عادي
توفر خيارات عديدة لممارسة الأعمال بحرية

الـ«فري لانس».. رهان الإمارات لاستقطاب جيل جديد من أصحاب العمل الحر

22:18 مساء
قراءة 5 دقائق
دبي: حمدي سعد

أجمع خبراء في قطاع التوظيف وأنظمة العمل الجديدة أن دولة الإمارات تتصدر إقليمياً كوجهة أولى لممارسة واستقطاب أصحاب العمل الحر، بسبب منظمة التأشيرات الجديدة ورخص ممارسة الأعمال، لا سيما لأصحاب الخبرات والمبدعين، ما يسهم في استقطابهم من جميع أنحاء المنطقة والعالم.

وقال خبراء ل«الخليج»، إن دولة الإمارات وفرت مؤخراً خيارات عديدة لممارسة الأعمال بحرية دون التقيد بالعمل تحت مظلة مؤسسة أو شركة محددة، إضافة إلى منح إقامات طويلة ومرنة لممارسة الأعمال، فضلاً عن السماح لعائلات أصحاب العمل بالإقامة داخل الدولة، والتمتع بكافة امتيازات المقيمين.

وأشار الخبراء إلى أن سوق العمل في العالم قد شهد خلال أزمة «كوفيد 19»، تغيرات كبيرة، أهّلت قطاعات عديدة للعمل عن بعد، والحصول على فرص عمل عديدة عبر منصات رقمية، مؤكدين أن دولة الإمارات نجحت باقتدار في إنجاز الأعمال عن بعد في القطاعين الحكومي والخاص، بفضل استثمارات الدولة في قطاع الاتصال، وتقنية المعلومات، على وجه الخصوص.

 

الصورة
1

 

  • مسار مهني مرن

وقالت عُلا حداد، المديرة الإدارية للموارد البشرية في بيت دوت كوم: «شهدت الأعمال الحرة في المنطقة إقبالًا منقطع النظير خلال السنوات القليلة الماضية، حيث يتوجّه المهنيون بشكل متزايد لتطوير مسار مهني مرن، يتوافق مع أنماط حياتهم وشغفهم واهتماماتهم، ورغبة منهم في استكشاف مجموعة أكبر من الفرص على نحو مغاير لأساليب العمل التقليدية».

  • التسويق والتكنولوجيا الأعلى

وأضافت حداد، بحسب استبيان «العمل الحر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» الذي أجراه «بيت دوت كوم»: «صرّحت 7 من 10 شركات في المنطقة بأنها تخطط لتوظيف عاملين بشكل حر خلال 2022، مع ظهور قطاعي التسويق الرقمي (37%)، وتكنولوجيا المعلومات (20%)، كالأكثر ازدهاراً للعاملين بشكل حر».

وأشار الاستبيان إلى أن 78% من المهنيين يخططون للقيام بمزيد من الأعمال الحرة خلال 2022، حيث تمثلت أهم العوامل التي تدفعهم لدخول هذا المجال في كسب دخل إضافي (40%)، واستكشاف مزيد من فرص العمل (23%).

  • الإقامات المرنة

وعن الفرص التي توفرها دولة الإمارات لاستقطاب أصحاب الأعمال الحرة من جميع أنحاء العالم قالت: «تعد دولة الإمارات من أكثر الوجهات جاذبية للمهنيين عبر كافة أنحاء العالم، فهي دائماً ما تصدر قوانين وتأشيرات جديدة بهدف دعم المواطنين والمغتربين. ومع اجتياح مفهوم العمل الحر للمجتمعات خلال السنوات القليلة الماضية، كانت الإمارات سبّاقة إلى توفير التسهيلات والدعم المطلوب لأصحاب الأعمال الحرة، مثل توفير رخص العمل الحر والإقامات المرنة، والذي بدوره ينعكس إيجاباً على اقتصاد الدولة، وما يترتب عليه من زيادة في فرص العمل».

وقالت حداد: «حسب الاستبيان، تشمل القطاعات الأكثر ازدهاراً لأصحاب الأعمال الحرة في عام 2022، التسويق الرقمي (37%)، وتكنولوجيا المعلومات (20%)، وخدمة العملاء (12%)، والمحاسبة والخدمات المالية والمصرفية (12%)، والموارد البشرية والتوظيف (10%)، وتصميم الجرافيك (10%)».

  • تحديات

أما عن التحديات المرتبطة بالأعمال الحرة فأوضحت حداد: «حسب الاستبيان كذلك، فإن العمل الحر لا يخلو من بعض التحديات التي تشمل انعدام الأمن الوظيفي (55%)، وراتباً أقل من الوظائف بدوام كامل (19%)، وعدم وجود مزايا إضافية (17%)، وفرصاً أقل للحصول على ترقية (9%)».

  • مليون موظف حر في المنطقة

وقال أزيم زينول بهاء - الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتجات لمنصة «آوتسايزد»: «وفقاً لـ«آوتسايزد»، يعمل نحو 20 مليون موظف محترف على مستوى العالم لحسابهم الخاص حالياً، ونحو مليون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحدها».

وأضاف: «تتوقع العديد من الشركات أن يعمل 15 إلى 30% من موظفيها على مشروع معين ولحسابهم الخاص في المستقبل، بدلاً من موظفين بدوام كامل، وهو ارتفاع من النسبة الحالية التي تقل عن 5%».

