إعداد: راندا جرجس
يقضي مرض الزهايمر على قدرة المريض على التذكر والتركيز، حيث إن الإصابة تؤثر في خلايا الدماغ، وتُحدث تلفاً أو ضموراً تدريجياً في أجزاء المخ. وفي أواخر المراحل الأولى يفقد المريض التواصل العام مع من المحيطين به وخاصة الذين لا يراهم إلا على فترات بعيدة، وينسى الأماكن التي يضع بها أشياءه الخاصة، ولا يدرك عنوان المنزل الذي يعيش فيه، ويجد صعوبة في إيجاد المفردات أو الكلمات التي يعبر بها، إضافة إلى عدم معرفة الساعة، وأسماء فصول العام، والأرقام والألوان.
وفي المراحل الأخيرة يصل تلف خلايا أجزاء المخ إلى تدمير الفص الأمامي الذي يتحكم في التصرفات، والمشاعر والقدرات المعرفية، وفقدان الذاكرة واللغة وإشارات التحكم في الأفعال، ويكون المريض غير قادر على الحركة، ويعاني تبولاً لا إرادياً، وتبدأ التغيرات الدماغية في التأثير في الوظائف الجسدية، مثل: البلع والتوازن، والتحكم في وظائف الأمعاء والمثانة، وتزيد لديه فرص الإصابة بعدوى الإنفلونزا وحالات العدوى الأخرى، وتقرحات الفراش والإغماء والجفاف، والإمساك أو الإسهال، ومشكلات الفم والأسنان المزمنة، وسوء التغذية واستنشاق الطعام أو الشراب داخل الرئتين (الشفط).
ويعاني معظم مرضى الحالات المتقدمة من الزهايمر، الارتباك والتشوش وعدم الشعور بالأمان، ما يعرضهم للسقوط والكسور في أماكن متفرقة في الجسم. وتعد الإصابات الخطرة في الرأس الأكثر شيوعاً، وينجم عنها نزيف في الدماغ، كما يتسبب عدم السيطرة على مخارج البول في بعض الحالات في استخدام القسطرة، ما يزيد من خطر الالتهابات في المسالك البولية، ويزيد خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي عند الوصول إلى مرحلة عدم الإدراك واستنشاق بعض المواد الضارة التي تدخل إلى الممرات الهوائية وتؤذي الرئتين.
ومع تطور الزهايمر يعاني المريض عدم القدرة على العناية بنفسه، وأداء الأعمال اليومية حتى وإن كانت بسيطة، كما أنه يفضّل تجنب الاختلاط بالمجتمع، لزيادة شعوره بالخوف، ما يعرضه للاكتئاب والقلق. وفي بعض الحالات يتعرض المصاب لحدوث التهابات أو فيروسات في المخ، ما يؤدي إلى تدهور سريع للمريض.
ولعل أكثر المضاعفات قسوة هي عدم قدرة المصاب على إخبار الآخرين بشكوته في حال الشعور بالألم الجسدي، أو توضيح أعراض مرض آخر، أو الالتزام باتباع خطة علاجية بوصفة طبية، أو توضيح الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها.
