رحلة آمنة للطلبة

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين

مع عودة الطلبة إلى المدارس، وبدء حركة الحافلات، ثمة بعض الملاحظات التي رصدت في الميدان. الواقع أن هناك مشاهد يومية نرصدها في الشوارع توثق عدم التزام بعض سائقي الحافلات المدرسية بتشغيل إشارة «قف» الجانبية، حال صعود الطلاب ونزولهم، وفي أحيان أخرى يتم تشغيلها فجأة، ومن ثم لا يتمكن السائقون من التوقف وترك مسافة أمان.
ومن المشاهد الأخرى التزام سائقي الحافلات بالإرشادات المتعلقة بتشغيل إشارة «قف»، مقابل عدم التزام أفراد المجتمع، وعدم ترك مسافة وقوف خمسة أمتار في كلا الاتجاهين على الطرق المنفردة، وتلك الممارسات نتيجة جهل السائقين بتلك الإرشادات، وعدم رصد المخالفين وفرض الغرامات عليهم. 
الحقيقة، أنه في حال التزام فرد بالوقوف بمجرد رؤية الإشارة، نجد السيارات الأخرى في الخلف تبدأ باستخدام بوق السيارة، وفي أحيان أخرى تجاوز المركبات والالتفاف لإكمال القيادة، وعدم إعطاء الأمر أهمية، وكل تلك التجاوزات لها أضرار كبيرة على الطلبة. 
الدولة وضعت القوانين والغرامات للمخالفين لتلك الإرشادات، حيث فرضت غرامة على المخالفين بقيمة 1000 درهم و10 نقاط مرورية. والحاجة أكبر لتوعية المجتمع بأهمية الوقوف عند رؤية إشارة «قف»، والالتزام بهذه المسافة بين الحافلة والسيارات، من أجل الحفاظ على سلامة الطلبة أثناء عملية نقلهم من مدارسهم وإليها، وتعزيز تلك الممارسات من أجل رحلة آمنة للطلبة. 
الشاهد أن تفاعل السائقين والحافلات بتلك الممارسات أفضل من السابق، والوعي المجتمعي أكبر، لكن ما زالت هناك ممارسات خطأ وتجاوزات، ولا بدّ من الوصول إلى انعدام المخالفات بهذا الشأن، عبر مخالفة غير الملتزمين، وتفعيل آلية الرصد، عبر كاميرات توضع على الحافلات من أجل رصد المخالفات جميعها، وفي حال عدم التزام سائق الحافلة بتشغيل الإشارة يخالف فوراً، فآلية الرصد سهلة، ولكن لا بدّ من تفعيلها، وهناك جهات عدة فعّلتها. 
المسؤولية، كذلك، تقع على أولياء الأمور، في نجاح تلك المنظومة، عبر الالتزام بوجود أبنائهم عند وصول الحافلة، حتى لا يطول انتظار الحافلات المدرسية في الطريق، والتسبّب في إعاقة حركة السير، ووجود شخص أمام المنزل عند إيصال الطلبة وخاصة الأطفال، ليتمكن سائق الحافلة من المغادرة فوراً وعدم إطالة الانتظار في وسط الطريق. 
تحديد مدة زمنية لتشغيل إشارة «قف» وانتظار الطلبة للصعود والنزول، ومدتها دقيقة واحدة، بحسب اللوائح الجديدة، سيحسّن التجربة، وعدم إطالة الانتظار، وانضباط الطلبة وأولياء الأمور، ومن ثم عدم عرقلة حركة السير، خصوصاً في الشوارع الحيوية، وضمان عبور الطلبة بسلامة وأمان.
الالتزام باللوائح والأنظمة سيخلق لنا تجربة آمنة لرحلة الطلبة، من المدرسة وإليها، وكل فرد في المجتمع له دور كبير في نجاح تلك المنظومة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/54zs6p9m

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"