الثقة ركيزة التربية

الميثاق المهني والأخلاقي للعاملين في مؤسسات التعليم العام، الذي اعتمدته وزارة التربية والتعليم، وحدد مسؤوليات والتزامات وواجبات جميع كوادر الميدان التربوي، جاء دستور عمل للعاملين في هذا الميدان الذي يعدّ اللبنة الأولى في المجتمع.
الميثاق الذي استند إلى 10 مبادئ وقيم أخلاقية، هدفها الوعي والمسؤولية للعاملين في القطاع التعليمي، يشكل إطاراً عاماً لفئات التعليم، الحكومي والخاص، وهو بحسب الدكتور أحمد بالهول، وزير التربية والتعليم، وثيقة توضيحية وإطار عام لبناء ثقافة مؤسسية تستند إلى أفضل المعايير الأخلاقية في بيئة التعليم في دولة الإمارات.
الميثاق يضم عشرة مبادئ، جلّها يتمحور حول أهمية غرس القيم الإيجابية في نفوس الطلبة، وصونهم من الأفكار الدخيلة والتوجهات غير السوية على الدين والعادات والتقاليد الوطنية، وتعزيز مبادئ التسامح وتقبّل الآخرين، وتحفيز الطلبة بالحرص على مقدّرات الوطن، والمساهمة في تطوره وازدهاره، والمشاركة في الأنشطة والمناسبات الوطنية، والالتزام بحماية الأطفال بفئاتهم كافة، ومن جميع أنواع الإساءة، والإهمال والاستغلال والتنمّر.
الميثاق اسم على مسمّى، فهو من تبادل الثقة وزرع الصدقية والمسؤولية في نفوس الجميع، ولذلك دخل في عمق التفاصيل التي تتشعّب في العملية التعليمية، وشملت الطالب والمعلّم والإداري، فهؤلاء جميعاً ركائز هذا المسار التربوي الأخلاقي الذي ستنبنى عليه المجتمعات، ومن هنا ركز بشكل كبير على عدم التطرق إلى موضوعات مرفوضة مجتمعياً، مثل التوجه الجنسي غير السوي، والهوية الجنسية، والمثلية الجنسية، والالتزام بالملابس اللائقة والمحتشمة التي تعكس تقاليد دولة الإمارات، وتظهر صورة محترمة للعاملين في القطاع التعليمي.
الميثاق وضع 7 التزامات للعاملين في قطاع التعليم، أبرزها: الالتزام بحماية الأطفال بفئاتهم كافة، ومن الخلفيات الثقافية كافة، ومن جميع أنواع الإساءة والإهمال والاستغلال والتنمّر، طبقاً للتشريعات والقوانين النافذة في الدولة، وأسند للعاملين في الميدان التربوي 4 مسؤوليات أخلاقية أهمها: الحفاظ على علاقة مهنية مهمة مع جميع الطلاب، داخل الصف وخارجه، والاحترام والتعاون مع أولياء الأمور والمجتمع المحلي لدولة الإمارات، لتعزيز تعلم الطلاب، واتباع توجيهات الإدارة والمشرفين، والتعاون مع الزملاء لمصلحة تعلم الطلاب ومهنة التعليم، فضلاً عن 8 قيم أساسية لجميع العاملين في القطاع تضم «الصدق، والإخلاص، والأمانة، والنزاهة، والعدالة، والمساواة، والرحمة، والتسامح، والاحترام».
الميثاق، وثيقة شاملة وجامعة، لم تترك شاردة أو واردة، والأهم من شمول مواده، هو تطبيقها على الواقع التعليمي في الدولة، الذي بات بأمسّ الحاجة إلى مواجهة «العبث» الحاصل في مواقع التواصل، وبات يكلف الأسر والمجتمع الكثير لأجل حماية أبنائنا وبناتنا من المغالطات التي تمسّ كل ما هو جوهري في حياتنا.

[email protected]