عادي
بورحيمة يلتقي الأوائل.. والتخلوفة يستعرض تجربته

3 عروض في اليوم الثاني لـ«كلباء للمسرحيات القصيرة»

23:35 مساء
قراءة 5 دقائق
أحمد بورحيمة مع «أوائل المسرح»

كلباء: «الخليج»

تواصلت مساء أمس الأول الجمعة، فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان المسرحيات القصيرة الذي تنظمه إدارة المسرح في دائرة الثقافة، وتجري فعالياته في المركز الثقافي لمدينة كلباء. وجاء في مستهل أنشطة اليوم الثاني للمهرجان، لقاء ترحيبي نُظم بمقر إقامة الضيوف، وجمع مدير المهرجان أحمد بورحيمة، بمتفوقي كليات ومعاهد المسرح في الوطن العربي، الذين استضيفوا على مدار السنوات ال10 الماضية في ملتقى الشارقة لأوائل المسرح العربي، الذي ينظم على هامش أيام الشارقة المسرحية (منذ 2012).

1
التخلوفة يسرد تجربته المسرحية في المهرجان

تطرق بورحيمة في بداية حديثه إلى الدور الذي تنهض به دائرة الثقافة، بفضل دعم ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، للنهوض والارتقاء بالمسرح؛ لأنه يمثل وسيلة مؤثرة في مخاطبة وبناء عقول الناس وعواطفهم، وأثره راسخ وواضح منذ أمد بعيد في تحرير طاقات الإبداع، وتحفيز التفكير، ونشر التنوير.

وأعرب بورحيمة عن غبطته بما حققه أغلب الذين شاركوا في ملتقى الأوائل، وقال: «جئتم إلى الشارقة منذ سنوات طلاباً حديثي التخرج، وها أنتم تأتونها اليوم وقد صرتم أساتذة»؛ إذ حاز بعضهم شهادة الدكتوراه أو الماجستير، كما أن معظمهم حقق وجوده في المجال المسرحي، ممثلاً أو مخرجاً في المسرح أو التلفزيون أو السينما.

وأشار مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة، إلى أن ملتقى الأوائل، يمثل امتداداً ل«مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة»، بحسبان أن النشاطين ابتكرتهما الشارقة لتضع شباب المسرح أمام فرص ملموسة، تتيح لهم إظهار مهاراتهم والتعبير عن أنفسهم والتقدم في الطريق، مؤكداً أن مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة هو فضاء تعليمي لتدريب وصقل إمكانات المخرجين المسرحيين الجدد، بتطبيق أحدث وأنجع المناهج في هذا الجانب.

1

كما تحدث بورحيمة في اللقاء الذي أدارته الفنانة التونسية خليدة الشيباني، عن مجموعة من المفاهيم والأفكار التي تطرحها التجارب المسرحية الراهنة، سواء أكان على الصعيد المحلي أم العربي، في علاقتها بمسائل مثل النقد والتدريب والتوثيق، وغير ذلك.

لقاء حواري

وفي الخامسة مساء، شهد المركز لقاء حوارياً حول تجربة الفنان خليفة التخلوفة، الذي اختير شخصية المهرجان في هذه الدورة، وحضر اللقاء الذي أداره المخرج والممثل إبراهيم القحومي، العديد من الفنانين المحليين، إلى جانب ضيوف المهرجان.

واستهل خليفة التخلوفة حديثه معبراً عن شكره وتقديره، للدعم السخي الذي يقدّمه صاحب السمو حاكم الشارقة، للمسرح والمسرحيين في الدولة، وفي كل الوطن العربي. وأشاد بتجربة مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، الذي أعطى الشباب مساحة للتكوين والتأهيل وإثبات الوجود، كما أثنى التخلوفة على اختيارات المهرجان من النصوص المسرحية العالمية التي تقدم باللغة العربية، وقال إنها أفضل طريقة للتعلم والتدريب.

وتحدث التخلوفة عن بداياته، وقال إن أول مشهد مسرحي قدمه حين كان طفلاً، جسد من خلاله رمزية اتحاد الإمارات السبع التي تشكل الدولة، مستخدماً العصي. وذكر أن عبارات المدح التي تلقاها بعد تقديم ذلك العرض، كانت السبب وراء انجذابه لاحقاً إلى «أبو الفنون»، مشيراً إلى أن اهتمامه بهذا الفن تعمق أكثر في المدرسة بفضل اهتمام أستاذه محمد الدسوقي.

