عادي
يقام بين 21 و23 الجاري

"الشارقة الدولي للراوي" ينطلق بـ"حكايات البحر"

23:31 مساء
قراءة 4 دقائق
1

الشارقة: أحمد النجار

كشف د.عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، عن ملامح النسخة ال22 من فعاليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي، الذي يجمع أفئدة الرواة، وحملة الموروث الشعبي الإماراتي والخليجي والعربي في منصة ثقافية عالمية واحدة؛ حيث تنطلق هذه الدورة بمشاركة أكثر من 160 مشاركاً من خبراء وباحثين وحكواتيين وإعلاميين من 45 دولة، بدعم من قبل صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مشيراً إلى أن الملتقى يقام تحت شعار «حكايات البحر»، خلال الفترة من 21 إلى 23 سبتمبر/ أيلول الجاري.

سيشهد الحدث مشاركة عدد من المراكز الثقافية والجامعات والمعاهد، أبرزها جمعية لقاءات للتربية والثقافات من المغرب، وجمعية ابن ماجد للفنون الشعبية والتجديف برأس الخيمة، كونها من أهم الجمعيات التي تعتني بالنشاط البحري، وتهتم بصناعة السفن والمراكب بمختلف أنواعها، وتواظب على إحياء بعض المهن البحرية وتعليمها للأجيال الجديدة.

جاء اختيار موقع المؤتمر الصحفي الذي أقيم للإعلان عن انطلاق ملتقى الشارقة الدولي للراوي في مربى الشارقة، تناغماً مع شعار الملتقى المرتبط بحياة البحر؛ حيث تحدث د.عبد العزيز المسلم، وعائشة الحصان، المنسق العام لملتقى الشارقة الدولي للراوي، عن أهمية استحضار هذا الموروث الشعبي، لما يمثله من قيمة إنسانية ومجتمعية وإشعاع ثقافي متأصل في ذاكرة الأجداد، وشاهد حضاري ممتد إلى عقود مضيئة عاشها الأوائل من الجيل المؤسس.

وقال المسلم: إن «أجواء الدورة الجديدة ال22 من الملتقى الدولي للراوي، تشارك فيها جهات حكومية عديدة منها هيئة الشارقة للوثائق والأرشيف، ومركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ونادي تراث الإمارات، والأرشيف والمكتبة الوطنية بأبوظبي، وثقافة بلا حدود، وسيحتفي المعرض المصاحب هذا العام بالملّاح والعالم الفلكي الإماراتي أحمد بن ماجد»، مستعرضاً في محاوره التراث البحري في الإمارات، وصولاً إلى تراث ابن ماجد، الذي شكّل نقلة كبيرة ومهمة في هذا المجال، كما تحتفي فعاليات الملتقى وأنشطته بالموروث الحكائي الإماراتي والعربي والإنساني الغني والزاخر والمتنوع، وتغوص بزواره ورواده في أعماق البحر في عوالم غرائبية وعجائبية، تبرز جانباً مهماً وملهماً من المخيال الشعبي الغني، والتمثل الذكي لرموز الحكايات ودلالتِها».

وأضاف المسلم: تتضمن هذه الدورة العديد من البرامج الثقافية والورش التدريبية، والفعاليات الجماهيرية، من بينها 13 ورشة، منها 3 ورش استباقية، و10 ورش خلال الملتقى، تناقش الجلسات الفكرية موضوعات متنوعة، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء والدارسين، إضافة إلى مقهى الراوي، ومكتبة الملتقى، وركن التواقيع والإطلاقات، إلى جانب كم كبير من الكتب القيمة والكتيبات المهمة، والنشرات الإخبارية التي تحتفي بشعار هذه الدورة، التي تزيد على 40 عنواناً.

