كشفت دراسة جديدة بقيادة كلية دبلن الجامعية، أن خطر الإصابة بالفصام والاضطراب ثنائي القطب قابل للاكتشاف الآن قبل سنوات من بدء المرض.
وتشير النتائج إلى إمكانية التدخل المبكر والوقاية من المرض وفقاً للبروفيسور إيان كيلير، من كلية الطب في جامعة كاليفورنيا، الذي قاد الدراسة الدولية.
وقال كيلير: «الفصام والاضطراب ثنائي القطب يظهران عادة في بداية مرحلة البلوغ ويكون لهما تأثير مدمر في الأفراد المصابين وكذلك في عائلاتهم».
وأضاف: «نعلم أن التدخل المبكر هو المفتاح لتحسين النتائج للأشخاص المصابين بأمراض عقلية خطيرة». وتوضح هذه النتائج الفرص الهائلة لتوفير تدخل مبكر، حتى أثناء الطفولة، من خلال تطوير خدمات التدخل المبكر المتخصصة ضمن خدمات الصحة العقلية للأطفال والمراهقين الموجودة.
والفصام والاضطراب ثنائي القطب من الأمراض العقلية الخطيرة التي تؤثر في 65 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. عادة ما يتم تشخيص كلا الاضطرابين في مرحلة البلوغ وغالباً ما يكونان مرتبطين بمستويات عالية من الإعاقة والتكلفة الشخصية والمجتمعية. ومع ذلك، من المعروف أن التدخل المبكر يؤدي إلى نتائج أفضل للأشخاص المصابين بهذه الأمراض.
وباستخدام معرفة فريدة للمرضى، تمكن الباحثون من متابعة المتطوعين حتى سن 28 عاماً ومعرفة من تم تشخيصه بالفصام أو الاضطراب ثنائي القطب.
ووجدوا أن خطر الإصابة بالذهان أو الاضطراب ثنائي القطب بعمر 28 عاماً كان 1.8% للأفراد الذين لم يحضروا خدمات الصحة العقلية للألطفال والشباب. لكن بالنسبة للأفراد الذين حضروا خدمات الصحة العقلية والنفسية والاجتماعية في العيادات الخارجية في فترة المراهقة، كان الخطر 15%، وبالنسبة للأفراد الذين تم إدخالهم إلى مستشفى المرضى الداخليين في خدمات الصحة العقلية والنفسية والصحية، كان الخطر 37%.
قال البروفيسور ميكا جيسلر من كلية دبلن: «يُظهر هذا البحث قوة سجلات الرعاية الصحية الإلكترونية في الإجابة عن أسئلة مهمة حول صحة الإنسان والأمراض».
وشدد البروفيسور إيان كيليهر من كلية دبلن، على أهمية التدخل المبكر قائلاً: «نحن نعلم أنه من الضروري التدخل في أقرب وقت ممكن لمنع بعض أسوأ آثار هذه الأمراض. ولكن من الناحية المثالية، نود أن نكون قادرين على التدخل حتى قبل ظهور المرض، لمنعه تماماً».
