عادي

كيف تكرم الأندية الإنجليزية أساطيرها؟

10:21 صباحا
قراءة 9 دقائق
كيف تكرم الأندية الإنجليزية أساطيرها؟
تمثال تيري هنري في ملعب الإمارات

إعداد: معن خليل
كان نادي مانشستر سيتي أحدث الأندية الإنجليزية التي قامت بتكريم أساطيرها، عبر وضع تمثال من البرونز في ملاعبها؛ حيث تم الكشف في مايو/ أيار الماضي عن تمثال لاعب الفريق الأسطوري ونجم خط هجومه سيرجيو أغويرو في استاد الاتحاد في مدينة مانشستر تزامناً مع احتفالات النادي بالذكرى العاشرة لتحقيقه لقب الدوري الإنجليزي الممتاز والهدف الأسطوري المسجل عند اللحظة 93:20.

 

 

وقبل تمثال سيرجيو أغويرو تم صنع تمثالين للأسطورتين فينسينت كومباني ودافيد سيلفا، تقديراً لمساهماتهما في تلك المرحلة المهمة من مسيرة النادي العريق.
وفي الطرف الآخر من المدينة، توجد تماثيل مشابهة أمام ملعب مانشستر يونايتد «أولد ترافورد»، أحدهم للمدرب الأسكتلندي الأسطوري السير اليكس فيرغسون؛ حيث استحق أن ينتصب كرجل من البرونز بارتفاع تسعة أقدام أمام الاستاد الذي كان شاهداً على قيادته المدهشة لفريقه إلى منصات التتويج.
واستحق فيرغسون تخليد أسمه إلى الأبد فهو صنع لمانشستر يونايتد مالم يفعله أي مدرب آخر بالنسبة للنادي المنتمي للمدينة الصناعية في بريطانيا.

باسبي وأطفاله

وأصبح فيرغسون خامس لاعب ومدرب فقط في تاريخ مانشستر يوناتيد الممتد باسمه الحالي منذ عام 1902 الذي ينال هذا الشرف، بعدما انتصب سابقاً في ملعب «أولد ترافورد» أيضاً تمثال للمدرب التاريخي مات باسبي صانع مجد «الشياطين الحمر» في الماضي، إلى جانب تمثال آخر جمع «الثلاثي العظيم» الإيرلندي جورج بست والإنجليزي بوبي تشارلتون والاسكتلندي دينيس لو.
وكان تمثال مات باسبي الأول في «أولد ترافورد» والثاني في بريطانيا ودشن عام 1996 على السطح الخارجي للجناح الشرقي للملعب، بالنظر إلى ما قدمه هذا المدرب للفريق حين قاده عام 1968 ليصبح أول ناد إنجليزي يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا، كما نال معه عدة ألقاب دوري في الفترة التي عرفت باسم «أطفال باسبي»، في إشارة إلى المجموعة الشابة التي كانت مع المدرب وحققت إنجازات غير مسبوقة.
وانتظر مانشستر يونايتد حتى عام 2008 ليكرم الثلاثي بست وتشارلتون ودينيس لو نجوم فترة الستينات في الفريق، عبر تمثال من البرونز جمع اللاعبين الثلاثة معاً بمناسبة الذكرى الـ40 للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا.

معاينة النقطة البؤرية للصورة

 

فتى دادلي

وكان لافتاً أن دنكان إدوارد أحد اللاعبين المشاهير في مانشستر يونايتد وفي مجموعة «أطفال باسبي»، لم يشيد له فريقه تمثالاً؛ بل مجلس مدينة برمنغهام التي ولد النجم الموهوب في أحد ضواحيها دادلي.
وقام المجلس بتشييد تمثال لإدوارد وسط برمنغهام عام 1999 وهو بزي المنتخب الإنجليزي تكريماً لأحد أشهر من أنجبتهم المدينة، والذي أبكى بطريقة موته البريطانيين عندما لقي حتفه في حادثة سقوط الطائرة التي كانت تقل لاعبي مانشستر يونايتد في مدينة ميونيخ الألمانية عام 1958.
وعرف إدوارد الذي مات وهو في عمر 21 عاماً بأنه من أبرز مواهب إنجلترا في تلك الفترة، وهو كان أصغر لاعب يلعب في الدرجة الأولى وعمره 16 عاماً و185 يوماً؛ وذلك عام 1953، كما أصبح بعد عام أصغر لاعب يلعب للمنتخب وعمره 18 عاماً و183 يوماً.
وكان إدوارد يلعب في الجناح الأيسر ولشدة موهبته قال عنه ستانلي ماثيوز أحد اللاعبين المشاهير في إنجلترا: «لم أر لاعباً بمثل طوله وحجمه ويملك سرعته المذهلة».

