عادي
مع تناقص كلفة النقل والشحن

توقعات بتراجع أسعار السلع والمواد الغذائية مع انخفاض الوقود

22:51 مساء
قراءة 4 دقائق

أبوظبي: عدنان نجم

توقع خبراء وعاملون في قطاع تجارة التجزئة أن تشهد أسعار السلع والمنتجات تراجعاً ملحوظاً خلال الشهر الجاري، وذلك عقب انخفاض أسعار الوقود بنسبة 27% مؤخراً، مشيرين إلى أن تراجع أسعار الوقود سيؤدي إلى تخفيض أسعار الخدمات اللوجستية والتوصيل بين المصنعين والموردين والموزعين، ما يقلل من الكلفة الإجمالية على المستهلك.

وقال الخبراء ل «الخليج» إن أسعار السلع قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً، بسبب عدة عوامل كان من أهمها ارتفاع أسعار الوقود، إلا أن انخفاض سعره مؤخراً قد يدفع التجار والقائمين على مراكز ومتاجر التسوق إلى خفض أسعار السلع.

الصورة
1

وذكروا أن تراجع أسعار السلع سيساعد على تحقيق هامش من المصروفات لدى المستهلكين، الذين قد يوجهونها لشراء سلع ومنتجات أخرى.

قطاعات اقتصادية

يقول الدكتور علي العامري، رئيس مجلس إدارة مجموعة الشموخ: «لقد لمسنا الآثار السلبية على السلع عندما ارتفعت أسعار الوقود في الأشهر الأخيرة الماضية، حيث ارتفعت أسعار المواد والسلع بشكل كبير، وقد تأثر جراء ذلك التجار والموزعين وصولاً إلى المستهلكين، بالرغم من أن بعض السلع قد ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ قبل الزيادات التي حدثت في أسعار الوقود».

وأضاف د. العامري: «وفي الوقت الراهن، وعقب الإعلان عن خفض أسعار الوقود، اعتقد أن تأثير هذا الأمر على أسعار السلع والمواد سيكون محدوداً لعدة أسباب، منها أن معظم هذه السلع والمواد تأتي من خارج الدولة، كما أن أسعار النفط العالمية ما زالت مرتفعة، ولكن قد يحدث تراجع في أسعار المواد الغذائية والمطاعم ووسائل النقل».

وتابع بالقول: «وفي الواقع، ثمة قطاعات اقتصادية عديدة ستستفيد من انخفاض أسعار الوقود، منها: المواصلات البرية، والكهرباء، مصانع الحديد والألمنيوم والأسمنت، وقد نرى انعكاس هذا التغيير على المصروفات الشخصية للأفراد، مقارنة بما كانوا يصرفونه بالسابق على الوقود، حيث سيحققون نوعاً من الوفورات التي ستتيح لهم شراء احتياجات وسلع استهلاكية أخرى».

تقليل الكلفة

قال حمد العوضي، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي، ورئيس لجنة التجارة سابقاً:«يعتمد قطاع تجارة التجزئة على نقل وشحن السلع والمنتجات عبر الشاحنات والبرادات التي تستهلك الكثير من الوقود، وإن ما حدث من تراجع في أسعار الوقود مؤخراً سيسهم في تخفيض أسعار الخدمات اللوجستية والتوصيل بين المصنعين والموردين والموزعين، ما يقلل من الكلفة الإجمالية على المستهلك».

وأضاف العوضي:«هناك سلع ترتبط أسعارها مباشرة بأسعار الوقود وتتأثر في عملية التسعير، وسلع أخرى تحتاج إلى وقت أطول ليتغير سعرها، خاصة في حال استيراد سلع في وقت غلاء الوقود أو ارتفاع الكلفة، ما سيجعلها متأثرة بالارتفاعات السابقة إلى حين نفادها من رفوف المحال».

