عادي
تحديات الحروب والمناخ وانعدام الغذاء تخيّم على الاجتماعات

غوتيـريس: الأزمـات تهـدد مستقبـل البشريـة

18:34 مساء
قراءة 3 دقائق
3
3

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس الثلاثاء، في افتتاح فاعليات الجمعية العامة السنوية من مخاطر «سخط عالمي في الشتاء»، في عالم «تشلّه» الانقسامات على الرغم من مخاطر الأزمات المتراكمة، من الحرب في أوكرانيا إلى الاحترار المناخي. وقال غوتيريس: إن «أزمة القدرة الشرائية تتفاقم، الثقة تتلاشى، التفاوتات تتزايد وكوكبنا يحترق»، مندداً بما وصفه بأنه «خلل هائل» يعيق التصدي للمشاكل، وإيجاد حلول ناجعة لها.

اعتبر الأمين العام أن «هذه الأزمات تهدد مستقبل البشرية ومصير الكوكب». ودعا الدول الغنية إلى فرض ضرائب على الأرباح الكبرى للشركات المنتجة للوقود الأحفوري وإلى إعادة توجيه (هذه الضرائب) بطريقتين: نحو البلدان التي تواجه خسائر وأضراراً من جرّاء الأزمة المناخية، ونحو الشعوب التي تواجه صعوبات في مواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة. وأشار إلى أن الشركات العاملة في قطاع الوقود الأحفوري التي تستفيد من أرباح متضخّمة من جرّاء الحرب الدائرة في أوكرانيا، عليها أن تخصص وقتاً أقل للإعلانات لتجنّب كارثة في مجال العلاقات العامة ووقتاً أكثر لتجنّب كارثة على صعيد الكوكب.

الأزمة الإنسانية

 قال غوتيريس: دعونا لا نخدع أنفسنا. نحن في بحر هائج. يلوح في الأفق سخط عالمي في الشتاء. وقال: إن العالم يحتاج إلى الأمل، ويحتاج بشكل أكبر إلى الفعل، مشيراً إلى ضرورة تحقيق الاستقرار في سوق الأسمدة الذي يعاني عدم توفر المنتجات، وارتفاع الأسعار حتى لا تكون مشكلة العام المقبل متعلقة بتوفر الغذاء ذاته. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، إلى خفض التوترات في العراق عبر عملية التهدئة لحفظ السلام والاستقرار، مشيراً إلى أن العالم حالياً في ورطة كبيرة والانقسامات تزداد عمقاً. وقال: إن الأزمات الإنسانية مستمرة، ولدينا عجز يقدر بنحو 30 مليار دولار. وحول أفغانستان، قال غوتيريس: إن الاقتصاد مدمر، ونصف السكان يواجهون المجاعة، فضلاً عن انتهاك حقوق الإنسان وخاصة المرأة والفتيات باستمرار.

هدنة اليمن

أشار غويتريس إلى أنه على الرغم من هشاشة الهدنة في اليمن، فإنها مستمرة، مضيفاً أنهم يحتاجون إلى عمل يرتكز على حقوق الإنسان في عالم يتوجب علينا تعزيز آليات الحوار والوساطة لخفض الانقسامات، مؤكداً عزم الأمم المتحدة على استخدام أفضل الوسائل الدبلوماسية، لإيجاد حلول سلمية لكل النزاعات والصراعات وفقاً لميثاق الأمم المتحدة.

وعلى مدى نحو أسبوع، يلقي نحو 150 رئيس دولة أو حكومة من كافة أنحاء العالم خطابات أثناء هذا الاجتماع السنوي الذي يُعقد للمرة الأولى حضورياً بعدما كان يُجرى عبر الإنترنت في العامين الماضيين، بسبب أزمة وباء كوفيد-19. وتقليدياً، يتحدث الرئيس الأمريكي في اليوم الأول من الاجتماع بما أن بلاده هي الدولة المضيفة لمقرّ الأمم المتحدة. لكن استثنائياً كما حصل في مناسبات نادرة جداً في الماضي، لن يلقي الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي حضر جنازة الملكة إليزابيث الثانية الاثنين في لندن، كلمته الثلاثاء، وأرجأها إلى الأربعاء.

 التضامن والاستدامة

من جانبه، شدد تشابا كوروشي رئيس الدورة ال 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة على الحاجة الماسة إلى التضامن والاستدامة والاستعانة بالعلم من أجل إيجاد الحلول لأصعب التحديات العالمية التي يعيشها العالم اليوم. وقال كوروشي في كلمته: «نحن بحاجة إلى الاستدامة لأننا مدينون لأطفالنا بترك عالم يمكنهم العيش فيه وبحاجة إلى العلم لأنه يقدم لنا دليلاً محايداً على أفعالنا».

ووصف كوروشي اجتماعات الدورة ال77 للجمعية العامة بأنها تأتي في أكثر اللحظات أهمية خلال العقود الأربعة الماضية؛ حيث يعيش العالم في حالات طوارئ إنسانية دائمة، من جرّاء تداعيات تغير المناخ من موجات حر وفيضانات وجفاف وفي ظل ارتفاع الأسعار العالمية التي تؤثر بشكل مباشر في نحو 70 مليون شخص على الأقل، وتركت أكثر من 300 مليون شخص بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية والحماية إلى جانب ما يشهده العالم من أزمات على الصعيد السياسي.

وأكد كوروشي أن اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ تمثل أداة لا تقدر بثمن ودعا إلى التفكير في تكرار نجاحها في مجالات المياه والطاقة والغذاء والتنوع البيولوجي، كاشفاً في هذا الصدد عن عزمه قريباً إطلاق سلسلة من المشاورات مع المجتمع العلمي لطلب مساعدتهم. وأعلن أن الدورة 77 للجمعية العامة ستكون أساسية في التحضير لقمة أهداف التنمية المستدامة في عام 2023، وقمة المستقبل في عام 2024.. وأشار إلى عملية تقييم الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمياه المزمع عقده العام المقبل ولأول مرة منذ عام 1977 مؤكداً إمكانية إحداث الفرق في حياة 2.1 مليار شخص يفتقرون إلى المياه النظيفة.

أزمة الغذاء 

في محاولة للاستجابة لمخاوف بعض الدول، نظم الأمريكيون والأوروبيون، اجتماعاً رفيع المستوى حول انعدام الأمن الغذائي وهو أحد تداعيات هذه الحرب التي تعانيها البشرية. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5dn8kz6c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"