البداية مع ماثيوز

وتشتهر الملاعب البريطانية ومدنها بتماثيل عباقرة كرة القدم فيها، ويعد نصب ستانلي ماثيوز المولود عام 1915 الأول في هذا المجال بعدما شيد في هانلي تاون سنتر، أي في ساحة المدينة التي أبصر الحياة فيها، واشتهر على صعيد اللعبة من خلال مسيرته مع نادي ستوك سيتي.
وشيّد النصب عام 1987 كأول لاعب ينال هذا الشرف، كما هي حاله عام 1956 عندما أصبح أول لاعب محترف ينال لقب «سير»، بالنظر إلى ما قدمه للعبة والتي وصلت أحياناً إلى درجة الإعجاز عندما بقي في الملاعب الإنجليزية حتى سن الخمسين ثم احترف في أحد أندية الدرجة الثانية في دولة مالطا وهو في عمر الـ66 عاماً.
وكان لافتاً في المسيرة التاريخية لتماثيل النجوم في بريطانيا أن الفرق الكبرى خلدت أولاً مدربيها مثل مات باسبي في مانشستر يونايتد، وبيل شانكلي في ليفربول.

بيل شانكلي

وقلد ليفربول خصمه التقليدي مانشتر يونايتد في تخليد ذكرى مدربه التاريخي بيل شانكلي عبر تمثال كشف النقاب عنه عام 1997 في ملعبه «أنفيلد رود»، وظهر وهو يرفع يديه بنفس الحركة التي اشتهر بها عند النصر وقد كتب أسفل التمثال «بيل شانكلي رجل أسعد الناس».
وصنع شانكلي المدرب الاسكتلندي الفذ ربيع «الحمر» عندما استلم دفة قيادته الفنية عام 1959 وصعد به من الدرجة الثانية وقاده للقب الدوري أعوام 1964 و1966 و1973، وقد عرف بفلسفته وقدرته التحفيزيه بالنسبة للاعبين، وهو أول من وضع اللافتة الشهيرة التي ما زالت قائمة حتى الآن «هذا هو أنفيلد»، وهذه اللوحة فسرها هو نفسه بالقول «كانت لتذكير اللاعبين لمن هم يلعبون ولتذكير لاعبي الفريق المقابل ضد من هم سيلعبون».

في 3 مدن

ومن المدربين المشاهير الذين نالوا نصيبهم من التكريم براين هاوارد كلوف الذي يعد على نطاق واسع أنه أحد أعظم المديرين الفنيين في تاريخ إنجلترا بعدما نجح في الفوز بلقب الدوري مع فريقين صعد معهما من الدرجة الثانية، كما أحرز لقب دوري أبطال أوروبا مرتين مع نوتنغهام فورست.
وأسهمت هذه المسيرة الرائعة في أن يكون كلوف أول نجم كروي يتواجد تمثاله في 3 مدن بريطانية مختلفة، نظير ما قدمه للأندية التي لعب لها أو دربها.
وكان براين كلوف لاعباً شهيراً في ميدلزبره ثم سندرلاند، لكن الإصابة أرغمته على الاعتزال مبكراً وفي سن الـ29 من عمره، وقد أشرف أولاً على تدريب ديربي كاونتي عام 1967 مع بيتر تايلور ليتحولا معاً إلى أشهر ثنائي عرفته بريطانيا على مر تاريخها.
وفاز كلوف ومساعده تايلور مع ديربي كاونتي بلقب دوري إنجلترا عام 1973 للمرة الأولى في تاريخ النادي، وذهبا معاً لتدريب نوتنغهام فورست وقاداه للفوز بلقب الدوري عام 1977 للمرة الأولى في تاريخه، ثم صنعا المعجزة بالفوز معه بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين عامي 1979 و1980.
وكانت مدينة نوتنغهام المبادرة لصنع التمثال الأول له في الساحة الرئيسية فيها، ثم وضع نادي ميدلزبره واحداً ممثالاً في منطقة البرت بارك عام 2007، قبل أن يشيد نادي ديربي كاونتي تمثالاً يجمعه مع مساعده وتوأمه تايلور في معقله برايد بارك ستاديوم.

