عادي

هشام سليم يرفع «الراية البيضاء» أمام السرطان

13:17 مساء
قراءة 4 دقائق
هشام سليم

القاهرة: أحمد إبراهيم

خيم حزن كبير على الوسط الفني بعد وفاة الفنان الكبير هشام سليم، الذي شيعت جنازته أمس، عن عمر ناهز 64 عاماً بعد صراعه مع مرض السرطان، وهو نفس المرض الذي عاناه والده الراحل لاعب كرة القدم والممثل صالح سليم، قبل 20 سنة.

كان الفنان الراحل علم بإصابته بمرض السرطان قبل عدة أشهر، غير أنه تعامل مع الأمر بهدوء، مشيراً إلى أن والده، رئيس النادي الأهلي الأسبق، كان تعامل مع خبر إصابته بالسرطان بمنتهى الهدوء، كما قضى فترة تعبه الأخيرة وسط عائلته دون أن يشتكي على الرغم من صعوبة تلك الفترة في حياته، وهو ما فعله هشام في فترة مرضه الأخيرة، والتي شعر الجمهور خلالها بالقلق والخوف عليه، كأنه فرد من كل أسرة مصرية وعربية، لكن جاء تعليق الفنان الكبير ليحمل من القوة والصبر ما يتوافق مع شخصيته وصفاته وما يطمئن جمهوره، حيث قال: «راضٍ بقضاء الله والحمد لله، كل اللي يجيبه ربنا كويس، وأنا بخير لحد دلوقتي، السرطان بقى عادي بالنسبة لأمراض تانية مثل «كورونا» اللي بتموت الناس في 3 أيام».

بهذا الصبر والقوة والثبات والبساطة وبروح الفتى المتمرد الذي أحبه الجمهور من أول مشهد في حياته قرر هشام سليم أن يقاوم المرض ولا يستسلم أو يرفع «الراية البيضاء»، حتى هزمه المرض وتدهورت حالته بشكل كبير، ورحل في هدوء.

عرف الجمهور هذا الفنان وأحبه في عام 1972 وهو في سن الرابعة عشرة، مع أول ظهور له في فيلم «إمبراطورية ميم» مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، مجسداً شخصية «مدحت» الابن المراهق، الذي عبر عن مشاعر ملايين المراهقين في مثل سنه، وأشار هشام في وقت لاحق، إلى أن النجمة الكبيرة فاتن حمامة، هي السبب في دخوله عالم الفن، حيث كانت الصديقة المقربة من الأسرة، وهى أول من اقترحت أن يشارك معها في فيلم «إمبراطورية ميم»، وكانت السبب في دخوله الفن، بل وأثرت في مسيرته الفنية، مشيراً إلى أن مصيره كان يمكن أن يتغير لو لم تكن فاتن حمامة صديقة الأسرة.

أدوار ناجحة

منذ ذلك الحين ارتبط به الجمهور وشعر بأنه ابن لكل أسرة، حيث راح الجمهور يتابع هذا الفتى وهو يكبر أمام عينيه، ليشارك بعدها في فيلم «أريد حلاً» مع سيدة الشاشة أيضاً، ليختاره بعدها المخرج العالمي يوسف شاهين ليجسد شخصية «إبراهيم» في فيلم «عودة الابن الضال»، وبعدها غاب هشام حيث قام بدراسة السياحة والفنادق والتي تخرج فيها عام 1981 ثم درس الفن في الأكاديمية الملكية في لندن من خلال دراسات حرة ودرس اللغة الفرنسية، ليظهر بعدها مجدداً في مرحلة الشباب ويخطف الأنظار في فيلم «تزوير في أوراق رسمية»، ثم توالت أدواره ليبدع في كل مرحلة من مراحل عمره بهدوء وسلاسة وبلا ضجيج، يختار أدواره بعناية ويجسدها ببراعة وإتقان وسهولة وصدق، حيث دخل القلوب حين جسد شخصية «عادل البدرى» بكل تحولاتها في مسلسل «ليالي الحلمية»، واستفز المشاعر وهو يجسد شخصية «بهلول» الابن الوصولي العاق في فيلم «الأراجوز» أمام النجم العالمي عمر الشريف، وصدقه الجمهور وأحبه وهو يجسد شخصية «هشام أنيس» الشاب المثالي صاحب المبادئ في مسلسل «الراية البيضا»، ولفت الأنظار كثيرا حين جسد شخصية «محسن الشاذلي» الشاب المدلل في مسلسل «هوانم جاردن سيتي»، وشعر الجمهور بما يحمله من مشاعر واقعية وحقيقية وهو يجسد شخصية «حسنى النعماني» الشاب المتعلم شقيق الأسطى «حسن» في مسلسل «أرابيسك»، وأدرك أن بهذا الفنان طاقات وإمكانيات ومواهب فنية لم تستغل بعد حين شاهده يتقن أدواره الاستعراضية، يغنى ويرقص في عدد من الأعمال، منها مسرحية «شارع محمد علي» وفيلم «يا مهلبية يا»، و فوازير «خد وهات»، ليفاجئ الجمهور مجددا بقدرته على تجسيد شخصية ابن البلد أو الفلاح والعمدة في مسلسل «المصراوية» الذى جسد فيه شخصية العمدة «فتح الله االحسيني» أو شخصية «شمس الدين عاشور الناجي» في السيرة العاشورية من مسلسل «الحرافيش»، ويصل إلى قمة النضج الفني حين قام بدور رجل المخابرات في مسلسلي «هجمة مرتدة» و«كلبش»، وغيرها عشرات الأدوار المتنوعة، وخلال فترة التسعينات شارك في الكثير من الأعمال منها، فيلم «إسكندرية كمان وكمان»، فيلم «قسمة ونصيب»، فيلم «الخادمة»، فيلم «اللعب مع الشياطين»، فيلم «الجبلاوي»، فيلم «السجينة 67»، فيلم «الهجامة»، مسلسل «ومازال النيل يجري»، فيلم «أرض الأحلام»، فيلم «كريستال»، فيلم «قليل من الحب كثير من العنف»، مسلسل «أهالينا»، فيلم «ميت فل»، فيلم «يا دنيا يا غرامي»، مسلسل «هوانم جاردن سيتي» بجزأيه الأول والثاني، مسلسل «امرأة من زمن الحب»، مسلسل «خيانة» وفيلم «جمال عبد الناصر».، ليرحل بعد أن قدم آخر أعماله في موسم دراما رمضان الماضي من خلال مشاركته بمسلسل «هجمة مرتدة» أمام الفنان أحمد عز.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9echac

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"