وتابع بالقول:«ولن تكون إيجابية انخفاض أسعار السلع في تراجع أسعار الوقود فقط، بل انخفاض الكلفة العامة الخاصة بالسلع وزيادة هامش الربح للتجار، ما سيسهم في خفض التكاليف، واستفادة المستهلك من الانخفاض في نهاية الأمر».

وذكر أن ارتفاع كلفة أنتاج وتوريد السلع يقع على المستثمر والمستهلك، مشيراً إلى أن انخفاض هذه الكلفة سيدفع التجار لزيادة هامش الربح، ودفعهم لطرح برامج خصومات وتخفيضات يستفيد منها المستهلكون.

وقال العوضي:«نحن نستورد العديد من السلع والمنتجات من خارج الدولة، والوقود يعتبر عاملاً واحداً من بين عوامل التسعير التي تتضمن التأمين الدولي على البضائع، وحركة الشحن والنقل بين الدول، وارتفاع تكاليف الشحن، وكلفة التصنيع بالدول المصدرة وكلفة خطوط الإنتاج ومدى توافر المواد الخام وغيرها، ولذا لن يكون هناك تصحيح سعري كبير وملحوظ في أسعار السلع على المدى القصير، ولكن سيحدث هذا التصحيح على المدى البعيد، وسنجد انخفاضاً ملحوظاً في أسعار المنتجات ذات الاستهلاك اليومي مثل الخضار والفواكه التي تحتاج إلى نقل يومي، وسنشهد تراجعاً في أسعار المواصلات والنقل الشخصي، ما سيوفر هامشاً من التكاليف على المستهلك، ما سيشجعه على صرف ما يوفره من نقود لشراء سلع أخرى».

تعديل الأسعار

وبدوره، يقول إبراهيم البحر، خبير تجارة التجزئة: «لقد شهدنا تراجعاً كبيراً في أسعار الوقود مؤخراً، وهذا الأمر يجب ألا يدع للتجار أي مبرر للإبقاء على أسعار السلع مرتفعة، بل عليهم تعديل الأسعار بسرعة».

وأضاف البحر: «يجري شراء السلع والمنتجات ضمن عقود بين الموردين ومراكز التسوق، بحيث تكون أسعار السلع ثابتة، ولا يطرأ عليها أي تغيير لأي ظرف، ولا يجب فرض أي زيادة تتزامن مع ارتفاع أسعار الوقود، واتخاذ هذا الأمر كان مبرراً للزيادات التي حدثت».

وتابع بالقول: «يجب أن تتراجع أسعار السلع والمنتجات، لما كانت عليه قبل الارتفاعات الكبيرة في أسعار الوقود، وعدم الإبقاء على الأسعار الحالية التي تعتبر مرتفعة، وتؤثر في القدرة الشرائية للمستهلكين».

تأثير إيجابي

ومن جهته يقول محمد محمود طراد، رئيس مجلس إدارة شركة روز بيري العالمية للأغذية والفواكه والخضار: «لقد سجلت أسعار الفواكه والخضار ارتفاعات متتالية بسبب ما حدث من ارتفاع في أسعار الوقود في الأشهر الماضية، وتأثير ذلك على شحن ونقل المنتجات الزراعية التي نتعامل بها، إلا أن تراجع أسعار الوقود في الشهرين الماضيين وبنسب قاربت 30% سيكون له تأثير إيجابي على المستهلك،حيث يتوقع أن تتراجع أسعار الكثير من السلع والمواد الغذائية».

وأضاف طراد: «إن تراجع أسعار الوقود يأتي في خدمة قطاع التجارة والأعمال، ومن المتوقع أن تشهد أسعار السلع تراجعاً بنسب متفاوتة، الأمر الذي سيصب في مصلحة المستهلك، ويزيد من حجم مشترياتهم، خاصة أن هذا التراجع في الأسعار يتزامن مع موسم العودة إلى المدارس الذي يكبد العائلات تكاليف كبيرة، لشراء القرطاسية والأدوات المدرسية والملابس وغيرها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2m62jp53

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"