الولايات المتحدة مقابل الصين.. البحث عن قيادة اقتصادية عالمية

22:07 مساء
قراءة دقيقتين

د. علي توفيق الصادق *

عنوان المقال هو عنوان كتاب من تأليف فريد بيرجستين (Fred Bergsten)، مؤسس معهد «بيترسون» للاقتصاد الدولي وأحد كبار خبراء الاقتصاد الدولي.

يثير بيرجستين سؤالاً محورياً يتعلق بتأثير دور الصين المتنامي في الاقتصاد الدولي على قيادة الولايات المتحدة الأمريكية للنظام الاقتصادي العالمي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية، والتي تتجسد ركائزها في المؤسسات الدولية التعاونية، منها صندوق النقد الدولي، و تجنب سياسات «إفقار الجار» (beggar-thy-neighbor)، والاعتماد على الأسواق، وسيادة القانون.

يرى بيرجستين أن الولايات المتحدة الأمريكية ستضطر حتماً إلى مشاركة القيادة الاقتصادية العالمية مع الصين. وبيرجستين يرفض مفاهيم خيالية مثل «احتواء» الصين أو إقناع الصين بتبني وجهات النظر الغربية. السؤال ذو الصلة هو الشكل الذي قد تتخذه المشاركة في القيادة. يقترح بيرجستن نهجاً يسميه «التعاون التنافسي المشروط»، والذي يضم القيادة التعاونية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بشأن القضايا الاقتصادية العالمية الرئيسية، بشرط وفاء كل دولة بالتزاماتها في النظام الاقتصادي الدولي. يجب على الدول أن تتشاور عن كثب بشأن المسائل المنهجية التي تنطوي على المنافع العامة العالمية، مثل تغير المناخ، وأن تكون مرنة بشأن توازن القيادة في قضايا محددة مع تمتع الصين بنفوذ أكبر على تمويل التنمية، على سبيل المثال، والولايات المتحدة في الشؤون المالية الدولية والقضايا النقدية، والتمييز بين الساحتين العالمية والإقليمية.

يرى بيرجستن أن تسعى الولايات المتحدة إلى دعم النظام الاقتصادي الدولي التعاوني مع الدول الكبرى الأخرى. ويجب فصل القيادة الاقتصادية عن قضايا مثل الأمن القومي والقيم، وينبغي استعادة التحالفات التقليدية لتعزيز الإجماع الدولي بشأن المسائل العالمية الرئيسية، وينبغي استكمال حزمة إصلاح التجارة متعددة الأطراف بمشاركة الصين في كتابة القواعد. وبالنسبة للمؤسسات المالية الدولية والتعاون، يرى بيرجستن الحاجة في نهاية المطاف إلى تكافؤ واسع بين الصين والولايات المتحدة في صندوق النقد الدولي، بما في ذلك الحصص وتعادل التصويت، مع قبول الدولتين الالتزامات والمتطلبات ذات الصلة. ويناقش العديد من الأسئلة ذات الصلة بالصندوق، بما في ذلك موقعه، وحوكمته، ودور حقوق السحب الخاصة (SDR) لصندوق النقد الدولي في التمويل العالمي. ويوصي بيرجستن باندماج الولايات المتحدة في المؤسسات التي تقودها الصين، مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، والعكس بالعكس، وربما نهج تكميلي بدلاً من المواجهة لمبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق.

يدعو المؤلف إلى إصلاحات محلية لدعم التوجه الخارجي للسياسة الاقتصادية الأمريكية ودورها الاقتصادي العالمي، بما في ذلك شبكات الأمان الاجتماعي وآليات أقوى لمعالجة عدم المساواة المرتبطة بالعولمة، والتي توفر مكاسب إجمالية كبيرة ولكن توزعها بشكل غير متساوٍ يُعد كتاب بيرجستن مهماً نظراً لاتساع منظوره وعمق معرفته. في حين أنه يتعامل على نطاق واسع مع السياسة الخارجية والتاريخ.. نذكر أن القضايا التي برزت تم النظر إليها من منظار الولايات المتحدة والمؤكد أن النظر إليها من دول أخرى تبرز مسائل متباينة.

* مستشار اقتصادي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3bttfs2b

عن الكاتب

خبير مالي وإقتصادي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"