عادي
بداية الرفع التدريجي لطاقة المفاعل وصولاً إلى التشغيل التجاري

المحطة الثالثة في «براكة» تبدأ المرحلة التشغيلية

18:21 مساء
قراءة 5 دقائق
براكة
  • حمدان بن زايد: 

الإمارات سباقة في تأمين الطاقة واستدامتها
تأسيس جيل متميز في قطاع الطاقة النووية السلمية

  • محمد الحمادي: نمضي قدماً في توفير الطاقة الصديقة للبيئة 
  • علي الحمادي: زيادة طاقة المفاعل لإنتاج أول ميغاواط من الكهرباء

 

أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن بدء تشغيل المحطة الثالثة من محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة، بإمارة أبوظبي، من قبل شركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة، والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة، الأمر الذي يعد بداية الرفع التدريجي لطاقة مفاعل المحطة وصولاً إلى التشغيل التجاري بعد أشهر عدة.
ويبرز هذا الإنجاز الجديد التقدم الكبير الذي تم إحرازه خلال مسيرة تطوير محطات براكة الأربع، والتي تعد أول مشروع للطاقة النووية السلمية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل في العالم العربي، ويقوم بدور محوري في عملية تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في دولة الإمارات من أجل الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.

حمدان بن زايد

وتحقق هذا الإنجاز المتمثل في بداية تشغيل المحطة الثالثة في براكة بعد عام واحد من بداية تشغيل المحطة الثانية، بينما تتمثل الخطوة التالية في ربط المحطة الثالثة بشبكة الكهرباء الرئيسية في الدولة خلال الأسابيع المقبلة.
وفور تشغيلها تجارياً، ستضيف المحطة الثالثة ما يصل إلى 1400 ميغاواط أخرى من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية لشبكة كهرباء دولة الإمارات، الأمر الذي يعد ضمانة رئيسية لأمن الطاقة في الدولة وخطوة كبيرة إلى الأمام نحو مواجهة التغير المناخي، حيث توفر محطات براكة الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة للمنازل والأعمال والصناعات التقنية المتقدمة في جميع أنحاء الدولة، بينما تبرز الإنجازات المتتالية في براكة القدرات الكبيرة لدولة الإمارات في تطوير وإدارة المشاريع العملاقة.
وبهذه المناسبة أكد سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، أن المستجدات والتحديات التي يشهدها العالم، تؤكد صواب الرؤية بعيدة المدى للقيادة الرشيدة، ونهج صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في استشراف المستقبل ومتطلباته، خصوصاً في ما يتعلق بأمن الطاقة الذي يمثل صمام أمان وركيزة أساسية للتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن بداية تشغيل المحطة الثالثة من محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة، بإمارة أبوظبي، تؤكد نجاح جهود دولة الإمارات الرامية إلى تحقيق أهداف مبادرتها الاستراتيجية للحياد المناخي بحلول عام 2050 عبر تنويع مصادر الطاقة الصديقة للبيئة وتسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة على المستوى المحلي.
وقال سموه: «ساهمت محطات براكة التي تعد واحدة من أكثر المحطات النووية تطوراً في العالم خلال مراحل تطوير محطاتها الأربع، في تأسيس جيل متميز من المهندسين والمشغلين والمختصين الإماراتيين في قطاع الطاقة النووية السلمية، والتي تندرج ضمن قطاعات الطاقة الآمنة والصديقة للبيئة، حيث كان لهذا الجيل مساهمات كبيرة في تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي الذي بات نموذجاً لكل المشاريع المماثلة الجديدة على مستوى العالم، إلى جانب مواصلة دعم مسيرة التنمية المستدامة لدولة الإمارات لتحقق مستقبل أكثر ازدهاراً للأجيال القادمة».
وأضاف سموه: «إن انضمام المحطة الثالثة إلى المحطتين الأولى والثانية في المرحلة التشغيلية، يعزز أمن الطاقة على المستوى المحلي، ويؤكد استمرارية جهود الدولة في تطوير قطاع الطاقة النووية كمصدر استراتيجي للكهرباء الوفيرة والموثوقة والصديقة للبيئة، كما يعكس هذا الإنجاز حجم الجهود الاستثنائية التي بذلتها الكفاءات الإماراتية في ظل دعم القيادة الرشيدة لمواصلة إنجاز المشروع وفق الجدول الزمني المعتمد، مع اتباع أعلى المعايير والممارسات المعتمدة دولياً، لترسيخ المكانة الريادية العالمية لدولة الإمارات في قطاع الطاقة».
وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان «إنجاز جديد تحقق على أرض براكة، يسهم في تطوير اقتصاد خالٍ من الانبعاثات الكربونية، ويضمن لدولتنا حاضراً مزدهراً، ولأجيالنا مستقبلاً واعداً في إطار النهضة الشاملة».
وقال محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: «إنجاز مهم وجديد تحقق اليوم خلال مسيرة تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي، حيث نمضي قدماً في توفير الطاقة الصديقة للبيئة ذات الأهمية الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تقوم محطات براكة بدور ريادي في عملية خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في الدولة، إلى جانب إنتاج كميات وفيرة من الكهرباء على نحو مستدام من أجل تلبية النمو والطلب المتزايد على الطاقة».
وأضاف الحمادي: «لقد طورت دولة الإمارات برنامجاً نووياً سلمياً وفق أعلى المعايير العالمية يعتمد على التبادل المستمر للدروس والخبرات مع قطاع الطاقة النووية العالمي، الأمر الذي جعل من محطات براكة نموذجاً يحتذى به من قبل المشاريع الجديدة على مستوى العالم. وبفضل القرارات المدعومة بالحقائق والبيانات الدقيقة التي اتخذتها القيادة الرشيدة، تم ترسيخ محطات براكة كنموذج مرجعي في ما يخص تطوير وإنجاز مشاريع الطاقة النووية الجديدة حول العالم».
وتابع الحمادي: «بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، تسهم محطات براكة، وعلى نحو كبير، في ضمان أمن الطاقة واستدامتها للدولة، على حد سواء، خلال أزمة الطاقة التي يواجهها العالم، ما يسلّط الضوء على دور الطاقة النووية المحوري في ضمان أمن الطاقة والاستدامة معاً»، لافتاً إلى أن «إنجاز وتطوير محطات براكة هو البداية فقط، حيث تعد مجالات الابتكار والبحث والتطوير المفتاح لضمان تحقيق أهداف البرنامج النووي السلمي الإماراتي على النطاق الأوسع».
وتمكنت «نواة» التابعة للائتلاف المشترك بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو)، من إتمام برنامج الاختبارات الشامل، وعلى نحو آمن قبل بدء تشغيل مفاعل المحطة الثالثة في براكة، حيث تمت هذه الاختبارات في ظل الإشراف المستمر من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وكذلك مراجعة ما قبل بداية التشغيل من قبل الرابطة العالمية للمشغلين النوويين والتي سبقت صدور رخصة التشغيل للمحطة من قبل الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، لضمان الالتزام بأفضل الممارسات العالمية في قطاع الطاقة النووية.
وتعليقاً على هذا الإنجاز، قال المهندس علي الحمادي، الرئيس التنفيذي لشركة نواة للطاقة: «نهنئ فرق العمل المكونة من الكفاءات الإماراتية المؤهلة والخبرات العالمية على بدء التشغيل الآمن لثالثة محطات براكة ضمن المحطات الأربع، الذي يعد إنجازاً مهماً، حيث تعمل الفرق المختصة على زيادة طاقة المفاعل وتوليد المزيد من الحرارة، تمهيداً لإنتاج أول ميغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية من المحطة الثالثة، وفقاً للوائح المحلية والمعايير الدولية».
وأضاف الرئيس التنفيذي لـ«نواة»: «يعد بدء تشغيل مفاعل المحطة الثالثة دليلاً واضحاً على أن كفاءاتنا الإماراتية التي تعمل جنباً إلى جنب مع الخبراء والمنظمات الدولية، طورت القدرات الكفيلة بتشغيل ثلاث محطات للطاقة النووية بشكل متزامن وآمن وموثوق. ونتطلع إلى ربط ثالث محطات براكة بشبكة الكهرباء في دولة الإمارات، حيث نواصل العمل من أجل توفير ما يصل إلى 25% من الطلب على الكهرباء في دولة الإمارات».
وفي مرحلة بداية التشغيل يبدأ مفاعل المحطة الثالثة بإنتاج الحرارة باستخدام عملية الانشطار النووي، حيث تستخدم هذه الحرارة لتوليد البخار وتدوير التوربينات لإنتاج الكهرباء. وبالاستفادة من الخبرات المكتسبة خلال بدء تشغيل المحطتين، الأولى والثانية، أجرى فريق تشغيل المفاعلات المؤهل والمعتمد العديد من اختبارات السلامة بعد تحميل الوقود في مفاعل المحطة الثالثة في وقت سابق من هذا العام 2022. وفي الأسابيع المقبلة، سيتم ربط المحطة الثالثة بشبكة الكهرباء الرئيسية في الدولة وسيواصل فريق التشغيل عملية الرفع التدريجي لمستويات الطاقة في المفاعل والتي تعرف باسم اختبار الطاقة التصاعدي، إلى حين الوصول إلى طاقة المفاعل القصوى بالتزامن مع استمرار الاختبارات بما يتماشى مع المتطلبات الرقابية المحلية، وأعلى المعايير العالمية الخاصة بالأمن والسلامة والجودة.
وام

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/8a9eatye

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"