علاجات وهمية

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

من اللافت مؤخراً ذلك التسويق النشط للمستحضرات والخدمات الطبية في وسائل التواصل الاجتماعي، وبإصرار لا يعرف الكلل أو الملل، ويطرق مختلف الوسائل، حتى لو كان عبر تعليق على صورة شخصية نشرتها في انستغرام أو أخباراً سياسية تبثها المنصات تجد أن تسويق تلك المنتجات يتسلل إليها كأول التعليقات، ناهيك عن الطرق الأخرى التي تتلون في شكل قصص أو تجارب أشخاص يظهرون وكأنهم استفادوا وحققوا نتائج باهرة جراء ذلك.
لا أعرف حقيقة من يصدق هؤلاء أو يستجيب لعمليات التسويق التي يقودونها وبهذا الأسلوب (المكشوف) لعلاج أمراض أو تحديات صحية تحتاج الى سلسلة من الفحوص والمعاينات، وتختلف بخصوصيتها وحالة أصحابها، بينما يختصر هؤلاء العلاج في منتج يباع في وسائل التواصل الاجتماعي من أبرز خصائصه السرعة في العلاج والنتائج. وللأسف هناك من يصدق ويستجيب ويتواصل مع هؤلاء المسوقين من باب التجربة التي قد تؤدي في كثير من الأحيان الى نتائج كارثية.
أما أكثر العلاجات المعروضة والتي تلعب على وتر العاطفة وتدغدغ المشاعر وتحقق الأحلام التي يراها البعض صعبة المنال فهي ما يتعلق بتخفيف الوزن والحصول على جسم صحي ورشيق دون بذل جهد كبير وخلال فترة زمنية بسيطة، ودون مراعاة للوضع الصحي لكل حالة أو ارتباطها بتاريخ مرضي أو أعراض صحية أخرى فهذا الدواء المعروض صالح لكل الناس وقد يخلصك من 15 كيلوجراماً في الشهر الأول دون حتى أن تمارس الرياضة أو تتبع حمية غذائية صارمة، بل تمارس حياتك الطبيعية كما كنت وتكتفي بتناول حبات من ذلك الدواء السحري!!
من التحديات الكبيرة التي تواجهها الجهات المختصة ما يتعلق بضبط محتوى تلك الإعلانات بعد أن بذلت جهوداً كبيرة وأسست نظاماً صارماً في ما يتعلق بالإعلانات الصحية والطبية في وسائل الإعلام الرسمية حقق نتائج إيجابية في ما يتعلق بالرقابة والمتابعة وحماية المجتمع من التضليل والوعود المضللة، لكن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت للمتلاعبين الفرصة وأعادت لهم المجال لممارسة النصب من النافذة بعد أن أغلقت الأبواب في وجوههم، وعادوا ليمارسوا الاحتيال عبر اللعب على العواطف بقصص وهمية عن الاستفادة وتحقيق نتائج مبهرة من تلك العلاجات.
نحتاج فعلاً إلى استعادة الوعي والحرص والنظرة الفاحصة واختيار الطريق السليم في الحصول على ما نحتاج اليه وعبر جهات معتمدة وطرق آمنة ومدروسة وإغلاق الأبواب أمام كل من يحاول تحقيق مكاسب على حسب صحتنا وسلامتنا، وأن نعمل العقل في ما يتعلق بالوعود التي تدغدغ العواطف والأوهام التي يسوقها هؤلاء.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mkn275xf

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"