عادي
معلم طبيعي وسياحي فريد على مستوى الإمارات والمنطقة

سفاري الشارقة.. عالم إفريقي بلا أسوار

22:57 مساء
قراءة 7 دقائق

الشارقة: «الخليج»
بين الأراضي الرطبة والأخاديد والوديان.. والبحيرات الصغيرة وشلالات المياه، مروراً بالجبال الصخرية ومساحات شاسعة من الطبيعة الإفريقية بما تضمه من أشجار وشجيرات إفريقية نادرة ومتنوعة، تحتضن إمارة الشارقة أكبر سفاري بالعالم خارج إفريقيا على مساحة 8 آلاف هكتار تضم 12 بيئة مختلفة مستوحاة من جميع أنحاء إفريقيا، ليشكل معلماً طبيعياً وسياحياً فريداً على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.

تطالعك ببداية رحلتك إلى «إفريقيا» بالشارقة مجسمات لمزيج من 4 حيوانات مهددة بالانقراض وهي: الفيل والأسد والزرافة ووحيد القرن تلونت بالطبيعة، لتشكل الهوية البصرية لسفاري الشارقة الذي نذر للطبيعة حمايتها والحفاظ على الحيوانات وإيجاد بيئة آمنة بدون أسوار لمساعدتها على ممارسة حياتها الطبيعية وتكاثرها.

«سفاري الشارقة» الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في فبراير من العام الجاري، يفتح أبوابه مجدداً أمام الزوار للموسم القادم بإضافات نوعية تتيح التعرف إلى أنواع جديدة من الطيور والحيوانات الإفريقية في مختلف بيئات السفاري.

1

ويحتضن «سفاري الشارقة»، مناطق عدة تحاكي بيئات القارة السمراء بتفاصيلها، ويضم أكثر من 50 ألف حيوان من مختلف الأنواع لأكثر من 120 نوعاً من الحيوانات التي تعيش في إفريقيا، خصوصاً تلك الأنواع المهددة بالانقراض والموجودة في سفاري الشارقة.

وتؤكد هنا السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، أن سفاري الشارقة يترجم التوجيهات السامية والرؤية الثاقبة لصاحب السمو حاكم الشارقة، في العناية بالبيئة والاهتمام بالحياة الطبيعية، ويشكل تجربة فريدة تضاف إلى عقد الشارقة الثمين، لاكتشاف الحياة البرية الإفريقية، ببيئاتها الحيوية المختلفة.

ولفتت إلى أن سفاري الشارقة الذي يشتمل على عدة مناطق تحاكي الموجودة في القارة السمراء، يستهدف صون التنوع الحيوي والاستدامة البيئية، ويعزز من مقدرات السياحة البيئية والطبيعية، ليشكل عنصر جذب ومتنفساً عائلياً للزوار، ووجهة سياحية ثقافية وبيئية في المنطقة.

1

بيئة «كالاهاري»

يتيح سفاري الشارقة لزواره اكتشاف الحياة البرية الإفريقية، ويطلعهم على بيئاتها الحيوية المختلفة، وفي مقدمتها بيئة «كالاهاري» التي تزخر بمجموعة واسعة من الحياة الفطرية، وتشمل أنواعاً من الطيور والظباء والغزلان، لتحاكي فعلياً صحراء «كالاهاري» في إفريقيا وتعتبر منطقة صحراوية قاحلة انتقالية بين السافانا في الشمال والشرق وناميبيا إلى الغرب، وتدعم هذه المنطقة القاحلة مجموعة كبيرة من الحياة البرية التي تعتمد على الأمطار الموسمية.

وبينت السويدي، أنه من ضمن الإضافات الجديدة التي تم إدراجها لسفاري الشارقة في الموسم المقبل «وادي النيجر» الذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى نهر النيجر وسماه العرب قديماً نيل السودان و(نهر الأنهر)، حيث يحتضن سفاري الشارقة عائلة من فصيلة فيل السافانا الإفريقي التي تعيش ضمن أقسام هذه البيئة، إلى جانب مجموعة من الأنواع الأخرى من الطيور والنباتات الإفريقية.

ومن أهم الحيوانات الجديدة التي يتعرف إليها زوار سفاري الشارقة حيوان «الليمور» الذي يوجد في بيئة الغابة الشوكية، حيث يتمكن الزائر من التجول سيراً على الأقدام في بيئة هذا الحيوان ويعد من أهم الحيوانات التي تستوطن جزيرة مدغشقر.

1

رحلة سفاري

من إفريقيا إلى الساحل، مروراً بسافانا ومخيم سفاري إلى «نقورونقورو» و«موريمي»، الرحلة متواصلة، تفصل مناطقها بوابات عملاقة تأخذ الزوار إلى طبيعة متنوعة بدون جدران أو حواجز، تحلق بها الطيور الإفريقية الفريدة بأنواعها المختلفة تغني فرح حريتها وأمانها في سماء «سفاري الشارقة».

