الوفاء بوفاء

00:34 صباحا
قراءة دقيقتين

كلّما خطت الإماراتية خطوة، حققت فيها نجاحاً في نقل أجمل صورة عن ابنة الإمارات الوفية لوطنها، والمتفانية التي لا تتوانى عن تقديم كل دعم لبلدها، بما فيه إقبالها على الخدمة الوطنية، وجدت من الدولة تثميناً وتكريماً ودعماً لا حدود لها، تتجاوز اللحظة الآنية لتدعمها بكل الوسائل حتى في المستقبل. 
مبادرة «هامَة» التي أطلقها مكتب التطوير الحكومي والمستقبل في حكومة دولة الإمارات، بالشراكة مع هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، في يونيو الماضي، شكل من أشكال تكريم المرأة، خصوصاً مجنّدات الخدمة الوطنية، حيث تسعى المبادرة إلى إبقاء هامات المجنّدات عالية، بتعزيز جاهزيتهنّ للمستقبل. 
هنّ تقدمن للتدرب على كيفية حماية الوطن وخدمته على أفضل وجه، تسلّحن بالإرادة وحملن السلاح، وتحصنّ بالوعي والمسؤولية، وبالتفاني في خدمة الوطن، فبادلتهم «هامة» الوفاء بوفاء، بتسليحهنّ بمهارات فكرية لا بدنية وعسكرية، مثل المهارات الرقمية والمهنية والإبداعية، ومنها الأمن السيبراني والبرمجة والذكاء الاصطناعي، والأتمتة وعلوم البيانات والابتكار، وتصميم الأفكار والتفكير الاستباقي، وريادة الأعمال وتطوير الذات، ومهارات التواصل وخدمة المتعاملين.. مهارات كثيرة تتبنّى المبادرة تدريب المجنّدات عليها، لتضمن لهنّ مستقبلاً مناسباً للعصر وللمرأة الإماراتية الوفية والمخلصة لوطنها. 
بهذه المبادرة ينتقل مفهوم الخدمة الوطنية إلى مرحلة متقدمة ومتطورة جداً في الإمارات، لا بدّ من أن تنعكس إيجاباً على كل فتاة تحلم بخدمة وطنها، فتشجّعها على التقدم بكل ثقة، والاطمئنان إلى الفوز ليس بحب الوطن لها؛ بل بدعمه ودعم المسؤولين والدولة لمستقبلها، وتحقيق أحلامها المستقبلية، بمجرد الالتحاق بالخدمة الوطنية. 
الوفاء بوفاء، هكذا تردّ الإمارات دائماً على أبنائها، ومن يمدّ لها يداً تمدّ له كل الأيادي، وتفتح أمامه الأبواب لتمشي معه نحو مستقبل أفضل. والمستقبل بالنسبة للدولة يجب أن يرتبط بكل متطلبات الحياة العصرية والعملية؛ لذلك لا تَترك المجنّدات يخرجن من معسكرات التجنيد، إلا وهنّ محصّنات بما يؤمن لهنّ حياة مهنية وعملية جيدة، بعد انقضاء مدة الخدمة الوطنية. 
دائماً تقدم الإمارات ما يجعلها مضرب المثل بين الدول المجاورة والمحيطة، القريبة والبعيدة، وهذه المبادرة التي لا تشبه غيرها من المبادرات، ترفع أسهم الإمارات عالياً، وتزيد تثمين أبنائها وتكريمها لهم، كما تزيد من تثمين العالم لهذه الدولة الدائمة الابتكار؛ الدولة التي تعلّم أبناءها دائماً كيفية التفكير خارج الصندوق، والابتكار في كل المجالات بجرأة وذكاء.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5amz48a3

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"