- كايزر: الأجانب مؤثرون لكن الكلمة الفصل للمواطنين
إعداد: علي نجم
سيكون على الجزيرة الفائز بدرع الدوري 3 مرات من قبل، أن ينسى مرارة ما مر به الموسم الماضي، وأن يسترد ثوب البطل الذي ظهر به قبل موسمين، حين نال الدرع الثالثة في تاريخه عن جدارة واستحقاق، حين يبدأ رحلة التنافس في دوري أدنوك لموسم 2022-2023.
مثل الجزيرة رقماً صعباً وأساسياً في دورينا خلال العقد الأخير، وتحديداً منذ أن بدأ حصد الألقاب والكؤوس في عهد المدرب البرازيلي آبل براغا، ليصبح مرشحاً دائماً من أجل انتزاع الكؤوس والألقاب أو التواجد في صلب الصراع على أقل تقدير.
عاش الجزيرة في الموسم الماضي، مشاهد من الشهد والدموع، ومني بهزائم قاسية، مؤلمة، لا تليق بمكانته وعراقته منذ بداية حقبة الاحتراف.
ولعل الخماسيات التي سكنت مرمى علي خصيف أمام العين ذهاباً وإياباً، كانت الدليل الساطع على أن ما مر به الفريق لم يكن أمراً عابراً، دون أن ننسى تواضع وضعف مردود اللاعبين الأجانب.
شكل غياب علي مبخوت لأسابيع عدة ضربة قاضية لآمال الفريق في البقاء قريباً من قمة العين، كما شكلت المشاركة الآسيوية، بمرارتها حجر عثرة في نهوض الفريق الذي قاتل حتى الرمق الأخير، ليحفظ ماء الوجه بإنهاء الموسم رابعاً، لكن بفارق 20 نقطة عن «الزعيم» البطل.
هدوء وصمت
خيم الصمت والهدوء على أرجاء نادي الجزيرة، والتزم مسؤولوه الصمت، رغم التغييرات التي حصلت بإدخال وجوه ودماء جديدة وأخرى قديمة إلى إدارة النادي.
الصمت والضبابية، خيما على مصير المدرب الهولندي مارسيل كايزر، قبل أن يتم اتخاذ القرار باستمرار الرجل الذي ترك بصمة وصنع إنجازاً، رغم سيل الانتقادات التي نالها الموسم الماضي.
ولم يدخل «فخر العاصمة» ميركاتو الصيف، بل كانت الأجواء «باردة» وسط حرارة «الصفقات والتحركات التي قامت بها الأندية المنافسة، قبل أن يتحرك بقوة على الصعيد الأجنبي ليحسم صفقتين من العيار الثقيل بضم كل من المغربي أشرف بن شرقي نجم فريق الزمالك المصري، والروماني تاناسي جناح وهداف ستيوا بوخارست الروماني، وهما الصفقتان اللتين فاخر بهما الجزيرة خصومه، وكان واضحاً عبر حسابه في «تويتر» عندما كتب بعد التعاقد مع بن شرقي: «أحلامهم هي واقعنا»، «وأنت الرقم واحد أشرف».
صفقة واحدة
أما على صعيد اللاعبين المحليين، فقد اكتفى «فخر العاصمة» حتى اليوم، بالتعاقد مع لاعب مواطن واحد، هو محمد جمال الذي لعب مع الفريق الموسم الماضي على سبيل الإعارة.
وخاض الجزيرة خلال فترة الإعداد معسكراً خارجياً في هولندا، لمدة 3 أسابيع، كان فرصة من أجل خوض المباريات الودية مع فرق متفاوتة المستوى والقدرات.
واعترف المدرب الهولندي مارسيل كايزر أن الفريق استفاد من معسكر الإعداد، بعدما خاض مباريات وقف بها على جاهزية اللاعبين ومنحهم فرصة اللعب مع فرق من مستويات مختلفة.
وكشف المدرب الهولندي أن اكتمال عقد الفريق في الأسبوعين الأخيرين بعد العودة إلى البلاد ساعد على زيادة نسبة الانسجام والتجانس التي يأمل أن تظهر ملامحها في مستهل الموسم.
الفوز طموحنا
كان الهولندي كايزر دائماً، رجل المنطق، كما يوصف من قبل المقربين منه، أو من عمل وجاور المدرب عن قرب، لا يغرد بعيداً في الطموحات، ولا يزرع إحباطاً غير مبرر.
يعدد المدرب أهداف الجزيرة قائلاً: قبل موسمين قدمنا مستويات جيدة، فرضنا التفوق والسيطرة حتى حصلنا على لقب الدوري عن جدارة واستحقاق.
لكن البطل سجل تراجعاً واضحاً في الموسم الماضي، وهو ما صنف في خانة «الفاتورة» الباهظة التي دفعها الفريق بسبب الظروف التي مر بها والأجواء التي لم تساعد على النجاح، بسبب لعنة الإصابات التي حرمت الفريق من عدد كبير من اللاعبين.