وخلال جولة نظمها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة لعدد من مسؤولي وموظفي وسائل الإعلام المحلية والدولية في الإمارات، ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، أجمع المشاركون على أهمية «سفاري الشارقة» في ترويج السياحة البيئية للدولة.

وعاش المشاركون تجربة استثنائية متكاملة في رحلة إلى تفاصيل وأسرار القارة الإفريقية بما لديها من تنوع بيئي منفرد بالأشجار والنباتات والحيوانات والزواحف وغيرها، ليوفر عناء السفر إلى إفريقيا لاستكشاف الحياة البرية التي استحضرتها الشارقة ضمن محمية البردي في مدينة الذيد.

وأشاد الإعلاميون بتميز مشروع «سفاري الشارقة» الذي يقف عليه نخبة من الكفاءات الإماراتية المواطنة بمن فيهم المرشدون السياحيون والمتخصصون بإطعام الحيوانات وغيرهم من فريق العمل الذي أبهر الزوار بقدرته على التعامل المحترف مع البيئة وكائناتها.

ووفقاً للناشط الإعلامي الدكتور أحمد المنصوري، فإن إمارة الشارقة، تبدأ من حيث انتهى الآخرين، لتُشكل مشروعاتها إضافة تنموية مستدامة ومتطورة.

ولفت المنصوري إلى الخدمات المتكاملة في سفاري الشارقة التي تسهل على زواره وتتيح لهم قضاء يومهم ضمن بيئة إفريقيا الحقيقية التي استحضرتها الشارقة مع ضمان كافة احتياطات الأمن والسلامة، لتتفوق الإمارة على العديد من الدول التي لديها حدائق «سفاري» دون الاحتياطات المتكاملة الموجودة في الشارقة.

إفريقيا

المحطة الأولى في إفريقيا تعج بالحياة، تستهلها أصوات طيور مختلفة وأشكال مذهلة من 60 نوعاً من طيور إفريقيا بما فيها «طائر النحام الصغير» وردي اللون والبط بأنواعه المختلفة الذي يعيش بظروف بيئية تتنوع بين المستنقعات العذبة والبحيرات والأنهار المشجرة والأراضي الرطبة، وغيرها.

تتواصل الرحلة نحو جزيرة مدغشقر الفريدة والمميزة بتنوعها البيئي وأحيائها التي يصل عددها إلى 200 ألف كائن حي وتضم بط مدغشقر الذي يعد أندر أنواع الطيور البرية وأقلها شهرة في العالم، وحيوان «الليمور» المهدد بالانقراض بنوعين حلقي الذيل والأحمر المنتفخ.

في جزيرة مدغشقر، تلفت انتباه الزوار شجرة ضخمة تسمى «الباوباب» تتميز بجذعها الأسطواني الذي يصل قُطره إلى عدة أمتار يشبه «البرميل» وتتفرع غصونها وتقل أوراقها حتى يخيل للناظر إليها أنها جذور شكلت تاج الشجرة لذلك يطلق عليها بالشجرة المقلوبة أو شجرة الحياة التي توفر المأوى والملبس والغذاء والماء للحيوانات والبشر في إفريقيا.

1

تنوع طبيعي

تجد الإعلامية سامية مراد من تلفزيون سما دبي، أن التصميم المنفرد لسفاري الشارقة يحاكي الطبيعة الإفريقية بكل تفاصيلها، لافتة إلى مكتنزاته من الأشجار والنباتات النادرة بأشكالها المعكوسة والمختلفة، لتكمل عالم السفاري بتنوعه وبيئته الطبيعية.

ومن مناطق القارة السمراء التي يضمها السفاري جزر شرق إفريقيا «الدابرا» وهي ثاني أكبر جزيرة مرجانية في العالم التي يوجد فيها 300 نوع من النباتات والحيوانات، وتبرز فيها سلحفاة الدابرا العملاقة.

تنتهي آخر محطة بمنطقة إفريقيا من رحلة الإعلاميين في سفاري الشارقة بقرية زنجبار التي تفيح عبق القرية الإفريقية بوجود «تلال النزهة» و«سوق زنجبار» ومزرعة «بوما» ويسرح فيها «الماعز البيجمي»، القزم الودود الذي يتميز بذكائه و«بقر أنكولو واتسي الإفريقي» الذي يتميز بقرونه الضخمة.

يقول الدكتور هشام زكريا عميد كلية الاتصال في الجامعة القاسمية: «أخذني سفاري الشارقة إلى عبق إفريقيا وتفاصيلها.. تلمست به روح القرية الإفريقية، وإضافة إلى مزاياه المختلفة كوجهة تعليمية فريدة بيئية تمكنت من استدعاء البيئة بطريقة واقعية تسهم في تقريب الثقافات وتتيح للزوار محاكاة الطبيعة عن قرب».