وأوضح بهاء، أن تقرير «المهارات المرنة 2022» اعتمد على بيانات تم جمعها من منصة «آوتسايزد»، ولخّص مجموعة المهارات التي يتطلبها العملاء، ومع استمرار منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الابتعاد بصورة واعية ومدروسة عن الاعتماد الكلي على النفط، تصدّر التحول الرقمي والأتمتة المقدمة، لا سيما مع ما يشهدانه من تقبل كبير على نطاق واسع باعتبارهما محورين رئيسيين للثورة الصناعية الرابعة، ومع الإشارة إلى البيانات على أنها النفط الجديد.

وقال: «لدعم هذه الخطوة الكبيرة، بدأت الحكومات بالاستثمار بشكل كبير في تنمية المهارات والبنية التحتية وتهدف مبادرة الصناعة 4.0 إحدى المبادرات التي نفّذتها حكومة الإمارات، لاستشراف الثورة الصناعية الرابعة».

الصورة
1

 

  • القوى العاملة الافتراضية

وأوضح بهاء أن الشركات تحتاج إلى التركيز بشكل أكبر على مجموعة المهارات المرنة، وكيفية إدارتها على أحسن وجه لتصبح شركات رشيقة وناجحة في أسواق اليوم شديدة التنافسية. ولتحقيق ذلك، بادرت المؤسسات بتبنّي منهجية مبتكرة لإدارة القوى العاملة الافتراضية والموزعة فيها، مع دمج مواهب «العمل الحر» المرنة من جميع أنحاء العالم في فرق الشركة، لتعزيز استفادة الشركة من مهاراتهم وتقليل تكاليف الشركة بصورة أكبر، والحد من مساحات المكاتب الرئيسية للشركات، إضافة إلى العمل بسرعة أكبر وبشكل أكثر رشاقة ومرونة.

ومن جهة أخرى، نظراً للتحول الهائل الناجم عن التحديث السريع والمبادرات التي نفذتها الحكومات في المنطقة لتسريع التحول الرقمي، تتوجه العديد من الشركات بصورة مدروسة ووعي كبير، نحو نماذج العمل المرنة هذه، لمعالجة النقص المزمن في المهارات.

  • إغلاق فجوة المهارات

وأشار بهاء إلى أنه وفقاً لاستبيان أجرته شركة «ماكينزي» لعام 2021، أفاد 58% من المشاركين في الاستبيان بأن إغلاق فجوة المهارات، قد أصبح من الأولويات الرئيسية منذ بداية الوباء. أما تقرير «برايس ووتر هاوس كوبرز» عن المنطقة، فقد وجد أن فجوة المهارات تؤثر سلبياً في نمو 3 من أصل 4 شركات في المنطقة. وكما هي الاتجاهات البارزة في العالم، هناك طلب متزايد على المهارات المتخصصة في مجال المنتجات والخدمات الرقمية في المنطقة.

  • العثور على الفرص

من جانبه قال محمد عثمان خان، المدير القُطري للإمارات في منصة «أب وورك Upwork» للتوظيف: «نظراً إلى أن اقتصاد الإمارات يعتمد على الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم، ومع وجود مجموعة كبيرة ومتنامية من رواد المشاريع وشركات التقنية والمبتدئة في المنطقة، بدأ عدد متزايد من الشركات في الإمارات بسد الثغرات في الكفاءات لتفتح بذلك عالماً جديداً من الفرص لنمو أعمالها».

وقال: «يكسب المحترفون المستقلون في أنحاء العالم أكثر من تريليون دولار سنوياً، وليس هناك سبباً يمنعهم من العثور على الفرص بسهولة أكبر عبر الإنترنت». وأضاف: «هناك عدد كبير جداً من المحترفين، لكن لا تزال أغلبية الشركات تقتصر طريقة تفكيرها وعملها على طرق توظيف محلية جامدة بعض الشيء.

وفي حين أن التوظيف يُعتبر من أهم العمليات التي تقوم بها الشركات، فإنه مازال من أصعب العمليات وأطولها وقتاً، فمن المعلوم أن عملية التوظيف بالطرق التقليدية تستغرق 43 يوماً، بينما تحتاج إلى أيام قليلة على المنصات الالكترونية».

وأوضح خان، أنه وفقاً لدراسة أجراها موقع «أب وورك» عن «مستقبل العمل»، أجريت في الإمارات من قبل شركة «يوجوف»، أظهرت أن 44% من العرب في الإمارات يلاحظون أن العمل يتجه بشكل أكبر نحو مجال العمل الحر على الإنترنت.

وكشفت الدراسة أن مستوى الدخل يحتل صدارة أولويات الباحثين عن عمل، بينما كانت الأولوية الثانية عند اختيار الوظيفة هي ساعات العمل المرنة، وهذا بالنسبة لأغلبية الذين شملتهم الدراسة، ولا سيما جيل الألفية الثانية، والإماراتيين.

  • 2400 مبدع مستقل في «تيكوم»

أعلنت مجموعة «تيكوم» في يونيو/حزيران 2018 عن إطلاق برنامج «جو فريلانس» Gofreelance لدعم المبدعين المستقلين، برسوم سنوية مخفضة تتيح للعضو جميع الامتيازات التي يتمتع بها المقيم، لتحفيز الأعمال. ووفقاً لأحدث البيانات المتوفرة، فقد استقطبت باقة المواهب المستقلة، ما يقرب من 2400 عضو.

  • 10 مهارات الأكثر طلباً

حسب نتائج تقرير آوتسايزد، واستناداً إلى طلبات عملاء المنصة، تشمل مجموعات المهارات المطلوبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2022: التحول الرقمي والمدفوعات وإدارة البيانات، والتحليلات والبطاقات والاستشاريون، ومعدو الاستراتيجيات بمختلف المستويات، ومصممو تجربة المستخدم، وخبراء تجربة العملاء، والمدربون المرنون».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4yuxaznf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"