1

وأشار التخلوفة إلى أنه بدأ مشواره رفقة الفنانين عبدالله راشد، وعبدالله مسعود، حيث نشؤوا ثلاثتهم في مدينة دبا الفجيرة، مبيناً أن أول مسرحية شارك في تمثيلها خلال فترة الثمانينات كانت بعنوان «صراع»، ثم شارك لاحقاً في مسرحية كتبها عبدالله راشد بعنوان «زين وشين»، وأخرجها أستاذهما في المدرسة الدسوقي.

كما تطرق إلى تجربة دراسة المسرح في المعهد المسرحي التابع لأكاديمية القاهرة للفنون، ونقل إلى الحضور بعض الصور التي لم تفارق ذهنه، عن مشاهداته ولقاءاته المسرحية في مصر، لا سيما تعرّفه إلى تجارب الفنانين الراحلين سعد أردش، وجلال الشرقاوي.

وذكر التخلوفة أنه عاد إلى الدولة بعد إكمال دراسته في مصر، وشارك إلى جانب عبدالله راشد، وعبدالله مسعود، في تأسيس فرقة دبا الفجيرة للمسرح، مشيراً إلى ما حققته الفرقة من نجاحات في فترة وجيزة، متنقلة بعروضها عربياً ودولياً، منوهاً بتجربة المخرج العراقي محمود أبو العباس معهم.وركز المتحدث كلامه، في ما بعد، عن تجربته في المسرح المدرسي، وقال: «أردنا أن نتيح للتلاميذ أنشطة مسرح حرمنا منها عندما كنا في أعمارهم». وأشار إلى أنه أسس مهرجان الفجيرة للمسرح المدرسي، وأنجز مجموعة من العروض للطلبة، وتجول معهم في مهرجانات مسرحية عديدة، محلية وخليجية، وحصد العديد من الجوائز.

وشهد اللقاء مداخلات لإبراهيم سالم، وحسن رجب، وجمعة علي، وعبدالله مسعود، وعبدالله راشد، وغيرهم، تطرقت إلى سمات شخصية الفنان المكرم، لا سيما ميله إلى العمل في الظل، وانصرافه في السنوات الأخيرة إلى العمل الإداري، ودُعي إلى العودة إلى التمثيل المسرحي.

الإخراج

وشهد جمهور الليلة الثانية 3 عروض، الأول بعنوان «دون كيشوت» من إخراج راشد دحنون، الذي شارك أيضاً في التمثيل إلى جانب هاكوب عيد، وقدم العرض صورة بصرية مكثفة لرواية الأديب الإسباني ثرفانتس. وفي الندوة النقدية التي أدارها إبراهيم سالم، وتحدثت فيها بصفة رئيسة لارا بدري، توجهت المداخلات إلى الحديث عن إشكالية الجمع بين الأداء التمثيلي والإخراج، ولكن بعضهم امتدح جرأة المخرج والمعد في مسرحة هذه الرواية الذائعة، وتحيين بعض عناصرها ليبدو مضمونها كما لو أنه مستلهم من وقتنا الحاضر، حيث تدفع أوهام الشهرة والبروز بعضهم إلى لعب أدوار شبيهة بدور بطل الرواية الكلاسيكية.

1
دون كيشوت

وأثار العرض الثاني وهو بعنوان «مس جوليا جميلة» جدلاً حول الحدود بين عمل الكاتب ومغامرات المخرج، والعرض أعد عن نص الكاتب السويدي أوجست ستريندبرج، وأخرجته وشاركت في تمثيله دينا بدر، إلى جانب شريف العجمي.

وتحدثت في الندوة النقدية، الممثلة التونسية خديجة بكوش، مؤكدة وفاء مخرجة العمل لنص الكاتب، ومحاولتها تجسيده، كما هو بلا انزياحات.

الأداء التمثيلي

أما العرض الثالث، فكان بعنوان «الوهم»، وهو معد عن نص «مهاجر بريسبان» للكاتب اللبناني جورج شحادة، وأعدّه وأخرجه جاسم مراشدة، وساعدته في الإخراج إيمان العواني، وشارك في تمثيله: محمد اليعربي، وعمر السالمي، وأحمد بوصيم، وغريبة القايدي.

وامتدحت الندوة النقدية التي تحدث فيها بصفة أساسية الفنان الكويتي مصعب السالم، اجتهاد المخرج في صياغة بيئة العرض، وأداء بعض الممثلين، لا سيما عمر السالمي الذي لعب دور حفار القبور، وأضفى عليه حيوية واضحة.

برنامج اليوم

ملتقى الشارقة الثامن للمسرح للبحث المسرحي.

10:00 صباحاً المركز الثقافي مدينة كلباء.

العرض الأول: «جريمة في جزيرة الماعز» 07:00.

العرض الثاني: «انتحار» 08:15.

العرض الثالث: «أوديب حائراً» 09:25.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yvkuphb7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"