عادي

تنوع الحياة المعاصرة في «الشارقة وجهة نظر 10»

19:08 مساء
قراءة 3 دقائق
زوار للمعرض (تصوير: يوسف الأمير )
(تصوير: يوسف الأمير )

الشارقة: زكية كردي

66 فناناً من جميع أنحاء العالم، 66 وجهة نظر احتصنتها استوديوهات الحمرية بالشارقة في النسخة العاشرة من معرض «الشارقة وجهة نظر» الذي أطلقته مؤسسة الشارقة للفنون عام 2013، ليصبح منصة تلهم تجارب المصورين حول العالم، وتستقطب تجاربهم الإبداعية التي تتنافس بقوة الفكرة والتجربة والتقنية في محاولة لتقديم صورة مختلفة، أو توثيق مشهد يستحق التوقف وتأمل هذه الزاوية المختلفة للنظر كل معرض، كما في هذا المعرض الذي افتتح مساء أول أمس الجمعة ويستمر حتى 11 ديسمبر/كانون الأول 2022 في استوديوهات الحمرية.

دعت النسخة العاشرة من معرض «الشارقة، وجهة نظر» الأعمال التي تحتفي بقدرة الفوتوغراف على التقاط الحقائق الاجتماعية وتصور تنوع الحياة المعاصرة، عن طريق استعراض أشكال ووجهات نظر مختلفة من السرد البصري، وعليه جاء المعرض هذا العام حافلاً بالأصوات والتجارب الحية، التي تعكس روح التجريب السائدة اليوم في عالم الفوتوغراف، من تقديمه أعمالاً ل 66 فناناً من جميع أنحاء العالم، تمّ اختيارهم من بين أكثر من 450 فناناً قدموا أعمالهم من خلال الدعوة المفتوحة. وبالتزامن مع المعرض اختارت لجنة تحكيم دولية مؤلفة من المصورين سولماز دارياني ولمياء قرقاش وسهراب هورا، خمسة مصورين لنيل جائزة معرض «الشارقة، وجهة نظر» بغية تشجيعهم في ممارساتهم الفوتوغرافية، حيث ينال فائز واحد جائزة نقدية قدرها 5000 دولار أمريكي، بينما يحصل أربعة متسابقين على 1500 دولار.

وأعلن عن الفائزين بالمسابقة لهذا العام خلال جلسة حوارية استعرض فيها كل منهم تجربته الخاصة بالتصوير ووجهة نظره التي قدمها من خلال أعماله في المعرض، وهم: محمد فضلة ربيع فاتق، مرتضى نكنهاد، نيك نونسو، كيرتي كوماري، باري هارلي.

الوقوف أمام المشاهد الدرامية الفلسفية التي صنعها المصور الإيراني مرتضى نكنهاد يبدو أشبه بفتح بوابة على التساؤلات الشعورية العميقة التي نخوضها في علاقاتنا مع الآخرين، خاصة أولئك المقربين منا، عن المشاعر الحقيقية والمؤثرات غير المرئية التي تتحكم بها.

أما الفنان النيجيري نيك نونسو فيقاطع بأعماله المسلمات التي توقفنا عن نقاشها عن الحدود الفاصلة بين الحياة والموت، حيث يتعمق في سلسلته الفوتوغرافية بعنوان «الميّت لم يكن ميتاً على الإطلاق» في اعتقاد شعب إيكيتي بتقمّص الأرواح ووجود كائنات ما بعد الموت.

بينما تنقلنا كاميرا الفنانة الهندية كيرتي كوماري إلى وقائع الطقوس والأساطير القديمة والأنظمة الفولكلورية والدينية الحاضرة في مجتمعات السكان الأصليين، من خلال سلسلتها «في إحدى الليالي» التي وثقت من خلالها حياة شعوب حاونساري التي عاشت بمعزل عن العالم الخارجي على مدى قرون طويلة.

ويوثق المصور الأمريكي باري هارلي بسلسلته «خارج المناجم» حياة مجموعة من النساء اللاتي استطعن تأمين رزقهن بعيداً عن الأعمال المرتبطة بالمناجم، وذلك أثناء رحلته إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2018.

يعلّق على الأزمات الإنسانية والبيئية في جميع أنحاء بنغلاديش، ويستعرض قضايا ملحّة عن طريق التصوير الوثائقي واللغة البصرية التي تنسج التجريدي والغامض والفكاهي والرمزي.

أعمال متنوعة

تسلط سلسلة «حديقة مظلمة» (2021) الضوء على حياة عمال مزارع الشاي في منطقة سيلهيت في بنغلاديش، والتي اعتمدت على العمال المهاجرين من جميع أنحاء الهند الكبرى، بعد أن احتلها التجار الإنجليز في القرن التاسع عشر. يشتغل مئات وآلاف العمال في هذه المزارع تحت ظروف قاسية، ويجدون أنفسهم ضحية لأزمة اقتصادية تحرمهم من شراء أرض أو منزل ملائم.

وفي حديقته المظلمة يسلط المصور محمد فضلة ربيع فاتق الضوء على الأزمات الإنسانية والبيئية في جميع أنحاء بنغلايش، معتمداً لغته الخاصة بالاختزال من خلال التجريد والاعتماد على الدلالة الرمزية العميقة.

الوقوف أمام الكثير من الأعمال المشاركة في المعرض يستحضر صعوبة المهمة في اختيار الأعمال الفائزة لتقارب مستوى الأعمال، وقدرتها على طرح الأسئلة مثل سلسلة المصور ساري داحول بعنوان «نانا» ويعتمد فيها على خلق صورة متحركة من ذاكرته لجدته التي يستبقي منها هذا الخيال غير المرئي بالأبيض والأسود معتمداً على حساسيته العالية باستخدام الضوء لتجسيد الشعور الذي يعنيه، وهناك أيضاً سلسلة المصور عبدالحميد بالحميدي «البحر مرآتك» التي يخلق فيها مشاهد سريالية حية تستفز الفهم السطحي هو المعنى والرابط ما بين تلك العناصر والإيماءات الخبرية في الصورة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/597tf6cd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"