حكايا البحر

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

أشكال أدبية عدة، وفنون شعبية متنوعة، ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالبحر في مختلف ثقافات شعوب العالم بشكل عام، وفي ثقافة شعوب دول الخليج العربية على وجه التحديد، كونه مصدر رزقهم الأول حين كانت أرضهم شحيحة الأمطار، وتنتشر فيها القفار، وأشجارهم قليلة الثمار، ما دفع أناسها للهروب من وسطها للإقامة على سواحلها، وهناك كان البحر خير جار لهم، أكرمهم وأنعم بخيراته عليهم.
وتشكلت علاقة تاريخية بينهم وبين البحر، ولأن التاريخ كانت جذوره المرويات سواء شعراً أو نثراً، فكان لا بد لهذا البحر أن يروى، سواء حقت الرواية أو لفقت، ففي كل منها متعة وعبرة وعظة ومعلومة وفائدة، وفوق كل ذلك بها تاريخ يجب أن يحفظ.
في الدورة الثانية والعشرين من ملتقى الشارقة الدولي للراوي - الذي يحظى منذ انطلاقته الأولى برعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، – تعود حكايا البحر لتجمع التاريخي والخرافي في قاعة واحدة بين دفتي كتاب منشور، أو قاص بين الحضور يجول، أو ندوة تناقش ما للبحر في الأدب من دور، أو ورشة تغذي العقول.
هذه الدورة لها ارتباط وثيق بمختلف شرائح المجتمع، فكل منا له مع البحر حكاية، وللبحر في سكونه أو هيجانه إثارة، فذاك أكثر ما يميزه ويميز كل ما يرتبط به بداية من لونه واتساعه إلى لججه وأعماقه، وانطلاقاً مما يحمل على ظهره وصولاً إلى ما يكنز في بطنه، وعلى الرغم من طعم مائه الأجاج، فإن مجرد النظر إليه يطيب المزاج، هو البحر لا يختصر في رواية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y3rmjwnh

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"