عادي
الجيش يرفع حظر التجول غداة اشتباكات ببغداد خلفت 30 قتيلاً

الصدر ينهي اعتصامات تياره.. والعراق يستعيد الهدوء

15:21 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1
1

بغداد: «الخليج» 

عاد الهدوء أمس الثلاثاء إلى العاصمة العراقية بغداد في أعقاب انسحاب أنصار الزعيم الديني مقتدى الصدر من المنطقة الخضراء، بعد أن أمهلهم زعيمهم ستين دقيقة لوقف كل الاحتجاجات، مندّداً باستخدامهم العنف بعد مواجهات بينهم وبين القوى الأمنية وأفراد الحشد الشعبي، أسفرت عن مقتل ثلاثين شخصاً خلال 24 ساعة. وفور بدء الانسحاب، أعلن الجيش رفع حظر التجوّل الذي أعلنه الاثنين، في البلاد الغارقة في أزمة حادة سياسية واقتصادية منذ الانتخابات النيابية التي جرت في 21 تشرين الأول/أكتوبر 2021.

خلال 60 دقيقة

وقال الصدر، في مؤتمر صحفي مقتضب عقده في النجف «إذا لم ينسحب كل أعضاء التيار الصدري خلال ستين دقيقة من كل مكان، حتى من الاعتصام، أنا أبرأ منهم... بغض النظر من كان البادئ أمس، أمشي مطأطئ الرأس وأعتذر للشعب العراقي الذي هو المتضرر الوحيد مما يحدث». وأضاف «أنا أنتقد ثورة التيار الصدري.... بئس الثورة هذه... بغض النظر عمن هو البادئ. هذه الثورة ما دام شابها العنف، ليست بثورة». ولفت إلى أن «هناك ميليشيات وقحة ويجب ألا يكون التيار وقحاً»، مردفاً «لن أتدخل بأي سياسة من الآن فصاعداً وأرجو عدم توجيه أي سؤال سياسي لي».

وفور انتهاء ندائه، بدأ أنصاره ينسحبون من المنطقة الخضراء في العاصمة التي تضمّ المؤسسات الرسمية والسفارات وتعتبر محصنة أمنياً. وسكت صوت السلاح. ذكرت وكالة الأنباء العراقية أن قيادة العمليات المشتركة قررت رفع حظر التجول المفروض في أنحاء البلاد، بعد أن دعا مقتدى الصدر مؤيديه إلى الانسحاب من الشوارع. وكان بيان للجيش العراقي أكد أن مسلحين أطلقوا عدة صواريخ على المنطقة الخضراء أمس الثلاثاء.

أعلى مستويات الوطنية

وفي أول تعليق على خطاب الصدر، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إن «دعوة زعيم التيار الصدري إلى وقف العنف، تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي»، مشيراً إلى أن كلمة الصدر، «تحمّل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والأمني.  

وفي وقت لاحق أصدر زعيم التيار الصدري بياناً جديداً عزّى فيه عوائل الضحايا الذين سقطوا في الصدامات التي وقعت في المنطقة الخضراء ببغداد. وقال الصدر في بيان «رحم لله شهداء الثورة (السلمية)»، مضيفاً «فإني بعد أن أعزي نفسي بهم.. فإني أسأل الله الصبر السلوان لعوائلهم والشفاء العاجل للجرحى». وتابع «على أصحاب الاختصاص من الجهات الرسمية المطالبة بحقوقهم غير منقوصة فهذا أقل ما يمكن أن نرد من جميلهم».

مئات القتلى والجرحى

وقُتل ثلاثون شخصاً في الاشتباكات التي وقعت بينهم وبين فصائل من الإطار التنسيقي المناوئ والقوى الأمنية في بغداد. كذلك، أصيب 570 من أنصار الصدر خلال الاشتباكات التي استمرت 24 ساعة. بدأت المواجهات التي استخدمت فيها الأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية الاثنين بعد نزول أنصار الصدر إلى الشوارع غاضبين، إثر إعلانه اعتزال السياسة «نهائياً». وتلت ذلك فوضى عارمة تطورت إلى اشتباكات.

والاثنين، انتقلت الاضطرابات إلى مناطق أخرى، ففي محافظة ذي قار في جنوب العراق، سيطر أنصار الصدر على ديوان المحافظة. وفي محافظة بابل، سيطر متظاهرون من أنصار التيار الصدري على مبنى المحافظة في مدينة الحلة. وقطع آخرون الطرق الرئيسية التي تربط مدينة الحلة، مركز المحافظة، بالعاصمة بغداد وباقي المحافظات الجنوبية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p84ash6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"