عادي

أمريكيون يختارون «الاستقالة الصامتة» للتخلص من الاستنفار الوظيفي

21:18 مساء
قراءة دقيقتين

يختار بعض الأمريكيين أسلوباً جديداً في العمل يسمى «الاستقالة الصامتة»، يضعون من خلاله ضوابط على وتيرة نشاطهم المهني بما يشمل رفض العمل لأكثر من أربعين ساعة أسبوعياً أو تلقي اتصالات ورسائل خلال المساء، في مسعى للتخلص من الضغوط المتأتية من مستلزمات الاستنفار الوظيفي الدائم.

فماغي بيركنز من مدينة أثينز في ولاية جورجيا، درجت على العمل 60 ساعة في الأسبوع كمدرّسة، لكن الشابة البالغة 30 عاماً أدركت بعد ولادة طفلها الأول أنها لم تعد تستطيع الاستمرار بالوتيرة نفسها.

وفي مقطع فيديو على شبكة تيك توك تشرح فيه بيركنز سبب اختيارها الانضمام إلى حركة «الاستقالة الصامتة»، تقول «لي صور وأنا أصحح مسابقات في الطائرة وأنا في طريقي لقضاء إجازة. كان التوازن معدوماً بين حياتي المهنية وحياتي الخاصة».

وتوضح بيركنز أنها تركت وظيفتها في نهاية المطاف لإعداد أطروحة دكتوراه، لكنها تواصل تسجيل مقاطع فيديو تقدم فيها نصائح في شأن كيفية إدارة العمل اليومية.

وتقول إن «اعتماد عقلية الاستقالة الصامتة يعني ببساطة أن يرسم المرء حدوداً تساعده على أداء وظيفته عندما يحصل على أجر في مقابل عمله. وبعد ذلك يستطيع المغادرة والعودة إلى منزله والمكوث مع عائلته».

ويبدو أن عبارة quiet quitting (أو «الاستقالة الصامتة») التي انتشرت على نطاق واسع ظهرت للمرة الأولى في منشور على تيك توك في يوليو/ تموز.

وشرح المستخدم @zaidleppelin هذا المفهوم، فكتب «تستمر في القيام بعملك، لكنك لا تعود منتمياً إلى عقلية إنهاك نفسك من أجل الوظيفة والتي تقوم على فكرة أن الوظيفة يجب أن تكون حياتك». وأضاف: «الحقيقة هي أن الوظيفة ليست كذلك، وقيمتك كشخص لا يحددها عملك».

ولقي هذا المنشور في حينه نجاحاً ضخماً، وتلقى نحو نصف مليون إشارة إعجاب أو «لايك»، وتعليقات تعكس نقمةً لدى الجميع. ونُشر عدد من مقالات الرأي التي سعى كتّابها إلى تحليل هذه الظاهرة.

وما لبث الموضوع أن أثار جدلاً يتمحور على عدد من الأسئلة، ومنها مثلاً هل من يلجأون إلى «الاستقالة الصامتة» يحاولون فقط حماية توازنهم، وهي فكرة نابعة من نمط الحياة الأوروبي أكثر مما هي قائمة على أسلوب الحياة الأمريكي؟ أم أن هؤلاء ليسوا سوى «كسالى» يموّهون قلّة همّتهم ويجمّلونها بمسمّى على الموضة؟ وهل هم على شفير الإنهاك، ويجدر بهم أن يسارعوا إلى الاستقالة الفعلية التامة؟

ولاحظ معهد «غالوب» في استطلاع أجراه أن نسبة من يعانون إرهاق العمل ارتفعت من 38% من المشمولين بالاستطلاع عام 2019 إلى 43% في السنة التالية، حين تسببت جائحة «كوفيد-19» في إحداث تحولات كبيرة في عالم العمل، مشيراً إلى أن النساء في الولايات المتحدة وكندا يتعرضن للقدر الأكبر من الضغط.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/254bhyk8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"