المايسترو

وحسب الأهمية فإن قائمة تماثيل اللاعبين تضم جوني هاينسن الذي توفي عام 2005 وكرمه نادي فولهام بنصب تذكاري أمام ملعبه عام 2008.
وتكمن أهمية هاينسن التاريخية أنه أصبح عام 1961 أول لاعب كرة القدم يحصل على راتب أسبوعي قدره 100 جنيه استرليني؛ وذلك مع نادي فولهام الذي أمضى معه اللاعب الذي أطلق عليه لقب «المايسترو» بسبب تمريراته الرائعة كل مسيرته في الملاعب وخاض 657 مباراة.
كما يمتاز هاينسن أنه كان قائداً لمنتخب إنجلترا الذي لعب له 56 مباراة على الرغم من أن فريقه فولهام كان في الدرجة الثانية.

تمثال مائي

ويعد توم فيني صاحب المفارقة الأكبر على صعيد تماثيل النجوم، فهو يملك نصباً تذكارياً منذ عام 2004 أمام ملعب ديبديل التابع لنادي بريستون نورث الذي يلعب حالياً في الدرجات السفلى، والمفارقة الأهم أنه مستوحى من صورة للاعب التقطت عام 1956 حين تعرض للعرقلة خلال مباراة لفريقه أمام تشيلسي في ملعب ستامفورد بريدج في الملعب المملوء بالماء والتي تطايرت في الواقع، كما التمثال الذي يعد الوحيد في العالم من حيث تجسيد الحالة المائية كما هي.
وتكمن أهمية فيني كلاعب أنه لعب لمنتخب إنجلترا 76 مباراة من عام 1946 حتى 1958 وسجل 30 هدفاً وكان يعد أكثر الموهوبين في جيله، وقد نال لقب أفضل لاعب في الدوري عامي 1954 و1957.
ويعد بيلي رايت ثاني لاعب أصبح له تمثال بعد ماثيوز؛ وذلك عام 1996 في ملعب مولينكس ستاديوم الخاص بفريقه ولفرهامبتون.
واكتسب رايت شهرته بأن حمل شارة القيادة في منتخب إنجلترا 90 مرة وكان أول لاعب في الخمسينات يخوض 100 مباراة دولية، والأهم أنه لم يحصل على إنذار واحد طوال مسيرته إن كان مع الفريق القومي أو ناديه ولفرهامبتون.

مفارقة أرسنال

وإذا كان نادي أرسنال تأخر حتى 2011 ليخلد ذكرى أبطاله، إلا أن ما فعله كان تاريخياً أيضاً بعدما أصبح أول فريق في بريطانيا، يضع تمثالاً أمام ملعبه للاعب أجنبي هو الفرنسي تيري هنري.
وكرم أرسنال المدرب هربرت تشابمان الذي نصب له تمثالاً أمام استاد الإمارات اعترافاً له بإنجازاته بعدما أشرف فنياً على فريق «المدفعجية» من عام 1925 حتى 1934 وفاز معه بثلاثة ألقاب في الدوري وصنع اللبنة الأولى لمنصات التتويج عبر أفكاره التدريبية العظيمة.
ثاني التماثيل كانت للاعب طوني أدامز الكابتن السابق للمدفعجية، ثم جاء الدور على الفرنسي تيري هنري الذي انتقل إلى أرسنال عام 1999 وبقي في صفوفه حتى 2007 وتوجته تلك الفترة رمزاً لا يضاهى للفريق اللندني.
وسجل هنري مع أرسنال 226 هدفاً في 369 مباراة، كما تمكن من صناعة 92 هدفاً ليصبح اللاعب الأكثر تأثيراً في تاريخ فرقة «المدفعجية» الذين فاز معهم بسبع بطولات، أهمها لقب الدوري عامي 2002 و2004.
كما أقام أرسنال تماثلين للمدرب الفرنسي أرسين فينجر، واللاعب الهولندي دينيس بيرغاكمب.

