عادي
خلال حفل استقبال بمناسبة عامين على الاتفاق الإبراهيمي

عبدالله بن زايد: استقرار المنطقة بحل القضية الفلسطينية

10:45 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
1
  •  لا يمكن تحقيق الاستقرار إلا بحل القضية الفلسطينية
  • يجب مواصلة البناء للإسهام في تحقيق السلام 
  • الإمارات لديها رؤية تستند إلى أسس التعايش والتسامح 
  • استقبلنا نصف مليون سائح وطالب ورجال أعمال إسرائيليين

أقام سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، حفل استقبال رسمياً في تل أبيب، بحضور إسحق هرتسوغ رئيس دولة إسرائيل؛ وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور عامين على التوقيع على الاتفاق الإبراهيمي للسلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل.

وقال سموّه في كلمته خلال الحفل، الذي أقيم في إطار زيارة سموّه الرسمية إلى دولة إسرائيل، بحضور عدد من كبار المسؤولين في الدول العربية والخليجية والأجنبية إضافة إلى مسؤولين من عدد من المنظمات الدولية: «قبل عامين، في الخامس عشر من سبتمبر 2020، رسمت بلادي مساراً جديداً للمنطقة، وأدى توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية، التي أصبحت واقعاً حقيقياً، إلى هذه العلاقة المزدهرة والديناميكية التي تتمتع بها بلادنا اليوم».

وأكد سموّه: «يجب أن نواصل البناء على هذا الأساس القوي، للمساهمة في السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة».

وأوضح: «استندت الاتفاقيات الإبراهيمية إلى فرضية بسيطة، وهي أن الدبلوماسية والتواصل سيعززان قدراً أكبر من الاستقرار والازدهار والأمل، ويمكننا اليوم القول بثقة كبيرة إن ذلك الافتراض كان صحيحاً».

وقال سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «نحن نبني مستقبلاً أكثر إشراقاً معاً من خلال توسيع الفرص لشعوبنا ولجميع شعوب المنطقة، وتشكل المبادئ التأسيسية لدولة الإمارات في التعايش والتسامح والشمولية أساس رؤيتنا لمنطقة أكثر سلاماً».

وأضاف: «على مدى العقود الخمسة الماضية، أصبحت دولة الإمارات موطناً لأكثر من 200 جنسية، وقد استقبلنا مؤخراً عدداً متزايداً من السياح والطلاب ورجال الأعمال الإسرائيليين، وبلغ عددهم نحو نصف مليون زائر، مما أدى إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين، وتقوية البعد الإنساني في علاقتنا».

وأضاف: «بأنه لا يمكن تحقيق استقرار المنطقة بالكامل إلا بإيجاد حل للقضية الفلسطينية والذي يجب أن يلبي التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة، وستواصل دولة الإمارات دعمها لكافة المبادرات السلمية التي تهدف إلى تحقيق هذه الآمال».

وقال سموّه: «تعد الاتفاقيات الإبراهيمية أيضاً بوابة لحل القضايا العالمية التي تدعونا للتعاون من تغير المناخ إلى العلوم والتكنولوجيا والرعاية الصحية وانعدام الأمن الغذائي والمائي، ومجالات أخرى كثيرة، وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى الأثر الإيجابي الفعلي للاتفاقيات من خلال تغيير السرد ووضع إطار جديد للتعاون والحوار».

وأضاف: «امتد ذلك إلى ما وراء المنطقة، ففي وقت سابق من هذا العام تعاونت دولة الإمارات مع إسرائيل والهند والولايات المتحدة في مجموعة «I2U2»؛ حيث تعمل مجموعة العمل هذه على تسهيل التعاون في المجالات الحاسمة وبناء شراكات أقوى من الشرق الأوسط إلى آسيا وأمريكا».

