عادي

أضخم جرة فخارية في الإمارات بمتحف الشارقة للآثار

18:07 مساء
قراءة 3 دقائق
جرة مويلح
جرة مويلح

يستعرض متحف الشارقة للآثار أضخم جرة فخارية أثرية في الإمارات وسواحل الخليج العربي اكتُشفت في موقع مويلح؛ إذ يبلغ ارتفاعها 155 سنتيمتراً وقُطرها 141 سنتيمتراً، وقطر فوهتها 94 سنتيمتراً.
وتمكّنت البعثات الاستكشافية من العثور على الجرة مغروسة في أرضية قاعة اكتشفت ضمن مستوطنة تضم عدداً من المباني، ويعتقد المنقّبون أن الجرة صنعت داخل القاعة، نظراً لاستحالة إدخالها عبر بابها الصغير جداً، أو قد تكون جدران القاعة بُنيت حولها بعد تصنيعها. ولا يعرف ما إذا كانت الجرة استخدمت لتخزين الحبوب أو في طقوس لا تزال مجهولة.
وعبر هذه الجرة الفخارية، وعدد كبير من اللقى التاريخية، يفتح المتحف التابع لهيئة الشارقة للمتاحف نافذة تطلع الزوار على تاريخ موقع مويلح الأثري الذي كان جزءاً من طريق تجارة البخور مع جنوب شبه الجزيرة العربية، وبلاد فارس، وفيه عثر على مجموعة كبيرة من المقتنيات والكنوز الأثرية المهمة التي تعود إلى حقب زمنية سحيقة، وعصور مختلفة تصل إلى العصرين الحديدي والبرونزي.
وتعاقبت على موقع مويلح الذي يعتبر أحد المواقع الأثرية المتميزة في إمارة الشارقة، البعثات الاستكشافية في تسعينات القرن الماضي.
وكشفت البعثات عن أدلة مهمة حول حياة ومهارة الناس الذين سكنوا المنطقة بين 900 و600 قبل الميلاد، وأبدعوا في صياغة طرق حياتهم وأنماط مبانيهم.
ويدلل المنقّبون على مهارة الأقوام الذين سكنوا منطقة مويلح، من خلال مستوطنة كبيرة عثر عليها وتتكون من عدد من الأبنية التي شيّدت باستخدام قوالب الطين المجففة، ويحيط بها سور، وتضم مبنى إدارياً يشمل قاعة كبيرة تصل مساحتها إلى 10 أمتار في 12 متراً، ويحيط بها عدد من الغرف الملحقة.

الصورة
جرة مويلح

والقاعة تعد أكبر مكان مسقوف في الموقع، ووجدت جرة مويلح الكبيرة داخلها. ويكشف تصميم القاعة عن براعة ومهارة مصممه؛ إذ استخدم أربعة صفوف من الأعمدة يضم كل صف منها خمسة أعمدة لرفع السقف.
وتمكن المنقّبون من العثور على بقايا قواعد تلك الأعمدة المصنوعة من الحجر في مكانها على أرضية القاعة. أما الأعمدة ذاتها فهي مصنوعة من الخشب، وتُثبت ذلك البقايا المتفحمة المتناثرة على أرض القاعة.
وقالت منال عطايا المديرة العامة لهيئة الشارقة للمتاحف: «أدعو الجميع لمشاهدة هذه القطعة الأثرية الفريدة من نوعها والتي تُظهر المستوى المتميز لحجم إنجاز علماء الآثار والمتخصصين الذين قضّوا سنوات عدة في تجميع أجزاء متفرقة من الفخار، دون معرفة شكل الجرة النهائي في بداية الأمر».
وأضافت: «نشكر الفرق الأثرية العاملة في الإمارة والتي قدمت جهوداً جبارة؛ إذ جمعت قطع الجرة عبر حملات استكشافية عدة استمرت سنوات عديدة لتكشف لنا ماهية هذه القطعة الأثرية الغنية بالأسرار، والتي تحمل دلالات مهمة على تاريخ الإمارة العريق».
ويرجح علماء الآثار أن القاعة الضخمة كانت مركزاً إدارياً واقتصادياً للمستوطنة، يلتقي فيه أعضاء النخبة الحاكمة، وينظمون فيه الولائم لضيوفهم، لا سيما أنهم وجدوا بداخلها عدداً من المصنوعات الفخارية والبرونزية الأخرى، من بينها كأس فخارية وغطاء مبخرة فخاري له ثقوب وعليه تمثال صغير لثور، بينما عثروا في غرفة مجاورة للقاعة على أكثر من 30 جرة صغيرة ذات مصبات ربما كانت تستخدم في مراسم الضيافة.
ولا تعتبر قاعة مويلح الوحيدة من نوعها التي اكتشفت؛ إذ عثر على قاعات مشابهة ذات أعمدة في مواقع أثرية أخرى في الإمارات، من بينها الرميلة، وبدع بنت سعود، وفي البثنة ومسافي وتعود للفترة نفسها، وتتشابه في وظيفتها مع وظيفة المجالس التي تنتشر في الوقت الحاضر في مختلف أقطار شبه الجزيرة العربية، وتعد ملتقى للأهل والأصدقاء والضيوف.
واكتُشفت في الموقع كسرة فخار تحمل ثلاثة أحرف بالكتابة العربية الجنوبية (السبئية)؛ أي الكتابة الأقدم حتى الآن على مستوى الإمارات، وتعود للقرن السابع قبل الميلاد، وهي الفترة الزمنية التي طوّر خلالها نظام الأفلاج لريّ المحاصيل، ما يثبت رسوخ الاستيطان البشري في فترة العصر الحديدي ويجعل من منطقة مويلح شاهداً على العديد من الحضارات التي سكنت أرضها، ودليلاً على النشاط الاجتماعي والاقتصادي الذي شهدته في تلك الحقب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3bka693a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"