عادي

الفيضانات تغمر «ثلث» باكستان ووتيرة الإغاثة تتسارع

10:51 صباحا
قراءة 3 دقائق

 

سوكور (باكستان) - أ ف ب
تسارعت جهود الإغاثة، الثلاثاء، في المناطق التي تضربها فيضانات عارمة في باكستان، لمساعدة ملايين المتضررين من جرّاء تساقط أمطار موسمية غزيرة، أغرقت ثلث مساحة البلاد، وأودت بحياة أكثر من 1100 شخص.
وتسببت الأمطار المستمرة منذ حزيران/ يونيو بأعنف فيضانات في أكثر من عقد جرفت مساحات من المحاصيل الزراعية الأساسية، ودمرت أو ألحقت أضراراً بأكثر من مليون منزل.
وتواجه السلطات والجمعيات الخيرية صعوبة في تسريع تسليم مواد الإغاثة لأكثر من 33 مليون متضرر، خصوصاً في مناطق لا يمكن الوصول إليها لانقطاع الطرق، وتدمير جسور جرفتها الفيضانات.
والمناطق الجافة في الجنوب والشرق محدودة، وتكتظ طرق سريعة مرتفعة وسكك حديد بنازحين فروا من السهول الغارقة.
وقالت التلميذة ريمشا بيبي في منطقة ديرا غازي خان بوسط باكستان: «ليس لدينا أي مكان لطهي الطعام. نحن بحاجة إلى المساعدة». 
وتتساقط على باكستان أمطار غزيرة، وأحياناً مدمرة، خلال موسم الأمطار السنوي البالغ الأهمية للزارعة ولملء الأنهار والسدود. لكن الأمطار الحالية غير مسبوقة منذ ثلاثة عقود.
وألقى المسؤولون الباكستانيون باللائمة على التغير المناخي الذي يضاعف وتيرة وشدة ظواهر الطقس المتطرفة الشديدة في أنحاء العالم.

 

 

وقالت وزيرة التغير المناخي شيري رحمن: إن «مشاهدة الدمار على الأرض تبعث على الذهول حقاً».
وأضافت: «عندما نرسل مضخات مياه، يقولون لنا: إلى أين نضخ المياه؟ المكان محيط واحد كبير، لا أرض جافة نسحب المياه إليها».
وتابعت حقيقة «ثلث» مساحة البلاد تحت الماء، وشبَّهت الكارثة بأفلام الكوارث.
وقال وزير التخطيط إحسان إقبال: إن باكستان بحاجة إلى أكثر من 10 مليارات دولار لأعمال التصليح، وإعادة بناء البنى التحتية المتضررة.
وأوضح: «لحقت أضرار هائلة بالبنى التحتية وخصوصاً الاتصالات والطرقات والزراعة وسبل العيش».
ونهر السند الممتد على طول الدولة الواقعة بجنوب آسيا، مُهدد بالفيضان على وقع السيول المتدفقة من روافده في الشمال.
وسجلت البلاد ككل معدل أمطار موسمية يزيد بمرتين على المعتاد، بحسب مكتب الأرصاد، لكن متوسط هطول الأمطار في إقليمي بلوشستان والسند بلغ أربعة أضعاف معدلاته في العقود الثلاثة الماضية.

 

مساعدة دولية 
وتأتي كارثة الفيضانات في أسوأ الأوقات بالنسبة لباكستان التي يشهد اقتصادها انهياراً حاداً. وأعلنت حكومتها التي ناشدت المجتمع الدولي المساعدة، حالة طوارئ.
وبدأت أولى رحلات الإغاثة، مؤخراً، بالوصول خصوصاً من دولة الإمارات وتركيا، بينما وعدت دول أخرى منها كندا وأستراليا واليابان بالمساهمة.
وأعلنت الأمم المتحدة أنها ستطلق، الثلاثاء، نداء رسمياً لجمع 160 مليون دولار من التبرعات، لتمويل مساعدات طارئة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: إن «باكستان غارقة في المعاناة. الشعب الباكستاني يواجه رياحاً موسمية عاتية ومدمرة، التأثير الذي لا يرحم لهطول الأمطار والفيضانات بمستويات تاريخية».
وأضاف أن «عدم إعطاء أولوية قصوى للتحرك المناخي أمر مشين فيما يزداد انبعاث غازات الدفيئة الذي يعرضنا جميعاً - في كل مكان - لمخاطر أكبر».
من جهته، صرّح المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركي في مؤتمر صحفي في جنيف، بأن «شعب باكستان بحاجة ماسة إلى التضامن والدعم الدوليين».
وقال: إن نحو 500 ألف شخص نزحوا بسبب الفيضانات، ولجأوا إلى المخيمات فيما يقيم كثيرون بشكل مؤقت مع عائلات مضيفة.
وتابع أنه «من المتوقع أن تستمر الأمطار الغزيرة ومع وجود العديد من السدود والأنهار عند مستويات الفيضانات، فمن المرجح أن يتفاقم الوضع قبل أن يتحسن».
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير: إن المرافق الصحية في باكستان تضررت بشدة من جرّاء الفيضانات مع إلحاق «أضرار بالغة» في 180 منها.
وباكستان بحاجة إلى دعم دولي أساساً وقد فاقمت الفيضانات الصعوبات التي تواجهها.
وترتفع أسعار السلع الأساسية ولا سيما البصل والطماطم والحمص، بينما يتحسر الباعة على نقص الإمدادات من إقليمي السند والبنجاب.

 

ووردت بعض الأنباء الطيبة، الاثنين، مع إعلان صندوق النقد الدولي الموافقة على برنامج قروض لباكستان يفرج عن شريحة أولى قدرها 1.1 مليار دولار.
وتنتشر مخيمات إيواء مؤقتة في كافة أرجاء باكستان، في مدارس وعلى طرق سريعة وفي قواعد عسكرية.
وفي بلدة ناوشيرا بشمال غرب البلاد، تحول معهد للتدريب التقني إلى مركز يؤوي 2500 من متضرري الفيضانات، خلال حرّ الصيف مع مساعدات غذائية متقطعة وكمية محدودة من مياه الاغتسال.
وقال أحدهم ويُدعى مالانغ جان (60 عاماً): «منذ ثلاثة أيام ونحن لا نأكل غير الأرز، لم أتخيل أبداً أن سيأتي يوم نعيش فيه هكذا. فقدنا جنّتنا والآن أُرغمنا على العيش بحياة تعيسة».

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/8fzh2mw6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"