تكريم الضحايا

كما امتازت الأندية البريطانية بتكريم الضحايا من جماهيرها الذين ماتوا خلال كوارث حدثت خلال المباريات، ولم تكتفِ بتذكر اللاعبين والمدربين فقط.
وكرم نادي رينجرز غلاسكو الاسكتلندي ضحايا مأساة ملعب «إيبروكس» عندما قتل 66 من مشجعيه عام 1971 خلال انهيار الحواجز في الملعب على رؤوسهم خلال المباراة مع الغريم التقليدي سلتيك.
وبعد 30 عاماً وتحديداً عام 2001 ارتفع نصب تذكاري في أحد الأجنحة الرئيسية لملعب إيبروكس؛ حيث وقف جون جريج كابتن نادي رينجرز في المباراة التي حدثت فيها المأساة وهو يحمل الكرة فوق حائط كتب تحته أسماء الضحايا وصورة قديمة للجماهير قبل وقوع الحادثة.
ودشن نادي برادفورد تمثالاً لضحايا الحريق الذي وقع عام 1985 وأدى إلى مقتل 56 شخصاً من جماهيره خلال المباراة ضد لينكولن سيتي؛ حيث تظهر تماثيل 5 أشخاص يعبرون عن الواقعة المؤلمة.

الرمز الوطني

وبعيداً عن الأندية فإن بوبي مور المدافع السابق للمنتخب الإنجليزي ونادي وست هام يعد الرمز الوطني لرياضة كرة القدم في البلاد كافة؛ وذلك حسب استفتاء أجري لاختيار أعظم لاعب على مدى 50 عاماً وقد فاز الكابتن الذي حمل كأس العالم عام 1966 باللقب.
ويعد بوبي مور اللاعب الوحيد الذي أصبح أيقونة لكرة القدم الإنجليزية؛ لذلك ارتفع له تمثال خارج الاستاد الوطني في لندن ( ويمبلي ) عام 2007 على قاعدة كبيرة وضع تحتها صوراً تمثل اللاعبين الذين قادوا إنجلترا للقبها الوحيد في كأس العالم عام 1966.
وكان لافتاً أن بوبي مور أسبغ بكل عبارات التمجيد تقديراً لمكانته ولقد اختير الصحفي المعروف باول جيف لنقش كلمات تليق به وقد حملت معاني عظيمة مثل «مدافع الإمبراطورية، والخالد بطل 1966، والكنز الوطني، ورجل كل العصور، وماجستير في ويمبلي».
كما أن بوبي مور تصدر المشهد الوطني على صعيد تماثيل كرة القدم، عندما تم تشييد واحد له عام 2003 في منطقة ابتون بارك التي يتبع لها نادي وست هام الذي لعب له قائد منتخب إنجلترا السابق، وقد انتصب التمثال تحت عنوان «مشهد النصر» في تجسيد نحتي لصورة حقيقية تجمع مور وهو يحمل كأس العالم ومعه جيف هيرست ومارتن بيترز وويلسون راي بعد المباراة النهائية في مواجهة ألمانيا والتي انتهت إنجليزية 4-2.
ولم يكن بوبي مور لاعباً عادياً؛ بل ثروة وطنية ويكفي أنه أول من دخل متحف المشاهير في كرة القدم الإنجليزية عام 2002 بفعل تأثيره الكبير كشخص وإنسان، أما كلاعب فيكفي شهادة البرازيلي بيليه ملك كرة القدم بحقه عندما اعترف بأنه أفضل مدافع واجهه في مسيرته.
وتعددت كلمات الإشادة ببوبي مور وقال عنه طوني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق: «إذا كنت تبحث عن مثل أعلى في الحياة العامة فإنك تستطيع أن تعد بوبي مور هذا المثل».
وقال ألف رامسي مدرب منتخب إنجلترا عام 1966 عن مور: «لقد كان زعيمي وقائدي وساعدي الأيمن في الملعب، كان يمثل الروح والقلب النابض للفريق، من دونه لما كان المنتخب الإنجليزي ليتوج بطلاً لكأس العالم».

مايكل جاكسون

يعد مغني البوب الراحل الأمريكي مايكل جاكسون الوحيد من خارج الأسرة الرياضية الذي وضع له تمثال أمام أحد الملاعب الإنجليزية، بعدما قام المصري محمد فايد مالك نادي فولهام اللندني السابق بتكريمه بصفته صديقاً شخصياً له وأحد مشجعي الفريق والذي حرص أكثر من مرة على حضور مبارياته.
وكشف الستار عن تمثال جاكسون على مدخل استاد كرافت كوتاج في 3 إبريل/ نيسان عام 2011 قبل المباراة التي جمعت فولهام في مواجهة بلاكبول.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/33mh4dv8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"