مبادرة وائل وتجاعيد ميرفت

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

من السهل أن تنتشر الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويصبح خبر طلاق، أو انفصال، أو زواج، أو ردح وقدح وذم بين فنانين، أو «تجاعيد» فنانة عريقة، وجميلة جميلات الشاشة المحترمة ميرفت أمين.. هو «الترند» وحديث الناس على السوشيال ميديا، بينما تختبئ الأخبار المهمة والمفيدة كأنها أمر لا يقدم، ولا يؤخر، ولا قيمة لها حتى لو كانت حدثاً جميلاً عن أحد عمالقة الفن. ما يسمونه الجيوش الإلكترونية يشغلها أن تشعل النميمة في المجتمعات، ولا بد أن تزيد من جرعات الكآبة والسوداوية، وترضي، بل تغذي النفوس المريضة والضعيفة. 
خبر عن مبادرة قام بها الفنان وائل كفوري، من أجل دعم طلاب المدارس بمدينة زحلة اللبنانية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، لا يتصدر، ولن يكون «ترند» وحديث الناس، إذ لعل المبادرة تصبح مثل التحديات التي يتبارز في إطلاقها الفنانون على السوشيال ميديا، ويتفاعلون معها بسرعة، ويقبلون التحدي، أياً كانت طبيعته. وائل كفوري ليس فناناً كثير الظهور اجتماعياً، لكنه قام بمبادرة «الكتاب المجاني»، وبدأ تنفيذها مع افتتاح العام الدراسي الجديد، ويشارك طبعاً في الحملة عدد آخر من المتبرعين.
يكفي أنه شعر مع أهل مدينته التي ولد فيها، ولا أعرف إن كان هو من فكر بإطلاق المبادرة أم بناء على نصيحة أحد المحيطين به، لكنه تحرك وفعل، ومدّ يد العون، وشارك في حل أزمة يعانيها كل أولياء الأمور في لبنان، وهذا العام أكثر من أي عام مضى. 
كل الفنانين يملكون ما يستطيعون تقديمه لأوطانهم، وما يستطيعون دعم مجتمعاتهم به، بجانب مواهبهم وفنونهم، إذ لا يكفي أن يقول الفنان إنني أمثل وطني بصوتي أينما ذهبت، وأمثل وطني في الحفلات وأمام الملايين حول العالم؛ ففي النهاية أنت تمتهن الفن وتكسب من الحفلات أموالاً، وهذا أمر طبيعي ومشروع، لكن الفنان الذي يرى بلده يعاني، والشعب مقهوراً،ّ والانهيار الاقتصادي يدمر كل الركائز، ويهجّر العائلات، ويحرم الطلاب من التعليم، لا يمثل وطنه ولا يقترب من جمهوره فعلياً إن بقي جالساً على كرسي المتفرج ينعم بالشهرة والأضواء، ويستعين بجمهوره ليتباهى به وبإعجابه به فقط.
 يردّ الجميل للمعجبين والمتابعين وللوطن حين يتفاعل مع محيطه ويبادر لحل أزمة ما، وما أحوج لبنان اليوم لكل مبادرة طيبة من كل إنسان، أياً كان موقعه، ولو تكاتفت جهود المغنين لأنهم أكثر فئة من بين كل الفئات الفنية الأخرى تنعم بالرفاه، وإن لم يكونوا كلهم أثرياء، وحبذا لو تحرك الأثرياء منهم، وساعدوا بحق من غير استغلال الموقف من أجل الدعاية على السوشيال ميديا، ووسائل الإعلام.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3rrd46dz

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"