اتهمت روسيا، أمس الاثنين، أوكرانيا بالتصرف بطريقة انتحارية في محطة زابوريجيا النووية، ودعت الأسرة الدولة إلى الضغط على كييف لتخفيف التصعيد، في وقت أعلن فيه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية توجه فريق من الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى المحطة النووية.
وقالت وكالات الأنباء الروسية إن ضربة صاروخية أوكرانية أحدثت فجوة في سقف مستودع للوقود في محطة زابوريجيا للطاقة النووية.
ذكرت الوكالات نقلاً عن مسؤولين محليين في المناطق الموالية لروسيا، أن مستويات الإشعاع في محطة الطاقة النووية طبيعية، وأن الوضع هناك تحت السيطرة. وتنفي كييف وموسكو استهداف محطة الطاقة النووية، وهي الأكبر في أوروبا، وتبادلتا الاتهامات حول المسؤولية عن حوادث قصف في محيطها.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا «إن قصف الجيش الأوكراني المستمر لمحطة زابورويجيا تصرف انتحاري وفي غاية الخطورة»، مستنكرة مزاعم الغرب بأنه اضطر لإقناع روسيا مطولاً للسماح بزيارة بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة، واصفة ذلك بأنه «كذب وتضليل». وأشارت إلى أن روسيا تتوقع أن تكون استنتاجات بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد زيارتها للمحطة موضوعية ومهنية وخالية من أي صبغة سياسية.
موسكو تطلب الضغط
بدوره، دعا الكرملين، أمس الاثنين، الأسرة الدولية إلى ممارسة «ضغط» على القوات الأوكرانية لتخفيف التوتر بشأن المحطة لنووية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف «من واجب كل الدول ممارسة ضغط على الجانب الأوكراني كي يتوقف عن تعريض القارة الأوروبية للخطر من خلال قصف محطة زابوريجيا النووية والمناطق المجاورة لها».
تأتي هذه التصريحات في وقت أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الاثنين، أن فريقها في طريقه إلى محطة زابوريجيا ويُتوقع وصوله هذا الأسبوع، لتفتيش المحطة الواقعة في جنوب أوكرانيا، والتي تسيطر عليها القوات الروسية منذ مارس/ آذار. وقال بيسكوف «ننتظر هذه البعثة منذ وقت طويل. نعتبر أنها ضرورية».
وأكد بيسكوف أن القوات الروسية ستضمن سلامة بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المناطق الخاضعة لسيطرة موسكو، مشيراً إلى «المخاطر السائدة هناك والمرتبطة بعمليات القصف المتواصلة التي يشنّها».
بعثة الدعم والمساعدة
وفي وقت سابق، أمس الاثنين، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في تغريدة عبر تويتر «ها قد أتى اليوم، بعثة الدعم والمساعدة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى زابوريجيا في طريقها الآن». وكتب في تغريدته «يجب علينا حماية سلامة وأمن أكبر منشأة نووية في أوكرانيا وأوروبا. فخور بقيادة هذه البعثة التي ستكون في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في وقت لاحق هذا الأسبوع». كما أعلنت الوكالة عن تعيين خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقييم الأضرار المادية التي لحقت بالمحطة، وتحديد مدى كفاءة أنظمة السلامة والأمن، وتقييم وضع الموظفين، والقيام بأنشطة الحماية العاجلة.
وعلى وقع القتال الدائر حول محيط المحطة، يطالب غروسي منذ أشهر عدة بالسماح للوكالة بزيارة الموقع، مشدّداً على «خطر فعلي بوقوع كارثة نووية»، بينما دعت الأمم المتحدة إلى وقف أي نشاط عسكري في محيطة محطة زابوريجيا التي يثير الوضع فيها مخاوف الدول الغربية.
وسيطرت القوات الروسية على محطة زابوريجيا التي تضم ستة من مفاعلات أوكرانيا الخمسة عشر في مطلع مارس/ آذار بعيد بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير/ شباط وهي تقع قرب خط الجبهة في جنوب البلاد. (وكالات)
