عادي

الزوج السجين

22:32 مساء
قراءة 3 دقائق
1

كتب: أمير السني

وقع الاختيار على إحدى الفتيات التي تربطها بالأسرة صلة قرابة وتم ترشيحها من شقيقة (ع، أ) الكبرى، وقد جدت استحساناً من الأسرة التي أيدت الترشيح، حيث إنها معروفة لديهم وتتميز بالأخلاق والوعي ومتعلمة، وشخصيتها اجتماعية، ويمكن أن تكون زوجة مناسبة له، وفي ضوء تلك المعلومات وتأييد ترشيح الفتاة من أسرته وافق (ع، أ) على الزواج منها وذهبت والدته لخطبتها واكتملت مراسم الخطوبة وكان يحضر إليها لتذهب معه برفقة شقيقته للبحث عن أثاث المنزل وإعداده بموافقتها وعلى الطريقة التي تريدها.

وتم تحديد موعد الزواج ودخل الفرح والسرور في قلب (ع، أ) وزادته البهجة بوجود أصدقائه معه في فترة الإعداد يساعدونه على إكمال جميع الخطوات يؤازرونه ويذهبون معه إلى الصالون لتصفيف شعره وتهذيب لحيته، وفي يوم العرس التقى بالفتاة التي صارت زوجته شرعاً وقبلها على رأسها وقاما بتوديع أسرتيهما وسافرا إلى إحدى الدول الأوروبية لقضاء شهر العسل، ونزلا بأحد الفنادق وكل يوم يذهبان لتناول الطعام في الخارج والاستمتاع بالمناطق السياحية.

بدأت وجهات النظر تختلف بينهما فهي ترى أشياء تخالف رؤيته في عدد من المواقف أثناء خروجهما، واعتبرها مجرد خلافات عادية يمكن أن تحل بالتفاهم، وعادا إلى بلدهما ونزلا في المنزل الجديد، وبدأت طلبات الزوجة تزداد مع مرور الوقت لشراء حاجيات الطعام وإحضار خادمتين للعمل في المنزل، واستجاب (ع، أ) لتلك الطلبات ولكن الخلافات عادت مرة أخرى عندما رفضت الزوجة خادمتين جلبهما لها من جنسية أخرى واضطر للذهاب إلى مكتب الاستخدام وتغييرهما ودفع مبالغ مالية لاستبدالهما.

ولكن وفي كل مرة تزداد الخلافات بين الزوجين وتتطور ويحاول أن يجد معها حلاً وسطاً ولكنها تصر على رأيها ويذكرها باحترام الزوج، ولكنها ترفض تلك الفكرة باعتبار أنها شريكته وتشارك في المنزل بمالها وتذهب إلى العمل مثله تماماً، وصار الوضع مشحوناً بالتوتر بينهما وقررت الزوجة الذهاب إلى أهلها لفترة من الوقت إلى أن يجد حلاً لتلك المشاكل، ولكنه رفض تلك الخطوة وقال إن عليها البقاء في المنزل.

تخوفت الزوجة من أن يقدم (ع، أ) على تنفيذ منعها من العمل، فلجأت إلى شقيقها لكي يتدخل ويحاول أن يهدئ من روع زوجها ويسمح لها بالذهاب إلى العمل فهو مستقبلها ومن أجله درست في الجامعة، وحلمها بأن تطور خبرتها وتستطيع أن تستقل بنفسها بدلاً من أن تعتمد على زوجها، وبالفعل حضر شقيقها إلى المنزل والتقى بالزوج وناقش معه القضية، ولكن الزوج اعتبر حديث الشقيق تدخلاً في حياتهما الخاصة، ورفض الاستماع إليه وصعد إلى غرفته.

ولم تجد الزوجة خياراً غير ترك المنزل بسبب تصرفات الزوج وقررت الذهاب إلى ذويها حتى يتراجع زوجها عن قراراته، وعندما عاد (ع، أ) من العمل وجدها قد جهزت حقيبتها فلم يتمالك نفسه وحينما همت بالخروج جذب حقيبتها وقام بصفعها ولم يكتف بذلك بل دفعها بقوة ووقعت بكامل جسدها على الأرض ما أحدث إصابات بها، وعلى الفور اتصلت بأخيها الذي حضر إلى المنزل وذهب بها مباشرة إلى المستشفى.

ولم تفلح جهود الأسرتين في حل المشكلة بين (ع، أ) وزوجته التي أصرت على مواصلة الإجراءات الجنائية، فتحت بلاغاً ضده لدى الشرطة بالتعدي عليها مستندة إلى تقرير المستشفى الذي يبين وجود إصابات متفرقة في جسدها حدثت أثناء المشاجرة، وقررت المحكمة معاقبة الزوج بالسجن لمدة 6 أشهر والغرامة المالية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/443r76sj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"