وأفاد المسلم بأن فعاليات الملتقى تتسم بطابع عائلي؛ حيث تم إعداد أجندة كاملة من الورش والأنشطة التي تستمر نحو ثلاثة أيام على التوالي، لإثراء تجارب ومعارف الصغار والكبار في عوالم التراث، وإضفاء أجواء من المتعة والمعرفة والفائدة لكل فئات المجتمع، كما سيتم تنظيم زيارات خاصة للمدارس والطلاب بالتعاون مع مجلس الشارقة للتعليم خلال أيام الملتقى، لحضور الورش المختلفة ومشاهدة عروض الرواة ومنصات سرد الحكايا ومراكز الترفيه المعرفي المخصصة للطفل.

تكريم الرواة

قال المسلم: إن الملتقى له خصوصية تراثية وثقافية هذا العام؛ من حيث جودة المحتوى الحافل بألوان الفنون والمعلومات التراثية، والمعارف الشعبية الغنية، لما تزخر به من قيمة علمية عالية، أدركت الشارقة أهميتها منذ البداية، فخصصت فعالية لتكريم هؤلاء الرواة، وتستهدف رسائل الورش والأنشطة تعريف العائلات المحلية من مختلف ثقافات العالم بأهمية صون التراث وحفظ الموروث وتوثيقه ليبقى حاضراً وخالداً في وعي الأجيال، مفيداً بأن الملتقى سيلقي الضوء على حكايات البحر، ومكنونات وكنوز التراث البحري المحلي، والذي كان له تأثير مهم وملهم في مجمل الحياة الاجتماعية والثقافية في الإمارات.

ضيف شرف

أشار المسلم إلى أن الملتقى أيضاً سيسلط الضوء على فن «النهمة» أي إنشاد بجمعة البحر، وسيكرم أبرز الرواد في هذا اللون التراثي الخاص بأهل الخليج عموماً، و«النّهام» أو المنشد كان يوجد قديماً على السفن والمراكب الذاهبة للصيد، وكان يحصل على أعلى أجر مادي مقابل تقديمه بعض النفحات والأهازيج اللحنية بصوته، تعرف بالنهمة، مشيراً إلى أن ضيف شرف الملتقى سيكون هذا العام الأستاذ إبراهيم جمعة الحاج إبراهيم، والذي يعد واحداً من الموسيقيين الذين كان لهم دور رائد في توثيق الأناشيد وترديدها، فيما ستكون الشخصية الاعتبارية من دولة الكويت الشقيقة، ممثلة في الشاعر محمد الفايز.

فنانو النهمة

لفت المسلم إلى أن الملتقى لهذا العام سيحتفي بهذا الفن التراثي ضمن أجنداته وفعالياته، لإحياء موروثاته وتعميق حضوره في وجدان الأجيال، بصفته علامة ثقافية مهمة وملهمة في الذاكرة المحلية، وسيشارك نخبة من فناني النهمة من الإمارات والبحرين وقطر والكويت لتقديم العديد من الأنشطة لترديد واستحضار الإرث الخليجي الكبير.

رسائل تراثية

رداً على سؤال «الخليج» حول الرسائل التراثية التي تحملها فعاليات الملتقيات هذا العام إلى الثقافات الأخرى بوصفه ملتقى دولياً بامتياز، قال المسلم: «على الرغم من صعوبة نقل التجارب التراثية العربية إلى الغرب، فإنه استطاع من خلال الدورات الماضية لفت أنظار العالم، ليكتسب بذلك اهتماماً دولياً نحو فعالياته، وبات يمثل جسراً تنويرياً رائداً يجمع الشعوب والثقافات المختلفة في ملتقى إنساني واحد، فضلاً عن كونه بات محل اهتمام الكثيرين من الباحثين والأكاديميين والدارسين في المجتمعات الغربية».

وأضاف: «استطاع الملتقى خلال سنوات قليلة من استقطاب الكثير من الرواة والحكواتيين العرب ونشر تجاربهم عبر منصة الملتقى ليلمع نجمهم في مهرجانات دولية أبرزها السويد، وباتوا أكثر حضوراً وتأثيراً».

وأوضح المسلم أن الملتقى دأب في الخروج بتوصيات مهمة عقب كل دورة، تسهم في إعادة البناء لتقديم خطاب تراثي عربي ملهم عالمياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9rrvzu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"