الساحل

تظهر خلال رحلة سفاري في الساحل الإفريقي الغزلان بأنواع مختلفة بين أشجار السمر التي تستخدمها للتمويه والاختباء من الحيوانات المفترسة وتتغذى عليها ومنها: المها (مها أبو عدس) والغزال العفري (دور كاس) و(مها أبو حراب) و(غزال المهر).

تتوقف الحافلة الإفريقية التي تقود الرحلة أمام أكبر طائر في السفاري (النعامة) لتقترب من زوارها وهي شامخة تحرك رأسها بوقفات مختلفة تبدو وكأنها تستعد للتصوير بأمان دون خوف لما وفره سفاري الشارقة من شعور الاطمئنان للكائنات الموجودة فيه.

السافانا

تمتد المنطقة الثالثة، «السافانا»، في شرق وجنوب إفريقيا من الساحل في الشمال، وصولاً إلى «كالاهاري» في الجنوب الغربي، وتغطي هذه الأراضي العشبية الاستوائية نصف مساحة القارة الإفريقية وهي موطن لأكبر تَركز للتنوع الحيوي على الأرض وينتشر فيها حيوان «العند» الشائع و«الكودو» والمها والعديد من أنواع الظباء...

تلفت السافانا زوارها إلى وجود تلال بين الأشجار تعلوها فتحة مركزية تعمل كمدخنة تحيط بها شبكة معقدة من الأنفاق والممرات... أتقن صناعتها النمل الأبيض وتضم أنظمة للتهوية والتبريد وغرف مخصصة لتخزين الطعام وأخرى تحتوي على حدائق فطرية وحاضنات للبيض وغرفة تسكنها الملكة التي تتنج البيض بين الأشجار.

تقول الإعلامية ميثاء إبراهيم من تلفزيون سما دبي إن سفاري الشارقة تفوق بمكوناته الفريدة والاستثنائية مع تكامل أدق التفاصيل الإفريقية ليشكل وجهة سياحية ثقافية بيئية فريدة من نوعها على مستوى العالم.

سيرنجيتي

تقطع منطقة سيرنجيتي وسط السافانا وهي من أحد المواقع الموجودة في تنزانيا.. وتتيح المنطقة للزوار المشي ورؤية أخطر أنواع الحيوانات الموجودة في سفاري الشارقة وهي: الأسد و تمساح النيل وحيوانات آكلة للأعشاب.

وتحتفي هذه المنطقة بأكبر هجرة للحيوانات في العالم كل عام؛ إذ تهاجر مجموعات كبيرة من الحيوانات العاشبة عبر سهول «سيرنجيتي»، وتعمل على جذب الحيوانات المفترسة والحيوانات التي تتغذى على الجيف، عبوراً بنهر مارا، حيث تكمن تماسيح النيل في المياه العكرة والتي تشكل خطورة على الحيوانات العاشبة المهاجرة.

يجد رائد الشايب عضو جمعية الصحفيين الإماراتيين أن «سفاري الشارقة» يفوق التوقعات كونه يشكل أكبر بيئة طبيعية من نوعها على مستوى العالم خارج إفريقي.

نقورونقورو

تعد منطقة «نقورونقورو» الواقعة شمالي تنزانيا، إحدى عجائب الدنيا السبع في إفريقيا، وتكونت من خلال انفجار بركان كبير تجمع العديد من الحيوانات النادرة في منطقة واحدة وهي نظام بيئي فريد وموطن لبعض الأنواع الأكثر شهرة في إفريقيا.

ظهر خلال الرحلة في «نقورونقورو» من قريب وحيد القرن الأسود الشرقي الذي رافق الحافلة الإفريقية لمسافة قريبة مدعياً عدم اهتمامه بالمركبة ليركض فجأة على أصابع رجليه محاولاً مباغتتها، لكن حواجز الأمان التي وضعها «سفاري الشارقة» بهندسة خاصة حالت دون تحقيق أهداف الحيوان الشرس نحو الفريسة التي لا تفصلها تلك الحواجز عن المشاهدة الواقعية والتقارب مع الحيوانات.

طيور السفاري

تنتشر في سفاري الشارقة، العديد من أنواع الطيور المحلية منها الصرد الرمادي العربي ومالك الحزين وأبو المغازل والوروار والشقراق الهندي.

منطقة موريمي

تظهر من بعيد أشجار «الواشونطونيا» العملاقة التي يصل عددها إلى 220 شجرة.. لتنبه الزوار الوصول إلى أطول حيوان في سفاري الشارقة (الزرافة) ضمن منطقة موريمي.

استقبلت زوار المنطقة أول زرافة ولدت في سفاري الشارقة «بردى» لتروي حكاية محبة وفرتها الشارقة لتنشر بها رسالة حماية البيئة ورعاية كائناتها.

تظهر من قريب العائلة الآمنة لصغيرة السفاري بين أمها وإخوانها يشكلون مجموعة ودودة أتاحت للزوار التقاط صور للذكرى وهي تنظر لعدسات التصوير بثقة وأمان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3s77aner

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"