وقال سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «يرتكز محور جهودنا جميعاً على الالتزام المشترك بكتابة تاريخ جديد لمنطقتنا في هذا العالم، لابد أن نقدر أن هذه المنطقة هي مهد اليهودية كما هي مهد المسيحية والإسلام، ومن هذه المنطقة انتشرت هذه الديانات العظيمة وأنارت جميع أنحاء العالم».

وأضاف: «مع ذلك فإن التعايش السلمي اليوم مهدد بخطر التطرف وخطاب الكراهية، وهذه التهديدات علينا أن نحصن أنفسنا جميعاً منها، وستتطلب مواجهتها جهداً دولياً متواصلاً ومشتركاً».

وقال: «في العام المقبل سنحتفل في الإمارات وأبوظبي بالتحديد بافتتاح» بيت العائلة الإبراهيمية«الذي يتكون من مسجد وكنيسة وكنيس جنباً إلى جنب ليصبحوا معاً مركزاً تعليمياً لكل طائفة ومجموعة دينية، وأيضاً مركزاً دينياً لتجسيد القيم العالمية، قيم تحفز الانسجام والتعايش والتفاهم، فقد كتب يهودا عميشاي، أحد أعظم شعراء إسرائيل (أن معرفة السلام تشق طريقها من مكان إلى آخر مثل ألعاب الأطفال، والتي تتشابه كثيراً في كل مكان تذهب إليه)».

وأكد سموّه: «على مدى العامين الماضيين دفعنا إيماننا بالسلام إلى تحقيق إنجازات لا حصر لها، فحولنا الخطط إلى إجراءات ملموسة، وقمنا بتطوير علاقة مزدهرة لمساعدتنا في تحقيق أهدافنا الاستراتيجية المشتركة، وسنواصل معاً العمل، إلى جانب تعميق الاتفاقيات ونشر رؤيتها الشاملة لمجتمع إقليمي من أجل التقدم».

وقال سموّه في ختام كلمته: «السيد الرئيس، الصديق الرئيس، أشكركم مرة أخرى على ترحيبكم الحار، ونتطلع إلى استضافتكم والسيدة الأولى في دولة الإمارات مرات أخرى».

حضر حفل الاستقبال.. ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، وأحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة، وعمر غباش مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية والدبلوماسية العامة، ومحمد محمود آل خاجة سفير الدولة لدى دولة إسرائيل، إلى جانب عدد من رجال الأعمال من دولة الإمارات. 

على صعيد متصل، زار سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، مجمع ياد فاشيم؛ المركز العالمي التوثيقي والبحثي والتعليمي، لتخليد ذكرى الهولوكوست في إسرائيل.

رافق سموّه، خلال الزيارة، ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، وأحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة، وعمر غباش مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية والدبلوماسية العامة، ومحمد محمود آل خاجة سفير الدولة لدى دولة إسرائيل.

فيما كان في استقبال سموّه والوفد المرافق لدى وصولهم إلى مقر المجمع، داني دايان رئيس مديرية مجمع ياد فاشيم.

وتعرف سموّه، خلال زيارته، إلى تاريخ المجمع الذي تم إنشاؤه في عام 1953 مركزاً عالمياً توثيقياً وبحثياً وتعليمياً، لتخليد ذكرى الهولوكوست، ويضم متاحف ومعارض ونُصباً تذكارية ومراكز بحثية وتعليمية، إضافة إلى المكتبات والأرشيف.

وأشاد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بدور هذا المجمع التاريخي الذي يعكس أهمية العمل من أجل تعزيز ونشر قيم التسامح والتعايش بين الشعوب، والعمل على إحلال السلام ودعم تطلعات الشعوب في الحياة الكريمة والرخاء. وأكد سموّه أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حريصة على أداء دورها منارةً عالمية لنشر قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية؛ حيث تشكل هذه القيم ركائز أساسية، لتحقيق التنمية والازدهار المستدام في المجتمعات.

وتقدم سموّه بتحية تقدير لأرواح ضحايا الهولوكوست.. مشيداً بحرص مجمع ياد فاشيم على تخليد ذكراهم. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8dw2wd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"