عادي
أقدم مبنى في أبوظبي

قصر الحصن.. عراقة وأصالة

00:02 صباحا
قراءة 4 دقائق

أبوظبي: نجاة الفارس

في ربوع قصر الحصن القلب النابض لمدينة أبوظبي، تلتقي العراقة مع الأصالة، يقف التاريخ شاهداً على ازدهار العصر، حيث الشموخ والمجد يعانقان القلعة البيضاء، هذه الأيقونة التاريخية التي تمثل الثقافة الإماراتية وتقاليدها العريقة، وبين جدران قصر الحصن نتنفس رائحة الإبداع التي تتجدد بتجدد الرؤية، ونشاهد الفعاليات التي تستقطب الناس، وتساهم في تعريف العالم بحضارة وعراقة دولة الإمارات، ومن أهمها مهرجان الحصن السنوي الذي يمثل حدثاً سنوياً يقام في ساحة المبنى التاريخي الكبير لتعريف الجمهور بتاريخ أبوظبي.

يقع قصر الحصن في قلب العاصمة أبوظبي، ويعتبر مثالاً حياً على عراقة المدينة وأصالة شعبها وتقاليدها الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، وللقصر أربعة مكونات، هي: قصر الحصن والمجمع الثقافي والمجلس الاستشاري الوطني وبيت الحرفيين.

1

مبنى تاريخي

يعد قصر الحصن أقدم مبنى تاريخي في مدينة أبوظبي، إذ تم بناؤه في أواخر القرن الثامن عشر كبرج مراقبة، ومن ثم أصبح الحصن مقراً لحكم وإقامة المغفور له الشيخ شخبوط وعائلته، وتم تحويله بعد ذلك إلى متحف للمجموعات الأثرية التي تحكي تاريخ إمارة أبوظبي، وعمر أقدم قطعة في القصر تعود إلى ما قبل 3000 عاماً، كما يحتوي على مقتنيات تخص بعض أفراد عائلة آل نهيان، ومقتنيات تعود لعصر الشيخ زايد الأول.

تم بناء قصر الحصن من الأحجار المرجانية والبحرية، وأما الطلاء فكان خليطاً من الرمال والكلس والأصداف المطحونة بسبب صعوبة الاعتماد على الطلاء المناسب للظروف المناخية، وكان الطلاء يلمع في ضوء الشمس بسبب مكوناته ولذلك سُمي القصر بالقلعة البيضاء، وقد تمت تغطية الأرضيات والأسقف بخشب أشجار القرم.

وللقصر بناءان، هما: (الحصن الداخلي) و(القصر الخارجي)، وقد بُني كل منهما في فترة مختلفة، حيث يعود تاريخ بناء الحصن الداخلي إلى عام 1795م تقريباً، وأما القصر الخارجي فقد بُني خلال الفترة من 1939م، حتى 1945م، وكان لقصر الحصن دور كبير، فلم يكن مقراً للحكم وللأسرة الحاكمة فقط، بل مجلساً استشارياً وملتقى للحكومة، أيضاً.

1

المجمع الثقافي

يعتبر المجمع الثقافي في أبوظبي رمزاً حقيقياً للفعل الثقافي، حيث تحاكى فعالياته الناس على اختلاف اتجاهاتهم وأعمارهم.

تأسس المجمع الثقافي في عام 1981 مستنداً إلى رؤية مؤسس الدولة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستقطب كبار الأدباء والشعراء والفنانين من العالم العربي، والعالم أجمع، مثل شاعر الإمارات المغفور له حبيب الصايغ، ومحمود درويش، وعبد الرحمن الأبنودي، وعمر أبو ريشة ونزار قباني، والمطرب صباح فخري، وغيرهم الكثير الكثير، كأنه يبرهن على أن الجميع مروا من هنا، حيث تسكن في جدرانه رائحة الإبداع التي تتجدد وتساهم بتعريف العالم بدولة الإمارات، كما يشتمل المجمع الثقافي على مكتبة شاسعة للأطفال مجهزة بأحدث الأدوات والوسائل ومصادر القراءة من كتب ورقية وإلكترونية وصوتية وغيرها.

1

بيت الحرفيين

تحتفي الحِرف اليدوية الموجودة في «بيت الحِرفيين» بالعلاقة الإبداعية والفنية بين أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة والموارد الطبيعية المحلية على مدى الزمن.

وتمكن الحِرفيون من تطوير مهاراتهم لتلبية احتياجاتهم الوظيفية والاقتصادية مستفيدين من البيئة الطبيعية بثرائها وتنوعها؛ حيث توجد فيها ثلاثة أنواع من الأنظمة البيئية، بما في ذلك النظام الصحراوي، والجبلي، والبحري، وتعكس الحِرف اليدوية بفضل هذه المهارات إحساساً فنياً عالياً، ولا يقتصر دور هذا التراث غير المادي الذي تتوارثه الأجيال على الحفاظ على المهارات العملية فقط، بل يسهم أيضاً في تعزيز القيم المشتركة للهوية الإماراتية.

وبيت الحرفيين.. مركز يروج للحفاظ على التراث الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة والحرف التي تم إنشاؤها من الموارد الطبيعية للأرض، حيث الصحراء والواحات والساحل والبحر، وتم تناقل مهارات هذه الحرف عبر أجيال عدة، ويقدم بيت الحرفيين دورات تدريبية وورش عمل تعليمية وفعاليات أخرى للحفاظ على هذه التقاليد المهمة على قيد الحياة.

ويمكن لزوار بيت الحرفيين شراء تذكارات، إضافة إلى مشاهدة مهارات عمرها قرون في العمل مثل السدو، والخوص والتلي، ويتم عرض تراث أبوظبي وهذه المهارات التقليدية التي تعود إلى قرون، بشكل رائع في بيت الحرفيين.

وأصبحت اليوم الساحات المحيطة بالقصر بما تحتويه من مقاعد ونباتات وأشجار متنوعة متنفساً للسكان في المنطقة المحيطة.

وخلال شهر رمضان المبارك ينطلق وقت المغرب من ساحات القصر مدفع رمضان إيذانا بموعد الإفطار.

1

متحف وطني

تم ترميم قصر الحصن والحفاظ عليه ليكون مفتوحاً للزوار من قبل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، في عملية استمرت أكثر من إحدى عشرة سنة، ليصبح متحفاً وطنياً عام 2018، فهو القلب النابض لأبوظبي الذي يشهد محطات تاريخها العريق، ويضم في أروقته مجموعة من مواد أرشيفية وقطع أثرية قديمة جداً يعود قدمها إلى نحو 6000 سنة قبل الميلاد، وتمتاز غرف القصر وقاعاته بالتكنولوجيا الحديثة التي تبث بأحدث التقنيات العصرية قصصاً ومشاهد كاملة عن الحياة والأحداث التي كانت تدور في هذا القصر العريق.

وتقديراً لمكانة قصر الحصن كرمز لنشأة أبوظبي، ومثال للشموخ والإباء، وأيقونة تاريخية تمثل الثقافة الإماراتية وتقاليدها العريقة، أطلقت دائرة أبوظبي للسياحة والثقافة في فبراير/ شباط 2013 «مهرجان قصر الحصن» احتفاء بمرور أكثر من 250 سنة على إنشاء قصر الحصن، ليمثل المهرجان حدثاً سنوياً يقام في ساحة المبنى التاريخي الكبير لتعريف الجمهور بالتاريخ العريق للعاصمة أبوظبي.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yp47mvz3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"