عادي
770 مليار دولار القيمة السوقية المجمعة

نهج «صفر كوفيد» يتسبب في أسوأ فصل لعمالقة التقنية الصينية

15:54 مساء
قراءة 3 دقائق
دبي: خنساء الزبير
بدأت شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة في الخروج من أسوأ فصل للنمو في التاريخ، حيث أدى التباطؤ الكبير في ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى خسائر فادحة بسبب سياسة بكين الصارمة بشأن الحد من انتشار فيروس «كورونا».
فقد سجلت شركة التجارة الإلكترونية «علي بابا» في الربع الثاني من هذا العام أول ثبات في نمو الإيرادات على أساس سنوي، وأعلنت «تينسنت» لوسائل التواصل الاجتماعي والألعاب عن أول انخفاض قياسي في مبيعاتها، فيما سجلت «جيه دي دوت كوم»، ثاني أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في الصين، أبطأ نمو في الإيرادات في التاريخ، وتعرضت شركة «إكسبينج» لصناعة السيارات الكهربائية لخسارة أكبر من المتوقع بالإضافة إلى ضعف التوقعات. وتبلغ القيمة السوقية لهذه الشركات مجتمعة أكثر من 770 مليار دولار.
وكانت كلٌ من «تينسنت» و«علي بابا» و«جيه دي دوت كوم» قد حافظت في السابق على أكثر من 25% من نمو الإيرادات السنوية وسيشكل التباطؤ طويل الأجل مصدر قلق.
عودة «كوفيد»
شهدت الصين في الفصل المنتهي في يونيو عودة ظهور حالات «كوفيد» فالتزمت البلاد بما يسمى بسياسة أو نهج «صفر كوفيد» وهي مجموعة من التدابير الصارمة؛ منها عمليات الإغلاق بما في ذلك إغلاق المدن الرئيسية، مثل شنغهاي، لعدة أسابيع.
ونتيجة هذا نما الاقتصاد الصيني بنسبة 0.4% فقط في الفصل الثاني، وأثر ذلك في قوة المستهلك وفي إنفاق الشركات على بعض المجالات كالإعلانات والحوسبة السحابية؛ وألقت هذه الظروف المعاكسة بظلالها على عمالقة التكنولوجيا هنالك، ويتضح هذا في مكالمة حول إعلان نتائج شركة «علي بابا» هذا الشهر، حيث قال رئيسها التنفيذي دانييل تشانغ: «انخفضت مبيعات التجزئة على أساس سنوي في إبريل/ومايو بسبب عودة ظهور كوفيد-19 في شنغهاي والمدن الرئيسية الأخرى، وتعافت ببطء في يونيو. تأثرت أيضاً شبكاتنا اللوجستية في الصين وتأجلت بعض مشروعاتها في مجال الحوسبة السحابية».
كما طال التأثير شركة «تينسنت»، مالكة تطبيق المراسلة «وي تشات» التي تُعد واحدة من أكبر شركات الألعاب في العالم، ونمت إيراداتها من خدمات التكنولوجيا المالية بشكل أبطأ مما كانت عليه في الفصول السابقة، حيث كان هنالك عدد قليل من الناس يخرجون ويستخدمون خدمة الدفع عبر الهاتف المحمول «وي تشات باي»، وأيضاً انخفضت عائداتها من الإعلانات عبر الإنترنت بشكل حاد نتيجة تشديد الشركات على الميزانيات.
وبالرغم من أن موقع «جيه دي دوت كوم» قد حقق أداءً جيداً في الربع الثاني لأنه يتحكم في الكثير من سلسلة التوريد والمخزون اللوجستي، إلا أنه تعرض لضغط ارتفاع تكاليف التنفيذ والخدمات اللوجستية في ظل تدابير الإغلاق. أما «إكسبينج» فذكرت أنها تتوقع تسليم ما بين 29000 و31000 سيارة في الربع الثالث، وهو أضعف مما توقعه السوق؛ وعزى رئيسها الأمر إلى أن حركة النشاط التجاري في المتاجر كانت أقل بسبب «حالة ما بعد كوفيد» بالإضافة إلى ضعف النشاط المرتبط بالموسم.
ازدهار الوباء
تمتعت شركات الإنترنت العملاقة في الصين بازدهار خلال الوباء، حيث اتجه الناس إلى الخدمات المقدمة عبر الإنترنت مثل التسوق والألعاب لعدم الخروج من المنازل بسبب تدابير الإغلاق، وهذا جعل المقارنات على أساس سنوي أكثر صعوبة، والآن يواجه الاقتصاد الصيني عدداً من الظروف المعاكسة هذا العام جعلت بيئة الاقتصاد الكلي أكثر صعوبة.
ومازال قطاع التكنولوجيا في الصين يواجه استمرار البيئة التنظيمية المتشددة على مدار العامين الماضيين وحتى الآن، حيث أدخلت البلاد سياسة أكثر صرامة في مجالات متعددة بدءاً من الألعاب وإلى حماية البيانات؛ ومع انخفاض معدلات النمو بشكل أكثر حدة مما كانت عليه في السنوات السابقة يتوخى المستثمرون الحذر بشأن توقعاتهم.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yukztbc5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"