زعيمة بريطانيا الجديدة

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

فيصل عابدون

تنتهي اليوم فترة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ثالث رئيس وزراء بريطاني منذ استفتاء «بريكست»، ليسلم المسؤولية إلى مرشحته المفضلة ليز تراس، التي طالما قدم لها الدعم، وبادلته الولاء. وتصبح ليز بذلك ثالثة رئيسة وزراء بريطانية، بعد مارغريت تاتشر وتيريزا ماي. لكن نجاح هذه السياسية المثابرة في الوصول إلى هذا المنصب، لن يشبه رحلة شهر العسل، حسب تقديرات المراقبين.

وحسب تقاليد انتقال السلطة في المملكة المتحدة، فإن إعلان لجنة الانتخابات الحزبية اسم الفائز الجديد، سيعقبه قيام جونسون بتسليم خليفته الجديدة مهام رئاسة الحزب والحكومة، ثم يلقي خطاباً وداعياً، قبل أن يقدم استقالته للملكة إليزابيث، وتقوم بتنصيب خليفته في مراسم من المرجح أن تجري بمقر إقامتها الصيفية في بالمورال باسكتلندا.

لقد خاضت زعيمة بريطانيا الجديدة، معركة كبيرة ضد خصمها اللدود ريشي سوناك. وتركزت النقاشات ومحاولات كسب رضا الناخبين حول الوضع الاقتصادي والمعيشي، وهو الهم والشغل الشاغل للبريطانيين مع أوضاع الغموض التي خلّفتها معركة البريكست، ومؤخراً الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وسوناك الذي خاض الصراع في مواجهة تراس، تكنوقراطي ثري، وهو حفيد مهاجرين هنود. وكان هذا العامل بالذات سبباً في إضعاف فرصه بالفوز، فالنخبة البريطانية ما زالت غير مستعدة لمنح المنصب الأهم إلى شخص لا ينتمي للجنس الأبيض. كما أن مؤيدي حزب المحافظين يأخذون عليه خذلان بوريس جونسون، بعد استقالته المبكرة في أوج الأزمة التي واجهت رئيس الوزراء، وقادت في النهاية إلى سقوط حكومته.

وتراس المولودة في يوليو/تموز من عام 1975، هي سياسية بريطانية، درست الاقتصاد في جامعة أكسفورد، وشغلت منصب وزير الخارجية منذ 2021 ووزيرة شؤون المرأة والمساواة منذ 2019. كما شغلت مناصب وزارية مختلفة في عهد رؤساء الوزراء ديفيد كاميرون وتيريزا ماي وبوريس جونسون.

وقادت حملات للإصلاح في عدد من مجالات السياسة، بما في ذلك رعاية الأطفال وتعليم الرياضيات والاقتصاد. وأسست مجموعة المشاريع الحرة لأعضاء البرلمان المحافظين، وألّفت عدداً من الأبحاث والكتب أو شاركت في تأليفها.

وتواجه رئيسة الحكومة الجديدة تحدياً كبيراً، يقضي بمعالجة عاجلة للارتفاع الحاد في فواتير الطاقة التي تشكل عبئاً هائلاً على الأسر والمدارس والمستشفيات والشركات، وتثير خلافات اجتماعية غير مسبوقة منذ عهد تاتشر.

وكشفت تراس، في ختام حملة انتخابية صاخبة ضمن 12 لقاء مع نحو 20 ألف ناخب في جميع أنحاء البلاد، أنها تحمل «برنامجاً جرئياً» يدعم «نمو الاقتصاد»، وأطلقت وعوداً بتخفيضات ضريبية ضخمة، واعتماد نبرة متشددة للغاية، تجاه النقابات، والحد من البيروقراطية.

لكن خصومها هاجموا برنامجها الاقتصادي بشدة، وذكرت مقالة في صحيفة «الغارديان» أن تراس «مفاوضة رهيبة واستراتيجية باردة» تقوم بتغيير رأيها «بكل سهولة» عندما لا يعود الأمر مربحاً. على سبيل المثال، في عام 2016 كانت تراس تعارض خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي، لكن بعد تعزيز موقف بوريس جونسون، انتقلت إلى معسكر مؤيدي مغادرة الاتحاد الأوروبي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/32jv983s

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"