصدر يتدفقون والدولة مشلولة

17:41 مساء
قراءة 3 دقائق
بغداد: «الخليج»
يتصاعد التوتر في العراق غداة إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي نهائياً، فيما أعلن أنصاره النفير العام وبدأت أعداد كبيرة منهم تتدفق إلى بغداد من المحافظات الأخرى، رغم إعلان السلطات حظر التجوال، بالتزامن مع اقتحام القصر الجمهوري، فيما تدفع القوات الأمنية بتعزيزات إلى مداخل المنطقة الخضراء من أجل حماية المؤسسات الحيوية.
ووسط توقعات بأن تشهد الساعات المقبلة توتراً أمنياً قد تقود البلاد إلى المجهول، يصمم أنصار الصدر على التوجه إلى المنطقة الخضراء وتصعيد الموقف تضامناً مع زعيمهم مقتدى الصدر، وسط أنباء عن تحرك أعداد أخرى من المحافظات العراقية للانضمام إليهم. وهناك توقعات بنزول كثيف لأنصار الصدر في المحافظات الجنوبية من البلاد، كواسط والبصرة وميسان وغيرها، حيث يحظى بتأييد واسع. ويؤكد المتظاهرون أنهم لن توقفهم الإجراءات الأمنية، وأنهم سيقومون باتخاذ إجراءاتهم الخاصة حتى إن اعتزل الصدر العمل السياسي.

إغلاق مجلس الوزراء

وأظهرت مشاهد «قيام عدد من متظاهري التيار الصدري، باقتحام القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء وسط بغداد»، حيث قام المتظاهرون بعبور الحواجز الأسمنتية ودخلوا إلى قلب القصر الجمهوري، وبعضهم قام بالاستحمام في المسبح الكبير داخل القصر. وأكد بعض المتظاهرين، أنهم «يمثلون الشعب العراقي وقد خرجوا باسم الشعب العراقي لغرض المطالبة بحل مجلس النواب العراقي».
وفي بيان حكومي مقتضب، وجّه رئيس مجلس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، الاثنين، بتعليق مجلس الوزراء لجلساته إلى إشعار آخر؛ وذلك بسبب دخول مجموعة من المتظاهرين لمقر مجلس الوزراء المتمثل بالقصر الحكومي.
وجدد، الكاظمي الدعوة إلى ضبط النفس من الجميع، كما دعا المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء والالتزام بتعليمات القوات الأمنية المسؤولة عن حماية المؤسسات الرسمية وأرواح المواطنين.
وقال الكاظمي، في بيان، إن «التطورات الخطيرة التي جرت في عراقنا العزيز اليوم من اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء ودخول مؤسسات حكومية إنما تؤشر إلى خطورة النتائج المترتبة على استمرار الخلافات السياسية وتراكمها»، داعياً مقتدى الصدر إلى حث المتظاهرين على الانسحاب من المؤسسات الحكومية.
ورأى الكاظمي أن «تمادي الخلاف السياسي ليصل إلى لحظة الإضرار بكل مؤسسات الدولة لا يخدم مقدرات الشعب العراقي، وتطلعاته، ومستقبله، ووحدة أراضيه».
وختم الكاظمي، بالقول، «نجدد الدعوة إلى ضبط النفس من الجميع، وندعو المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء والالتزام بتعليمات القوات الأمنية المسؤولة عن حماية المؤسسات الرسمية وأرواح المواطنين».

موقف الأجهزة الأمنية

وبموازاة ذلك، قررت السلطات الأمنية إغلاق المنطقة الخضراء بالكامل لمنع تدفق المتظاهرين من مناطق شرقي العاصمة إليها.
ودعت القوات الأمنية العراقية المتظاهرين الذين دخلوا المنطقة إلى مغادرتها، وذكرت قيادة العمليات المشتركة، في بيان صحفي، «ندعو المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء، و«نؤكد التزمنا أعلى درجات ضبط النفس والتعامل الأخوي لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقي». وأضافت:«نؤكد مسؤوليتنا عن حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية والأملاك العامة والخاصة». وأشارت إلى أن«التعاطي مع التظاهرات السلمية يتم من خلال الدستور والقوانين وستقوم القوات الأمن بواجبها في حماية الأمن والاستقرار».

خطر التدخل الخارجي

وفي ظل هذا التصعيد، وجه ائتلاف «الوطنية» الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، الاثنين، رسالة إلى القوى السياسية لتغليب منطق الحكمة والتهدئة والشعور بالمسؤولية الوطنية والإنسانية.
وذكر الائتلاف، في بيان، أن«الائتلاف يحذر مجدداً من خطورة الأوضاع وتداعياتها المأساوية على الشعب العراقي عامة، ويحذر من مخاطر تصاعد وتيرة الصراعات السياسية وأي تدخل خارجي في العراق أو مجريات الأحداث التي وصلت إلى الذروة في التصلب والتشظي والانقسام، لذا فإنه يدعو الأطراف السياسية كافة إلى تغليب منطق الحكمة والتهدئة والشعور بالمسؤولية الوطنية والإنسانية، الذي نحتاج إليه اليوم جميعا أكثر من أي وقت مضى، أمام جسامة المخاطر والتحديات الداخلية والخارجية».
وأضاف أنه «لا سبيل للحل إلا بالحوار الوطني الجامع لكل الفعاليات السياسية والاجتماعية والشعبية والمهنية على قاعدة الوطنية والمواطنة والقبول المتبادل والعدالة السياسية والاجتماعية، ونبذ كل أشكال المحاصصة والغلبة والإقصاء».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mwhw5mvj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"