عادي

تعرف إلى كتاب «صعود الإمبراطوريات»

22:44 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة - «الخليج»

تغير مناخ كارثي، وانهيار أنظمة عالمية، هو ما يُنبأ به أحدث كتب د. ألِفرد وُليَم مَكوي To Govern the Globe المترجم للعربية بعنوان «بهدف التحكم بالعالم: صعود الإمبراطوريات والتغيرات الكارثية»، ويتناول هذا العمل صعود الإمبراطوريات وسقوطها خلال الخمسمئة سنة الأخيرة، إلى جانب فضح جرائمها ضد الإنسانية. هذا الكتاب محاولة للنظر إلى الوراء في الماضي للتعرّف إلى الاتجاهات الأساسية

والأعمق، التي شكلت الحاضر، والتي ستؤثر في المستقبل. يحتوي الكتاب الذي صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون على قصص عشر امبراطوريات حديثة في صعودها وسقوطها.

الكتاب من ترجمة وتقديم د. محمد جياد الأزرقي، وتمت المراجعة والتحرير في مركز التعريب والبرمجة في بيروت.

يعتبر د. ألِفرَد وُليَم مَكّوي مؤرخاً لدول جنوب شرق آسيا وأحد أبرز العلماء في العالم بشأن إساءات السلطة ومراقبتها وقمعها وكشف تاريخ تطوّر التعذيب الذي تجيزه أميركا وبعض دول العالم. ويعتبر هذا الكتاب من أحدث مؤلفاته وهو عمل أكاديمي هائل يمتد على قوس مذهل من تاريخ العالم، تمكّن صاحبه من استخلاص التاريخ المعقد لصعود إمبراطوريات العالم وسقوطها في قصة مبهجة ومرعبة في ذات الوقت.

يطرح عمل مَكّوي الاستفزازي أسئلة استقصائية حول قدرتنا العالمية على أن نكون بشراً وفرصنا الجماعية للنجاة، خاصة مع اندلاع حروب باردة جديدة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين. كتابات مَكّوي وفضحه لجرائم الإمبراطوريات الاستعمارية في التقتيل الدموي والتخريب وتشريد الملايين من الناس داخل أوطانهم أو الفرار منها، دليل لا غنى عنه للتعامل مع الرعب المزدوج وكارثة المناخ والأوبئة المتعددة، حسب قول كاثي كيلي، ناشطة السلام والمنسقة المشاركة لحملة منع استخدام الطائرات المسيَّرة. وفي مشرقنا العربي علّق أحد المحُللين بالقول، «أضاعت الولايات المتحدة إثر الحرب العالمية الثانية فرصة ذهبية لوضع أسس عالم أقلّ خطورة، وأظهرت ضعفاً واضحاً في فهم العالم الذي لا يمكن إدارته بفرض الزي الموحّد على مجتمعات مختلفة، بعضها له حضارات وقيم وعطاءات قديمة قدم التاريخ»، وهذا لا يعني أنَّ المسؤولية تقع عليها وحدها. هناك مسؤولية بالتأكيد على أيتام الإمبراطوريات السابقة المسجونين في خرائط «ضيقة». يواجه عالمنا خطراً مفتوحاً على أهوال كثيرة. «عالم يسمح أن نتخيَّل الرئيس شي جِين بينغ يفاجئ العالم بما عجز الرئيس ماو عن تحقيقه، وهو استعادة تايوان بالقوة العسكرية، إذا اقتضى الأمر بوضع العالم أمام الجدار وفي عين الزلزال».

يصلح هذا الكتاب أن يكون مادة للتدريس الجامعي في أقسام التاريخ والسياسة والاقتصاد وعلوم البيئة والمناخ وهندسة تخطيط المدن. كما تأتي ترجمته فرصة مواتية لتوعية القارئ العربي كي لا يُخدع بأكاذيب وإدّعاءات حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية الزائفة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3jvpcpfv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"