عادي

بوتين يصعّد في أوكرانيا.. وشي لن يتخلى عن «صديقه القديم»

15:40 مساء
قراءة 3 دقائق
الرئيسان الصيني والروسي شي وبوتين (أ ف ب)
قال خبراء إنه من غير المرجح أن يتخلى الرئيس الصيني شي جين بينغ عن «صديقه القديم» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى مع قرار الأخير الخاص بإرسال آلاف من القوات الإضافية إلى أوكرانيا وتهديداته النووية، مشيرين إلى شراكة «بلا حدود» مع موسكو.
وأوضح الخبراء أن الصين ستواصل، موقفها الغريب الداعي إلى الحوار والحل السلمي، بينما ترفض إدانة العملية الروسية في أوكرانيا.
وأبلغ وزير الخارجية الصيني وانغ يي نظيره الروسي سيرغي لافروف، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الخميس، أن الصين تتمسك بموقف موضوعي وعادل.
وزاد التقارب بين شي وبوتين في السنوات الأخيرة، في ظل غياب ثقة الطرفين في الغرب. وأعادا تأكيد شراكتهما قبل أيام فقط من العملية الروسية في أوكرانيا. إلا أن الصين تحرص على عدم تقديم أي دعم مادي مباشر قد يتسبب بفرض عقوبات غربية عليها.
واعترف بوتين بتلك القيود الأسبوع الماضي، عندما التقى الرجلان في أوزبكستان للمرة الأولى منذ بدء الحرب؛ إذ وصف شي بأن لديه أسئلة ومخاوف بخصوص الوضع في أوكرانيا، وأشاد بموقفه «المتوازن».
وقال هنري وانج هوياو، مؤسس (مركز الصين والعولمة) ومقره بكين: «لا أتصور كيف يمكن أن يتغير الموقف... الصين لا تدعم الحرب، ولا تدعم الصراع، كان هذا واضحاً للغاية منذ البداية».
وتقول روسيا إن ما تقوم به في أوكرانيا عملية «خاصة» تهدف إلى تقويض القدرات العسكرية لجارتها واجتثاث من تصفهم بالقوميين الخطِرين.
وعلى الرغم من أن الصين ربما كانت تأمل في حرب قصيرة، فإن تحركات بوتين في ميدان المعركة في أوكرانيا، من غير المرجح أن تثير قلق بكين أو أن تغير الطبيعة الراسخة لعلاقة البلدين، بحسب محللين. ويظل العامل المتحكم في مجريات الأمور هو الجغرافيا السياسية، بما في ذلك تنافس بكين مع واشنطن.
ومن المرجح أن يتعزز التعاون الاقتصادي بين الجارتين العملاقتين؛ حيث تستفيد الصين بإمدادات طاقة أكثر وأرخص، بينما تعوض روسيا الخسائر الناجمة عن الحظر المفروض من جانب الاتحاد الأوروبي.
وقال ستيف تسانغ، مدير معهد الصين في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بلندن: «الأمر الأكثر أهمية لشي هو ألاّ يفشل بوتين أو أن يتسبب الغزو في فوضى قد تلحق أضراراً جانبية بالصين، لا سيما في المجال الاقتصادي... فالمحرك الرئيسي في سياسة شي الخارجية هو وضع الصين في المرتبة الأولى».
  • البقاء بعيداً عن الفوضى
وقدمت وسائل الإعلام الصينية الرسمية، تغطية مقتضبة لخطاب بوتين الأخير، حتى بعدما تسبب باضطراب الأسواق العالمية وأثار إدانات القوى الغربية. إلا أن التصريحات حظيت بمناقشة مستفيضة بين رواد منصة «ويبو» الصينية، الشبيهة بـ«تويتر»، تراوحت بين الدعم والصدمة والانتقاد دون أن تقوم الجهات الرقابية بحذفها.
وقال يوان جينغ دونغ، الأستاذ المساعد في جامعة سيدني والمتخصص في السياسة الدفاعية والخارجية الصينية، إنه يتوقع أن تواصل الصين السير على الخط الرفيع المتمثل في الامتناع عن انتقاد روسيا علانية وعدم إظهار التعاطف مع أوكرانيا، بينما تمتنع في الوقت نفسه وقدر الإمكان عن دعم ما يقوم به بوتين.
وأضاف: «بما أن مستشار بوتين للأمن القومي كان في الصين عندما أصدر بوتين هذا الإعلان، فقد يكون هناك بعض الطمأنة من الصين لروسيا بشأن أهمية العلاقات الثنائية، لكن أيضاً إشارة واضحة لما يمكن لروسيا أن تتوقعه فعلياً من الصين».
وتابع: «في هذه المرحلة، يبدو أن خيار بكين هو البقاء بعيداً عن الفوضى والخطر المتزايد الذي يسببه الغزو الروسي». (رويترز)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2b5yhptu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"