«سعادة المعلم»

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

في بداية العام الدراسي، حرصت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي على النزول إلى الميدان، والتقاء جميع الأطراف، من الهيئات الإدارية والتعليمية وأولياء الأمور، وكل من لديه ملاحظات ومطالب تخص منظومة التعليم المدرسي، وعليه نظّمت لقاءات ودية في مختلف الإمارات، وما زالت الجولات مستمرة.
فكرة الزيارات الميدانية وتطبيقها، إنجاز وخطوة أولى مفرحة لجميع الأطراف، وخلفت انطباعاً مريحاً جداً من المجتمع عن المؤسسة التي تُعنى بالتعليم المدرسي. فيما حرصت إدارة المؤسسة في زياراتها، على ألا يصاحبها طاقم إعلامي، ورفضت أي متابعة إعلامية، وألحّت على أن اللقاء «أسري» خاص، للوصول إلى الميدان والاستماع إلى ملاحظاته.
والميدان لم يخلُ من العراقيل والتحديات التي تواجهه، ولن يخلو، خاصة في بداية العام الدراسي، واستقرار المعلمين، وسدّ النقص الحاصل وتوظيف المواطنين المؤهلين فيه، ولتسهيل تلك التحديات وتحسينها، كي تسير العملية التعليمية على أيسر حال، لا بدّ من تعاون جميع الأطراف، وخاصة «المعلم» الذي بيده أن يسهل القرارات، وينجز ما يستطيع، بالتعاون مع الإدارة التربوية. ولا بدّ من تيسير عمله والتخفيف عنه، قدر الإمكان، ليستطيع مواكبة تلك الأوضاع ومتابعتها، فراحته مطلوبة قبل كل الأطراف، ولو يحصل كل معلم على حقه في الشكر والتحفيز، لأعطى فوق جهده مرتين، وكان عطاؤه ينبض حباً واهتماماً بطلبته وجميع أطراف العملية التربوية.
فالمعلم أولاً وأخيراً من بيده الحل والربط والتسهيل والتعقيد، وهو أول من يجابه التحديات، فلنعطه فرصة ونحسن من أوضاعه بداية، ونعطيه صلاحيات اقتراح الحلول والأخذ بها، وسط الأحوال التي حتمت عليه، وأغلب المعلمين يكاد جدولهم التدريسي، يمتلئ بأربع وعشرين حصة أسبوعياً، وتقارب ساعات عمله معظم ساعات العمل المتواصلة يومياً، والأغلب يرحل العمل للمنزل للانتهاء منه، فله الحق في أن يميز ب«علاوة» تعطيه قدره، وأن يكون له رأي في كيفية تسهيل العمل، وكذلك له الأولوية في تركيز الهيئة الإدارية على راحته، وتهيئة الأوضاع لمكافأته، ولو بتكريم معنوي، أو برسائل خاصة، ولتكن في كل مدرسة لجنة خاصة لذلك الغرض لتحقيق ساعات سعادة «المعلم»، وإشراك أولياء الأمور فيها والمجتمع المحيط بالمدرسة.
فمشاكل الميدان التربوي لن تنتهي، إلا أنها يمكن أن تخفف وطأتها بتلك المبادرات التي ترفع من معنويات «المعلم»، وتبرز جهده وتعلي من شأنه، ما يترتب عليها تلقائياً تذليل تلك المشكلات وإنهاؤها، والتركيز على نتاجه والابتكارات التي تصبّ في مصلحة الطلبة والعملية التعليمية كلها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wmbsaep

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"