يلخص المدرب الهولندي الذي سيدخل نادي ال100 في دورينا مع نهاية مرحلة الذهاب بعدما سبق له الإشراف على 77 مباريات سابقاً في مسابقة الدوري، الأهداف الاستراتيجية لفخر العاصمة بالقول «هدفنا أن نلعب كرة قدم جيدة من جديد، لأن اللعب الجيد غالباً ما يضمن للفريق الحصول على الانتصارات».
ويستطرد بالقول «لا يجب أن يفهم كلامي بطريقة خاطئة، الفوز في المباريات وكسب النقاط الثلاث هدفنا الدائم، وسنتعامل مع كل مباراة على حدة، لأننا نريد أن نكون من المنافسين على الألقاب والبطولات، فهذا موقف الجزيرة وموقعه الطبيعي».
ويدرك مارسيل كايزر خريج مدرسة أياكس أمستردام العريقة، أن الفريق جاهز لخوض منافسات الموسم الجديد، وجاهز لخوض السباق والتحدي من أجل الفوز والتنافس القوي مع الفرق المرشحة.
لكن من يرشح للصراع على الألقاب في مسابقة غالباً ما تبدلت بها هوية المنافسين والأبطال، يبتسم الرجل الذي يمتلك الكثير من أوجه الشبه مع إريك تين هاغ مدرب مانشستر يونايتد قائلاً «الكل يعرف من هي الأسماء الكبيرة التي ستتصارع من أجل الفوز بالألقاب، ولا داعي للدخول في لعبة الأسماء».
ووصف المدرب الهولندي قرار زيادة عدد اللاعبين الأجانب على 5 لاعبين بالمؤثر، خاصة أنه سيساعد على رفع مستوى اللاعب وارتفاع نسبة التنافس بين الفرق، خاصة أن تأثير الأجانب على الفرق كبير.
ويوضح المدرب «تواجد 5 لاعبين أجانب، إلى جانب اللاعب المقيم سيزيد من حجم المنافسة، لكن لا يمكن إغفال دور اللاعب المواطن، هو حجر الأساس والعامل المؤثر، فقد لعبنا قبل موسمين غالبية الدوري بلاعبين أجنبيين فقط، ومع ذلك كان الدرع من نصيب الجزيرة، وهذا ما يثبت أن اللاعب المواطن عملة أساسية وعنصر مميز يجب التركيز عليه».
ميلوس
يتفق ميلوس المدافع الصربي وهداف «فخر العاصمة» من الركلات الحرة المباشرة مع مديره الفني بالقول: الأجانب الخمسة سيكون لهم تأثير إضافي في الدوري، وسيزيد من قوة الفرق، لكن اللاعب المواطن مؤثر جداً، ولدينا في الجزيرة كوكبة من اللاعبين المواطنين الذين يمثلون حجر الأساس، بل يمثلون نقطة ثقل في التشكيل، لأن اللعب الجماعي قائم على تعاون كل فرد وليس على لاعب واحد فقط.
ومضى يقول: لمست عن قرب قيمة وحجم اللاعب المواطن، وأدرك أن هناك الكثير والكثير من اللاعبين الجيدين في مراحل الشباب، وقد حظي العديد منهم بفرصة اللعب معنا في الموسمين الأخيرين، وهذا ما يعكس أن الفرصة يمكن أن تسنح لكل لاعب مجتهد.
وتوقع ميلوس أن تكون بداية الموسم صعبة بسبب الحرارة والرطوبة في شهر سبتمبر، لكن المستوى بلا شك سيكون مرتفعاً مع رغبة كل الفرق بالمنافسة من أجل المركز الأول.
وأضاف أن المنافسة ستكون قوية مع تواجد أكثر من مرشح، وعندما يرتفع مستوى المسابقة، فإن الأمر ينعكس بالإيجاب على كرة الإمارات، وهذا ما يشكل حافزاً أكبر للجماهير من أجل التواجد في المدرجات.
بماذا يعد ميلوس جماهير الجزيرة قبل صافرة دورينا؟ يجيب المدافع الهداف: الوعد أننا سنقاتل في كل مباراة وأننا سنعمل الأفضل من أجل إسعاد جماهير الجزيرة، التي نأمل أن تحضر بكثافة إلى الملعب حتى نحتفل سوياً بالانتصارات.
حجر الأساس
ويمثل اللاعب الصربي حجر الأساس في تشكيلة الجزيرة، بينما سيكون المدرب الهولندي الأكثر سعادة بعودة خلفان مبارك بعد شفائه من الإصابة واكتمال جاهزية علي مبخوت الذي ينتظر كتابة تاريخ جديد ليكون أول لاعب يسجل 200 هدف في دورينا، لو قدر له التألق وتقديم أوراق اعتماده التي أسهمت في اعتلائه قائمة الهدافين التاريخيين لدورينا حتى الآن برصيد 181 هدفاً.
