حلم شباب العرب

لا أحد يمكن أن ينكر أو يتجاهل، ما للشباب من أهمية ودور مميّزين كبيرين، في صناعة مستقبل الشعوب والدول، فهم الطاقة التي لا تهدأ، وهم التجدّد والأمل والحياة المشرقة، فعليهم تنعقد الآمال بالغد الأكثر سعادة، لرسم مستقبل عملي، ينبض بالتجدّد والإشراق.
عن هذه الفئة المهمة والأساسية في أي مجتمع، كشفت «أصداء بي سي دبليو» شركة استشارات العلاقات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نتائج استطلاعها السنوي الرابع عشر لرأي الشباب العربي 2022، الذي حمل عنوان «بداية حقبة جديدة»، ويعدّ المسح الأشمل من نوعه للشريحة السكانية الأكبر في المنطقة التي تضم أكثر من 200 مليون شاب وشابة. 
هؤلاء المعوّل عليهم قيادة مستقبل هذه الأمة التي تعجّ كثير من بلدانها بالمشكلات والتحديات، بيّنوا أنّهم واعون تماماً لها، ومستعدون للعمل على إنهائها وتذليلها، بما يخدم شعوب هذه المنطقة، وأكّدوا في الاستطلاع الذي شمل خمسين مدينة عربية في سبع عشرة دولة، أنهم يحاولون الهجرة من بلدانهم التي تعاني اقتصاداتها ولا تسير في الاتجاه الصحيح.
وهذا ما أكده صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تعليقاً على هذا الاستطلاع؛ حيث قال: «إن الاقتصاد قبل كل شيء وهو كل شيء». 
وفي الاستطلاع جاءت دولة الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً التي يرغب الشباب العربي في العيش فيها. والسبب بكل وضوح وشفافية، أن هذه الدولة الراقية بكل معنى الكلمة، بقيادتها الرشيدة، أفسحت في المجال لجميع من يرغب في العيش فيها، واكتساب الرزق النظيف، وأمّنت لهم سبل الحياة الآمنة الكريمة التي تجعل الخوف من المفاجآت المؤلمة أمراً بعيداً.
وهذا يعني أن هذه الدولة تعمل كل ما بوسعها، لتكون موئلاً لشباب المستقبل؛ لأن «حركة الناس بعيداً عنك أو باتجاهك هو التصويت الأكبر والأصدق على نجاح تجربتك، هذه رسالتي لجميع الحكومات»، كما قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد. 
ومن هنا ينبغي فهم أفكار الشباب أولاً لفهم العالم العربي، والاهتمام بهم يعني التحضير الجيد للمستقبل، لأنهم صنّاعه الحقيقيون، بما يفكرون فيه أو ما يعملون عليه لإثراء خبراتهم وعلومهم، بما يعزّز علومهم لبناء أوطانهم البناء الصحيح، والتخلّص من المعوّقات التي تقف في طريقهم. 
[email protected]