عادي

الكاظمي يلوح بالاستقالة إذا استمرت الصراعات والفوضى

00:32 صباحا
قراءة 3 دقائق
6

بغداد- «الخليج»:
أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الثلاثاء، أن الدم العراقي الطاهر الذي أريق يطلق الإنذار لكل عراقي صادق وأصيل بأننا اليوم يجب أن نواجه الحقائق المرة، وأن يوضع السلاح تحت سلطة الدولة فعلاً وليس شعاراً وادعاءً، ملوحاً بإعلان استقالته من منصبه إن استمرت بعض الأطراف في إثارة الصراعات والفوضى في العراق.

وقال الكاظمي في كلمة متلفزة وجهها إلى الشعب العراقي، «أتقدم بالشكر إلى القوات الأمنية التي أُريد لها أن تكون طرفاً في نزاع (السلاح المنفلت) مع (السلاح المنفلت)؛ فأبت إلا أن تصطف مع الوطن، وترفض وضع فوهات البنادق أمام صدور العراقيين مهما بلغ انفعالهم».

حصر السلاح

وأضاف «منذ أكثر من عامين ونحن نتبنّى سياسة حصر السلاح بيد الدولة رغم كل الاتهامات والطعون والصواريخ التي وجهت إلينا». وتابع، «شكّلنا لجنة تحقيق؛ لتحديد المسؤولين عن وضع السلاح بيد من فتحوا النار على المتظاهرين، وأراقوا الدم رغم التوجيهات المشددة التي أصدرناها لمنع استخدام الرصاص، كما يجب تحديد من فتح النار والصواريخ والهاونات على المنطقة الحكومية طوال الليل. لذلك فإن هذا الواقع المخزي يتطلب موقفاً صادقاً وصريحاً لمواجهته والتصدي له. كفى ازدواجية الدولة واللادولة، وعلى المنظومة الأمنية الرسمية أن ترتبط جميعها بكل توجهاتها - ولا فرق بين هذا وذاك فوراً- بالقائد العام للقوات المسلحة ويتحمل كل غير منضبط المسؤولية القانونية. السلاح الذي استخدم أمس هو مال مهدور.. دم مهدور.. فرص مهدورة هذا السلاح يجب أن يستخدم في حماية العراق، لا في صراعات السلطة».

وأردف الكاظمي، «على كل وحدة عسكرية أن تعمل حسب اختصاصها ومسؤولياتها المحددة بالقانون حصراً، وتنفيذ تعليمات وخطط وسياقات القائد العام للقوات المسلحة في الحركات والواجبات».

العراق أكبر من الجميع

وأكد الكاظمي «سياسياً قمنا بمسؤوليتنا في إطلاق حوار وطني بين القوى السياسية المختلفة؛ لمساعدتها في الوصول إلى حل مرضٍ للجميع؛ لكن الحوار يقتضي أن يتنازل الجميع، وليس أن يستمر التصعيد السياسي، وينتقل إلى فتح الرصاص، وإزهاق أرواح العراقيين. لذلك أقول لأهلي العراقيين: إن العراق أكبر من الجميع، وليس هناك أي شخص، أو حزب، أو قوة أهم من العراق، ومن مصالح العراق. لقد خدمت شعبي بكل شرف وأمانة، ولم أكن يوماً طرفاً أو جزءاً من المشكلة، وصبرت على كل أنواع التنكيل والعرقلة والحرب المعلنة من جميع الأطراف لإضعاف الدولة وقرارها أو ابتزازها أو تصغير كل ما أُنجز لأهداف انتخابية، ولأسباب لا تنتمي إلى جوهر الوطنية العراقية. ورغم ذلك فإنني لم ولن أتخلى عن مسؤوليتي أمام شعبي، وأي خيار يخدم مصالح العراق وأمنه، ويحقق الاتفاق السياسي بين القوى المختلفة، وأنا كنت وما زلت مع مبدأ التداول السلمي للسلطة».

فشل سياسي مزمن

وقال الكاظمي، «أحذر من هنا إذا أرادوا الاستمرار في إثارة الفوضى، والصراع، والخلاف، والتناحر، وعدم الاستماع لصوت العقل، سأقوم بخطوتي الأخلاقية والوطنية بإعلان خلوّ المنصب في الوقت المناسب، حسب المادة 81 من الدستور، وتحميلهم المسؤولية أمام العراقيين، وأمام التاريخ. وطننا ينزف منذ سنوات طويلة، وكل يوم ندفع إلى الحتوف الآلاف من خيرة شبابنا، لماذا؟ بأي ذنب وأي جريرة؟، كل قطرة دم سببها الفشل السياسي المزمن، وهذا الاستسلام للغة المغانم، والتحاصص، وضعف الانتماء الوطني. الشكر والتقدير لكل من وقف إلى جانب الوطن في محنته، والخزي والعار لكل من ساهم في إراقة دم العراقيين قولاً أو فعلاً». وختم الكاظمي كلمته متوجهاً إلى الجميع «ضعوا العراق العزيز الكبير أمام كل مصلحة، وكل اعتبار. ضعوا شعب العراق أمام ضميركم الوطني».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ywxd6eyc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"