«حالة» أجمل من التزييف

01:34 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

متعة أن تشاهد مسلسلاً من عشر حلقات، يشدك لانتظار أحداثه بشغف. كل ما يعتمد عليه هو القصة البسيطة، وميزتها أنها قريبة منا جميعاً، قصة تحب كل شخصياتها يقتربون منك. مسلسل سلس سهل ممتع مثل «وش وضهر» يريح المشاهد ويعكس واقعاً حياً لا افتراض فيه.

«وش وضهر» المتهم من قبل البعض بأنه مسلسل يدس السم في العسل ويحرض على الكذب، بريء من هذه التهم لأنه يقدم صورة عن حقيقة بعض الناس، يختار فئة تعيش ضمن خط الوسط وفئة دونه لكنه يقدمهم بشكل جميل لا «بلطجة» ولا سوقية في الكلام.

قرّب شخصياته من الجمهور باختيار مجموعة جيدة ومحبوبة من الفنانين، إياد نصار في دور الطبيب المزيف، وريهام عبدالغفور بدور ضحى الراقصة على سلالم كسب العيش، فتعمل راقصة أفراح وتتستر خلف مسمى الممرضة، وثراء جبيل بشخصية الراقصة هبة، وإسلام إبراهيم بدور الموزع الموسيقي عبده وردة. كل هؤلاء برعوا بتقديم كل شخصية باحتراف، وتميز الثنائي إياد وريهام بالأداء البدني والتواصل والتعبير بالوجه والملامح فأحب الجمهور جمال وضحى بكل عيوبهما.

المسلسل سيناريو وحوار أحمد بدوي وشادي عبدالله من ورشة مريم نعوم وتحت إشرافها، وإخراج الرائعة مريم أبوعوف التي تمكنت من تقديم كل شيء بشكل جميل، حتى تصوير المناطق العشوائية من فوق نقل واقعاً دون أن يشوهه، وذهبت بنا إلى طنطا لنعيش مع أهلها حكاياتهم ومعتقداتهم وقناعاتهم.كل إنسان يمر بمرحلة الحلم والتمني بالحصول على مبلغ مالي كاف ينزل عليه من السماء (بالمعنى المجازي) فيتيح له الهروب من أشياء لا يحبها ليحقق أمنياته. جمال الموظف المجتهد المسالم في شركة للأدوية، حصل على هذه الفرصة حين تسلم مبلغاً مالياً عن طريق تشابه الأسماء، وكان يشعر بضغط وعبء كبيرين بسبب سوء معاملة زوجته له وظلم أحد المدرسين له في صغره تسبب في رسوبه في الثانوية العامة ومنعه من تحقيق حلمه بأن يصبح طبيباً؛ هرب من واقعه إلى طنطا وانتحل صفة طبيب ومارس المهنة بشطارة لأنه تدرب منذ طفولته على يدي الدكتور جلال وعشق الطب لدرجة أنه حفظ تركيبات الأدوية وموادها الفعّالة وكيفية استعمالها.. ومثله تسترت ضحى بثوب الممرضة هرباً من الرقص الذي ترفضه. المسلسل «حالة» أجمل من أن تتهم بالتحريض على التزييف.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8bt74w

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"