عادي

الجفاف يقضي على حقول القطن في تكساس

20:19 مساء
قراءة 3 دقائق

واشنطن- أ.ف.ب

كان للجفاف الذي ضرب مناطق في الولايات المتحدة أثر كارثي على زراعة القطن في تكساس، ودمّر معظم إنتاج المزارع ساتون بايدج الذي لم يبق سوى 20% من القطن بحقوله الواقعة في تكساس.

ويقول بايدج: إن إنتاجه هذه السنة «لم يكن في أفضل حالاته»، ويصف كارثة حقيقية في منطقته الواقعة في شمال الولاية، مشيراً إلى أن جميع زملائه لن يحصدوا شيئاً من إنتاج القطن في حقولهم «العارية».

وتشكل تكساس مصدراً لنصف إنتاج القطن الإجمالي للولايات المتحدة التي تمثل المورّد الثالث من القطن عالمياً بعد الهند والصين. وسينخفض الإنتاج فيها بنسبة 58 في المئة، في حين سيصل على المستوى الوطني إلى أدنى مستوى له منذ عام 2015، بانخفاض 21 في المئة على أساس سنوي، بحسب أحدث أرقام تقديرية أصدرتها وزارة الزراعة الأمريكية.

وفي شمال غرب الولاية، حيث للقطن أهمية كبيرة وتندر المياه، قد تكون محاصيل عام 2022 «أحد أسوأ المحاصيل المُسجلة خلال السنوات الثلاثين الأخيرة»، وفق دارين هدسون، وهو أستاذ في الاقتصاد الزراعي لدى جامعة تكساس تيك. ومع احتساب العواقب المتتالية على بقية قطاع النسيج، أشار في آب/ أغسطس إلى أن الخسائر الاقتصادية التقديرية للمنطقة تبلغ ملياري دولار.

ويعمل لاندون أورمان (30 سنة) على مساحة تبلغ ألفي هكتار قرب أبيليني التي تبعد ثلاث ساعات غرب دالاس. إلا أن قطنه غير المروي «لم ينبت حتى»، بينما نبت ذلك المروي جزئياً، لكن يتوقع أن يكون محصوله أقل من المعتاد بمقدار النصف. ويشير إلى أن المحاصيل الإجمالية ستشهد انخفاضاً بنسبة 85% مقارنة بالإنتاج المعتاد سنوياً.

وعلى غرار كثيرين، يستفيد أورمان من تأمين على محاصيله، ولن يتكبد تالياً خسائر مالية فادحة. ويقول: «لكن كمزارع، أشعر بانزعاج كبير لعدم تمكني من زراعة القطن، فهذا ما أحب».

وضع محبط

وفي لوبوك التي تعتبر بمثابة عاصمة محلية للقطن، سجلت الأمطار التي تساقطت على مدى الأشهر الإثني عشر الفائتة، قبل قدوم أمطار متأخرة في آب/ أغسطس، معدلاً بلغ نصف المُسجَّل في العادة. ويقول ساتون بايدج (48 عاماً): «لم نشهد أي نقطة مطر بين كانون الثاني/ يناير وأيار/ مايو». وتسببت قلة الأمطار خلال فصلي الشتاء والربيع بجفاف الأرض في فترة الزراعة.

ويضيف: «شهدنا اعتباراً من أيار/ مايو أياماً تخطت فيها درجات الحرارة ال 37 درجة مئوية، فيما سجلت رياح بسرعة 50 كيلومتراً في الساعة، ما أدى إلى احتراق» المحاصيل كلها. وشهدت تكساس ثاني فصل صيف أكثر حرارة على الإطلاق. واضطر بايدج لأن يحرث 80% من حقوله المدمرة لتجنيبها الجفاف.

أما ال20% المتبقية من الأراضي، فيشير بايدج إلى أن محاصيلها محدودة وثمارها صغيرة. ويقول: «ننظر في ما إذا كان من المربح إجراء الحصاد، أو سيتعين علينا ببساطة تدمير المحاصيل».

ويضيف بايدج الذي يتولى أيضاً رئاسة جمعية منتجي القطن في منطقة رولينغ بلاينز: «الوضع محبط إلى حد ما، إذ نعمل بجد طوال السنة ونُعدّ حقولنا، ونضع الأسمدة، لكن لا تنمو المحاصيل».

أما باري إيفانز الذي يعتبر أن الجفاف المُسجّل هذه السنة كان تاريخياً، فلن يُحصَد من أراضيه البالغة مساحتها 800 ألف هكتار والواقعة قرب لوبوك سوى ربع المحاصيل المروية.

وتيرة متزايدة

ويقول إيفانز: «بصفتي مزارعاً بهذه الحقول في تكساس، أدرك أن هناك سنوات صعبة أحياناً، وهذا جزء من الحياة هنا»، مضيفاً: «لن ننسى عام 2011 بجفافه ومحاصيله السيئة».

وقد يكون حصاد سنة 2022 الذي ينتهي مع نهاية السنة أسوأ من محاصيل 2011. وهنا يُطرح السؤال التالي: هل الجفاف يحصل بوتيرة متزايدة؟

يقول عالم المناخ كورتيس ريغانتي من مركز أبحاث متخصص بالجفاف، إن المنطقة تشهد «ظروفاً أسوأ من تلك المُسجلة السنة الفائتة»، ويبدو أنها ستستمر طويلاً. لكنه يفضل أن يبقى حذراً وألا ينسب أسباب هذه الظاهرة إلى التغير المناخي الذي يتسبب بتكرار الظواهر المناخية الحادة وجعلها أكثر حدة.

ويقول مدير اتحاد مزارعي القطن في لوبوك كودي بيسنت: «شهدنا على مدى السنوات العشر الفائتة خمس أو ست سنوات من الجفاف كانت واحدة أو اثنتان منها كارثيتين».

ويتساءل المزارعون في ما بينهم بعد أن لاحظوا أن «الصيف كان حاراً جداً» ما إذا كانت وتيرة موجات الجفاف تتزايد، على ما يوضح باري إيفانز.

ويضيف أن هذا التساؤل يمثل «موضوعاً رئيسياً في النقاش».

ويرى المزارعون في تكساس، وهي الولاية التي تضم عدداً كبيراً من الأشخاص المشككين في ظاهرة التغير المناخي، أن ما يحصل في الواقع هو تكرار في الدورة المناخية. وفي انتظار أجوبة عن تساؤلاتهم، يحاول كل مزارع بأفضل ما يمكن أن يبقي أراضيه رطبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/9ckk8nxd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"