عادي
ثالث سيدة تقود بريطانيا بعد تاتشر وتيريزا ماي

تراس تدخل «داوننغ ستريت».. وجونسون يتنحى

16:51 مساء
قراءة 3 دقائق
3
1
1

فازت ليز تراس، أمس الاثنين، بزعامة حزب المحافظين، في السباق إلى رئاسة وزراء المملكة المتحدة، لتخلف بذلك بوريس جونسون، بعد شهرين من استقالته، وسط تحدٍّ فوري يتمثّل في معالجة أزمة ارتفاع كلفة المعيشة التي تضرب البلاد. وستصبح تراس البالغة 47 عاماً ثالث امرأة تدير الحكومة البريطانية، بعد مارغريت تاتشر وتيريزا ماي.

فوز بلا مفاجآت

وكما كان متوقعاً، فازت وزيرة الخارجية على زميلها وزير المالية السابق ريشي سوناك، بعد تصويت بالبريد مخصّص لأعضاء حزب المحافظين بدأ في أوائل يوليو/تموز، على أثر استقالة بوريس جونسون الذي حوصر بالفضائح المتكرّرة. وحصلت تراس على 81326 صوتاً (57 في المئة) في مقابل 60399 صوتاً لمنافسها (43 في المئة)، وفقاً للنتائج التي أعلنها غراهام بايدي المسؤول عن تنظيم التصويت.

ولكن تراس، التي ظلّت وفيّة حتى النهاية لبوريس جونسون، في الوقت الذي سُجّلت فيه استقالات بالعشرات من السلطة التنفيذية في بداية يوليو، ستدخل «داونينغ ستريت» في سياقٍ اقتصادي واجتماعي متفجّر يتميّز بتضخّم يتجاوز 10 في المئة، وارتفاع في فواتير الطاقة يخنق العائلات والشركات والخدمات العامة. ويأتي توقيت هذه المهمة الصعبة قبل عامين من الانتخابات التشريعية، بينما تأمل المعارضة العمالية التي تتفوّق بشكل واضح في استطلاعات الرأي، في إزاحة المحافظين الموجودين في السلطة منذ العام 2010.

خطة جريئة للاقتصاد

وبعد الإعلان عن فوزها، قالت تراس «سأقدّم خطّة جريئة لخفض الضرائب وتنمية اقتصادنا». وأضافت «سأعالج أزمة الطاقة عبر الاهتمام بفواتير الطاقة لدى الناس، ولكن أيضاً من خلال الاهتمام بصعوبات إمدادات الطاقة على المدى الطويل. ووعدت ب«فوز كبير» لحزبها في الانتخابات التشريعية المقرّر إجراؤها سنة 2024.

ووصف النائب المخضرم من حزب المحافظين ديفيد ديفيس التحديات التي ستواجهها تراس كرئيسة للوزراء بأنها» «ربما ثاني أصعب فترة واجهها أي رئيس للوزراء في فترة ما بعد الحرب»، بعد مارجريت تاتشر المحافظة في عام 1979. وأضاف «في الواقع لا أعتقد أن أياً من المرشحين، يدرك حقاً مدى ضخامة هذا»، مضيفاً أن التكاليف قد تصل إلى عشرات المليارات من الجنيهات الإسترلينية.

نقطة انطلاق أضعف

وقالت تراس إنها ستعين حكومة قوية، مستبعدة ما وصفه مصدر مقرب منها بأنه «نمط رئاسي» للحكم، وسيتعين عليها العمل بجد لكسب دعم بعض النواب في حزبها الذين ساندوا سوناك في السباق. وكان الفارق الذي فازت به على سوناك هو الأقل في أي انتخابات لقيادة حزب المحافظين أجريت هذا القرن.

وقال معهد الحكومة، وهو مؤسسة بحثية، إن تراس سيكون لديها نقطة انطلاق أضعف من أي من أسلافها، لأنها لم تكن الخيار الأكثر شعبية بين نواب حزبها.

سوناك يتعاون

 وخلال تقديمه التهنئة إلى تراس، دعا جونسون إلى الوحدة، بعد حملة كشفت الانقسامات والاستياء بين المحافظين. وقال جونسون «أعلم أن لديها الخطة الصحيحة لمعالجة أزمة كلفة المعيشة وتوحيد حزبنا ومواصلة العمل العظيم لتوحيد بلدنا ورفع مستواه. الآن هو الوقت المناسب لجميع المحافظين لدعمها بنسبة 100 بالمئة». ورد ريشي سوناك بشكل إيجابي على هذه الدعوة، بينما أشار إلى أنه سيتعيّن على رئيسة الوزراء الجديدة «قيادة البلاد في فترة صعبة». ويسلم جونسون اليوم الثلاثاء استقالته للملكة اليزابيث الثانية في مقرها الصيفي في بالمورال باسكتلندا، في سابقة بالنسبة إلى الملكة (96 عاماً) التي تتجنب التنقل، ولن تسافر إلى لندن. وتتبعه خليفته إلى هناك بعد ذلك، لتصبح الرئيس الخامس عشر للحكومة خلال سبعين عاماً من الملكية، قبل أن تعود إلى لندن لتلقي خطابها الأول أمام مقرّ رئاسة الوزراء في داونينغ ستريت، وتؤلّف حكومتها.

ترحيب أوروبي

وفي أول ردّ فعل رسمي أجنبي، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن «حرصه» على العمل مع رئيسة الحكومة البريطانية الجديدة، بينما قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إنه «واثق» من تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. كذلك، هنّأ مايكل مارتن رئيس الحكومة الإيرلندية تراس، في الوقت الذي تعرّضت فيه العلاقات بين البلدين لاختبار قاسٍ بسبب تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. من جهتها، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن أملها في «الاحترام الكامل (ل) الاتفاقيات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقبل إعلان نتيجة السباق، عبرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا عن أملها في بداية جديدة للعلاقات بين باريس ولندن إذا فازت نظيرتها البريطانية ليز تراس بزعامة حزب المحافظين الحاكم لتصبح رئيسة للوزراء. وقالت كولونا لراديو آر.تي.إل «لا أعرف ما إذا كان سيتم تعيين السيدة تراس. إذا كانت هي، فلنأمل أن تكون بداية جديدة». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3pwshrpn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"