عادي

إزالة مقبرة طه حسين تثير الجدل في مصر

23:29 مساء
قراءة دقيقتين
  • القرار ينفذ خلال أيام ضمن خطة إنشاء محور مروري جديد

القاهرة: «الخليج»

تتواصل فى مصر موجة من الجدل الحاد، على خلفية أنباء حول إقدام الحكومة المصرية، على إزالة مقبرة عميد الأدب العربي، د.طه حسين، لم تخلُ من انتقادات للقرار الحكومي الذي يستهدف إزالة جزء كبير من المقابر الكائنة بمنطقة الخليفة في القاهرة القديمة، في إطار مشروع كبير يستهدف القضاء على الزحام المروري بالعاصمة، بإنشاء محور مروري جديد.
وقالت مصادر حكومية، إن قراراً بإزالة المقابر صدر بالفعل، مشيرة الى أن الإزالة لن تشمل مقبرة العميد طه حسين فقط، لكنها تشمل إزالة مقابر حي الخليفة بالكامل، اعتباراً من شهر سبتمبر الجاري، للبدء في عملية بناء المحور المروري الجديد، بالتزامن مع خطة لنقل المقابر القديمة، إلى مقابر بديلة تم تجهيزها في منطقة 15 مايو، بضاحية حلوان.
وتداول نشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» صوراً لمقبرة عميد الأدب العربي، وسط أنباء حول عرض تلقته أسرته من السفارة الفرنسية بالقاهرة، لنقل رفاته إلى باريس، لكن مها عون، حفيدة عميد الأدب العربي، أصدرت بياناً نشرته عبر صفحتها الشخصية على «فيس بوك» قالت فيه إن الأسرة أجمعت على رفض مثل هذا العرض، مشيرة إلى أن «رفات جدها لن تنقل من مصر».
وعززت عون بيانها الذي لم يخلُ من شجن واضح، بصورة لمقبرة جدها، وقد تصدرتها شجرة عتيقة، إلى جوار كلمة «إزالة» في إشارة واضحة لاختيارها ضمن مجموعة المقابر التى سوف تزال، قائلة: «هذه شجرة الميموزا التي زرعتها جدتي سوزان في مقبرة رفيق حياتها طه حسين، لقد اكتشفت هذه المقبرة في السابعة والعشرين من عمري فقط عندما توفيت والدتي ودُفنت هناك، ومنذ ذلك الوقت أحببت دائماً زيارة هذا المكان. بالنسبة لي، يمثل جذوري حيث دفنت عظام أجدادي، وأيضاً هو المكان الذي سأدفن فيه بعد كل رحلاتي وأسفاري».
وقالت عون إنها أرادت نقل رفات جدها طه حسين قبل فترة، قبل أن تواجه برفض شديد من قبل خالها وخالتها اللذين رفضا الفكرة، مشيرين إلى أن العميد الذي كرس حياته لتطوير مصر، ومناصرة حقوق الفقراء والعدالة، والدفاع عن المساواة، لم يكن ليرضى أن تنقل رفاته إلى أي مكان آخر، وقالت عون: «لقد أعادت زوجته الفرنسية جواز سفرها للسفارة الفرنسية، عندما هاجمت بلادها مصر أثناء العدوان الثلاثي عام 1956، فكيف ننفيه عن بلده بعد كل هذا التاريخ؟»
وتقدم مجموعة من المثقفين والأدباء في مصر قبل أيام، بمقترحات للحكومة المصرية لحل هذه الأزمة، من بينها مقترح يقضي بنقل رفات العميد طه حسين إلى مكان خاص، أمام جامعة القاهرة، باعتباره رمزاً تعليمياً وثقافياً، فيما طالب آخرون بنقل المقابر التى تضم رفات العديد من رموز مصر في شتى المجالات، ومنهم طه حسين، إلى العاصمة الإدارية الجديدة، التي تبنى حالياً على أطراف القاهرة، بحيث تتحول تلك المقابر لمزارات سياحية وثقافية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/277964d3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"