إعداد: راندا جرجس
يهاجم مرض الزهايمر خلايا المخ ويسبب فقدان الذاكرة ويُضعف القدرات المعرفية، وهو داء خطير ينتشر على الأكثر بين الأشخاص بعد عمر ال 65 ويمثل ما يصل إلى 75% من جميع حالات الخرف، ويُنسب اسم مرض الزهايمر، إلى الطبيب النفسي الألماني ألويس الزهايمر، الذي وصف هذا الاضطراب لأول مرة منذ أكثر من قرن.
قدم الطبيب الألماني ألويس الزهايمر في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1906 في لقاء علمي، السيدة «فرو» أوجيستيه، والتي كانت تبلغ من العمر 51 عاماً حينئذ، وأحضرتها عائلتها إليه في عام 1901، بسبب معاناتها من أعراض غريبة ومشاكل في الوظائف المعرفية وتدهور في الذاكرة والتركيز والانتباه، وصعوبات التحدث والإدراك والفهم، وشكوك لا أساس لها من الصحة عن اتهام زوجها بالخيانة، وتسبب تفاقم أعراض المرض بشكل سريع في مضاعفات متعددة، ما جعلها طريحة الفراش لسنوات عدة، وانتهت مأساتها بالوفاة في عام 1906.
كانت أوجيستيه حالة مرضية فريدة لم يرَ مثلها الطبيب ألويس الزهايمر، ما استدعاه لطلب إذن من عائلتها لتشريح دماغ المريضة بعد وفاتها، ووجد تقلصاً واضحاً في الدماغ، وخصوصاً في قشرة الخارجية الموجودة في المنطقة المسؤولة عن التفكير والإدراك والتحكم والكلام والذاكرة، كما تبين انتشاراً واسعاً لترسبات دهنية في الأوعية الدموية الصغيرة، وخلايا عصبية دماغية ميتة أو في طريقها للموت، وترسبات أو كُتل ولويحات غير طبيعية داخل الخلايا الدماغية وحولها أثناء التشريح الميكروسكوبي لأنسجة الدماغ.
يرتبط مرض الزهايمر بنمط الحياة غير المستقر، المرحلة العمرية، التاريخ العائلي، السمنة، التاريخ العائلي، وتزيد فرط الإصابة لدى المصابين بداء باركنسون والأمراض الدماغية الوعائية، والمدخنين، وهو اضطراب تنكسي عصبي تدريجي يرافقه مجموعة من التصرفات الغريبة، والتي تختلف من شخص لآخر، كالمعاناة من مشاكل النطق واللغة والكلام ويصعب فهمهم من المحيطين، كما يظهر لديهم تقلب المزاج، والعصبية والغضب وغيرها من المشاكل التي تحتاج للتعامل بشكل إيجابي وتتطلب عناية خاصة.
