عادي

ويليام فيليبس.. مهندس العلاقة بين التضخم والبطالة

21:47 مساء
قراءة 3 دقائق

ألبان ويليام هاوسيجو فيليبس، هو اقتصادي نيوزيلندي، قضى معظم حياته الأكاديمية أستاذاً للاقتصاد في كلية لندن للاقتصاد. ويعد «منحنى فيليبس» الذي ذكر لأول مرة في عام 1958، أشهر إسهاماته في الاقتصاد، بالإضافة إلى أنه صمم حاسوب «MONIAC» الاقتصادي في عام 1949.

ولد فيليبس في ال 18 من نوفمبر من عام 1914، في «تي ريونجا» بالقرب من بلدة «دانيفيرك» في نيوزيلندا، وكان والده هارولد هوسيجو فيليبس مزارع ألبان، فيما كانت والدته، إديث ويبر، معلمة. غادر فيليبس قبل إنهاء دراسته للعمل في أستراليا في مجموعة متنوعة من الوظائف، بما فيها صائد للتماسيح ومديراً لدار للسينما. وفي عام 1937، توجه فيليبس إلى الصين، لكنه اضطر للهروب إلى روسيا عندما غزت اليابان الصين. وبعدها سافر عبر روسيا على متن قطارات السكك الحديدية العابرة لسيبيريا وشق طريقه إلى المملكة المتحدة في عام 1938، حيث درس الهندسة الكهربائية.

وعند اندلاع الحرب العالمية الثانية، انضم فيليبس إلى سلاح الجو الملكي وأرسل إلى سنغافورة. وعندما سقطت سنغافورة، هرب على متن سفينة إمباير ستيت العسكرية، التي تعرضت للهجوم قبل أن تصل بأمان إلى جاوة.

وعندما تم اجتياح جاوة، قبض اليابانيون على فيليبس، وقضى ثلاثة أعوام ونصف العام محتجزاً في معسكر لأسرى الحرب في جزر الهند الشرقية الهولندية (الآن إندونيسيا). وخلال تلك الفترة، تعلم اللغة الصينية من سجناء آخرين، وقام بإصلاح وتصغير جهاز راديو سري، وصنع غلاية مياه سرية للشاي قام بتوصيلها بنظام إضاءة المعسكر. وفي عام 1946، حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية لخدمته الحربية.

وبعد الحرب انتقل إلى لندن وبدأ في دراسة علم الاجتماع في كلية لندن للاقتصاد، لكنه سئم من علم الاجتماع وأصبح مهتماً بالنظرية الكينزية، لذلك حول مساره إلى الاقتصاد وفي غضون أحد عشر عاماً أصبح أستاذاً للاقتصاد.

وعندما كان طالباً في كلية لندن للاقتصاد، استخدم فيليبس مهاراته الهندسية في إنشاء حاسوب MONIAC، وهو حاسوب تناظري لنمذجة أعمال الاقتصاد البريطاني. ولقي مشروع فيليبس استحساناً كبيراً وسرعان ما عُرض على فيليبس منصباً تدريسياً في كلية لندن للاقتصاد، وأصبح مساعد أستاذ في عام 1951، ثم أستاذاً في عام 1958.

وركّز عمل فيليبس على البيانات البريطانية ولاحظ أنه في السنوات التي كان فيها معدل البطالة مرتفعاً، كانت الأجور تميل إلى الاستقرار، أو من المحتمل أن تنخفض. وعلى العكس من ذلك، عندما كانت البطالة منخفضة، فإن الأجور ترتفع بسرعة.

ولاحظ إيرفينغ فيشر هذا النوع من النمط في وقت سابق، ولكن في عام 1958، نشر فيليبس عمله الخاص حول العلاقة بين التضخم والبطالة، كما يتضح من خلال «منحنى فيليبس». وبعد فترة وجيزة من نشر ورقة فيليبس، جذبت فكرة وجود مفاضلة بين الاقتصاد القوي والتضخم المنخفض خيال الأكاديميين الاقتصاديين وصانعي السياسات على حد سواء.

وكتب بول سامويلسون وروبرت سولو مقالاً مؤثراً يصف الاحتمالات التي اقترحها «منحنى فيليبس» في سياق الولايات المتحدة. وتغيّر ما يعتقده الناس عن «منحنى فيليبس» بشكل كبير بمرور الوقت، لكنه بقي سمة مهمة لتحليل الاقتصاد الكلي للتقلبات الاقتصادية. ولو عاش لفترة أطول، لربما كانت مساهمات فيليبس تستحق جائزة نوبل في الاقتصاد، إذ قدم العديد من المساهمات البارزة الأخرى في الاقتصاد، لا سيما فيما يتعلق بسياسة الاستقرار.

في عام 1967، عاد فيليبس إلى أستراليا لشغل منصب في الجامعة الوطنية الأسترالية مما أتاح له تكريس نصف وقته لدراسات اللغة الصينية. وفي عام 1969 أصيب بجلطة دماغية، مما دفعه إلى التقاعد المبكر والعودة إلى أوكلاند، نيوزيلندا، حيث عمل مدرساً في جامعة أوكلاند، إلى أن توفي في الرابع من مارس 1975.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/9aeu6rwx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"