نعم ولكن احذر

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

غني عن القول إن شبكة الإنترنت تجاوزت الكثير من الحواجز، ودخلت لعمق النسيج البشري بكل هدوء ومهارة وخفة، وهي في اللحظة نفسها قدمت خدمات جليلة وعظيمة للناس، ومن هنا تجاوزت مفهوم الترفيه أو التسلية، لتصل إلى سد الحاجات وتقديم الخدمات الملحة والمهمة للناس جميعاً. 
وعندما لا تكون متصلاً بشبكة الإنترنت، تشعر بافتقارك لكثير من الخدمات المساعدة، كأنك مقطوع تماماً عن محيطك القريب والبعيد؛ بل إن الخدمات التي تعودنا عليها، تختفي تماماً.
مثلاً، عندما تكون متصلاً بهذه الشبكة، يمكنك تحديد المسار أو الطريق الأخف ازدحاماً، والأقرب لمنزلك، وبالتالي تعطيك التطبيقات المتخصصة الطرق البديلة التي تجنّبك التأخير، وبالتالي توفر لك الدقائق الثمينة من وقتك. 
أيضاً في جانب الرعاية الصحية، توجد تطبيقات حيوية ومهمة تحفظ أدويتك وعلاجاتك، وتقاريرك الطبية، وتنبّهك لمواعيد العلاجات ومقدارها، وعند مراجعتك لأي طبيب، يكفي أن تُطلعه على معلوماتك الكاملة والدقيقة مرفقة بالصور والأشعة من تلك التطبيقات، مما يوفر المال والوقت في عمل فحوص وتحاليل جديدة.
ومع هذا، فإن هذه الشبكة تضم أيضاً الكثير من الجوانب الهامشية، أو غير المهمة، ولا حاجة لها، وهذه هي الجزئية التي أريد التحدث عنها، وهي جوانب هامشية نجدها بكثرة على شبكة المعلومات العالمية، تستقطع الكثير من الوقت، وليست لها فائدة تذكر.
مواقع التواصل الاجتماعي، على اختلاف أنواعها وتوجهاتها وهدفها، أعتبرها واحداً من الجوانب الهامشية على هذه الشبكة. صحيح أن المحتوى الذي يقدم من خلالها، لا يمكن اعتباره سلبياً، وغير ذي فائدة، ولا يمكن تعميم هذا الحكم، لكن الاستمرار في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي لدرجة الإدمان، لا يتناسب مع الفائدة التي يمكن تحصيلها من هذه المواقع، فإن كان المبرر أن مواقع التواصل الاجتماعي تضم مواد مفيدة، وحسابات ملهمة، فهذا لا يتناسب مع حالة المتابعة الدائمة والمستمرة. 
وإذا توقفنا عند نقطة حيوية تتعلق بالمصداقية والثقة، والموضوعية في الذي يتم طرحه، نصبح أمام تحدٍ حقيقي، حيث نجد أنفسنا في غمرة تلك المواقع وكأننا قد أدمناها، وفي اللحظة نفسها، المبرر الذي قادنا إلى هذا الإدمان، وهي الفائدة، باتت غير موثوقة. 
نعم لشبكة الإنترنت، لكن لنحذر الإدمان التقني والإدمان الرقمي.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdz8tm6h

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"