اعتبر الكرملين أن وصول فريق خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوروجيا النووية الأوكرانية، وتمكنه من بدء تفتيشها، هو أمر «إيجابي جداً»، حتى لو أنه لا يزال «من المبكر جداً» تقييم خلاصاته.
سابق لأوانه
وصرّح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، للصحافة «بشكل عام، نجد أنه لأمر إيجابي جداً أن يكون الوفد وصل وبدأ العمل رغم الصعوبات والمشاكل». وأضاف «من المبكر جداً إجراء التقييم (...) لا يزال الفريق في الموقع وبالتالي لا يزال من المبكر جداً، لكن الأهمّ هو أن البعثة هنا».
وتعرّضت المحطة على مدى أسابيع للقصف، ما أثار الخشية من حصول كارثة نووية. وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بالوقوف خلف هذه الضربات.
إرهاب نووي
من جهته، قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، امس الجمعة، إن قصف أوكرانيا محطة زابوروجيا للطاقة النووية يثير خطر وقوع كارثة نووية في أوروبا. واتهم كييف بارتكاب «إرهاب نووي»، ورفض تأكيداتها، هي والغرب، أن بلاده نشرت أسلحة ثقيلة في المحطة النووية الأكبر في أوروبا. وشدد على إصرار موسكو على أن كييف تتحمل مسؤولية أي تصعيد في الموقع، وسط مخاوف من وقوع كارثة نووية على غرار كارثة تشرنوبيل.
ما لم يسمعه زيلينسكي
وقال مبعوث روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، أمس الجمعة، إن من المقرر أن يبقى مسؤولان من الوكالة الذرية في محطة زابوروجيا بشكل دائم بعد انتهاء مهمة الوكالة الحالية هناك.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، إن بعثة الوكالة إلى محطة زابوروجيا ربما لا تزال مهمة على الرغم من الصعوبات التي واجهتها بسبب الوجود الروسي في الموقع.
وذكر في تسجيل فيديو أذيع في منتدى أمبروسيتي للأعمال في إيطاليا «أعتقد أن هذه البعثة ربما لا يزال لها دور». وقال زيلينسكي «للأسف لم نسمع الشيء الرئيسي من الوكالة الدولية، وهو دعوة روسيا لإخراج السلاح من المحطة». وأضاف «آمل أن تلتزم البعثة بما اتفقنا عليه، وأن تخدم مصالح المجتمع الدولي بأسره».
وقالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية أمس الجمعة، إن البعثة سوف تجد صعوبة لإجراء تقييم محايد للوضع.
استكمال التفتيش والتقييم
قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إن سلامة منشآت محطة زابوروجيا النووية تعرضت للخطر مرات عدة، وعبّر عن قلقه إزاء الوضع هناك. ولدى عودته إلى أراض تسيطر عليها أوكرانيا، أمس الأول الخميس، قال غروسي إنه «من الواضح أن المحطة وسلامتها المادية قد تعرضتا للخطر، عدة مرات... وهذا أمر لا يمكن أن يستمر». وأضاف أنه لم يتمكن من تفقد المنشأة بأكملها، وإنما زار المواقع الرئيسية، مثل أنظمة الطوارئ وغرف التحكم. وسيحتاج فريقه للقيام بالكثير من العمل لاستكمال تحليل الجوانب الفنية. وعاد غروسي وفريقه من الخبراء الدوليين، امس الجمعة، عبر خطوط المواجهة لتقييم الأضرار المادية في أكبر منشأة للطاقة النوية في أوروبا. وتعهد غروسي بأن يقدم الخبراء تقييماً محايداً ونزيهاً ودقيقاً من الناحية الفنية لما يحدث على الأرض.
تشغيل مفاعل
وقال بيترو كوتين رئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية (إنرجواتوم) لرويترز، إن زيارة بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوروجيا التي تحتلها روسيا لن تعد ناجحة إلا إذا أدت إلى «نزع السلاح» من المحطة. وأضاف كوتين، الذي تحدث مع رويترز عند نقطة تفتيش تسيطر عليها أوكرانيا في الطريق للمحطة النووية، أن السلطات الأوكرانية تبذل «قصارى جهدها» لإعادة تشغيل المفاعل الخامس بالمحطة بعد إغلاقه بسبب القصف في ساعة مبكرة، من صباح أمس الأول الخميس.
(وكالات)
