فرصة للجميع

بعض الباحثين يحلّق بعيداً عن الواقع الذي نعيشه، فتجد من يحذر من كثرة استخدام الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر لما تسببه من أضرار على الصحة، وهناك من يحذر من كثرة استعمالنا لوسائل التواصل الاجتماعي لأنها تؤدي إلى حالة من الإدمان يصعب الشفاء منها، وبالتالي علينا الابتعاد عنها والتقليل من ساعات تواصلنا مع العالم الافتراضي كي نسلم؛ وإذا عدت إلى الواقع ستجد أن النصائح هذه ثمينة لكنها «افتراضية»، لأن التواصل الاجتماعي والكمبيوتر والهواتف النقالة صارت الواقع الذي نتعامل معه مباشرة ليس من باب الترفيه دائماً بل كوسيلة للاطلاع على ما يجري في العالم، وهو وسيلة من وسائل العمل المهني بجانب كونه شريكاً في العمل الإعلامي أيضاً. 
لن يكون للمستقبل شكل بدون «الميتافيرس»، ولن يكون لأبناء اليوم والغد وظيفة أو منفذ إلى عالمهم وحياتهم بلا التكنولوجيا التي صارت عنصراً أساسياً في كل مجالات الدراسة والعلم والوظائف وحتى الترفيه والاسترخاء والاتصال والتواصل بين البشر.
«ملتقى دبي للميتافيرس» الذي سيتم تنظيمه يومي ٢٨ و٢٩ سبتمبر/ أيلول الجاري، والذي سيكون منصة عالمية لاستشراف مستقبل «الميتافيرس» ودراسة إمكاناته وتطبيقاته، و«لإطلاق تقارير واستراتيجيات وخطط عمل تحدد فرص وإمكانيات «الميتافيرس»، وفرص استغلالها في تحسين حياة البشرية في العالمين الواقعي والافتراضي، ليس فرصة مهمة لأهل الاختصاص فقط، بل للجميع طالما أن «الميتافيرس» هو عالم دخلناه كل بهدف معين وللاستفادة منه بطريقة ووسيلة معينة، والنتيجة واحدة. 
غد الشباب لن يكون شبيهاً بماضي آبائهم ولا أجدادهم، فالتطور الذي انطلق في زمننا، جاء سريع الخطوات بل قافزاً بالتكنولوجيا والابتكارات والعلم والذكاء الاصطناعي عالياً وبعيداً جداً، حتى بتنا نشعر بأن بيننا وبين الأجيال الجديدة مسافة بعيدة وكأنها المسافة التي تبعدنا عن أجدادنا لا عن آبائنا.
كل ثورة تكنولوجية تدفع بالشباب نحو توسيع أطر أبحاثهم وتفكيرهم بسلوك نهج حياة مختلف، والبحث عن تخصصات في الدراسة والعمل جديدة غير موروثة عن أهاليهم، وهو ما يبشر بحلول عملية لأزمات يعانيها العالم في أسواق العمل، وإمكانية الاستفادة من هذه التكنولوجيا التي تتحكم بعالمنا من أجل تحسين جودة حياة المجتمعات حول العالم.
ورش عمل متخصصة سيشهدها الملتقى، ستجمع «كبرى الشركات المتخصصة في بناء عوالم وتطبيقات «الميتافيرس» المختلفة ومتخصصين في صناعة سياسات «الميتافيرس» ورواد الفكر»، وسيضم تجارب حية لأفضل سبل استخدامات «الميتافيرس» وتقنياته المتطورة، والأهم أنه سيكون نافذة لنا على عالم المستقبل القريب والبعيد.
[email protected]