عادي

عودة الاحتجاجات الليلية لشوارع تونس.. و«الشغل» يحذر

20:15 مساء
قراءة دقيقتين
جانب من اجتجاجات ليلية في تونس وفي الإطار رئيس اتحاد الشغل

تونس – «الخليج»:

قال الاتحاد العام التونسي للشغل، أمس الاثنين، إن الوضع أصبح لا يطاق في تونس، محذراً مما ووصفها «أياماً صعبة» تنتظر البلاد خلال المرحلة المقبلة، وتأتي تصريحات «الشغل» في وقت استعادت الشوارع في تونس صخب الاحتجاجات الليلية على خلفية تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، بجانب سقوط ضحية جديدة على شاكلة وفاة بائع الخضار المتجول محمد البوعزيزي مفجر الثورة في شتاء 2010، فيما أوقفت السلطات القضائية رئيس بلدية منطقة مرناق «جنوب شرق» العاصمة على خلفية الحادث.

وقال الأمين العام لاتحاد الشغل، نور الدين الطبوبي في تصريحات أوردتها إذاعة «شمس إف إم» المحلية الخاصة إن «تونس مقبلة على أيام صعبة جداً، خاصة في ما يتعلق برفع الدعم»، لافتاً إلى أن «الحكومة لم تكشف عن برنامجها إلا بالنسبة للنقاط التي تم الإعلان عنها في آخر ندوة صحفية».

واعتبر الطبوبي أن «تواصل ارتفاع الأسعار أصبح لا يطاق والوضع لم يعد من الممكن احتماله، لكن الاتحاد سبق أن حمّل كل طرف مسؤوليته، لكن اللبيب من الإشارة يفهم».

وشدد الطبوبي على أن «هؤلاء يواصلون التقدم دون أي فهم لحقيقة وواقع المجتمع، إذاً سيتحمل الجميع مسؤوليتهم، سنكون سداً منيعاً أمام كل الخيارات التي ستهدم البلاد وتكون على حساب الطبقة العاملة والفقيرة والمهمشة».

تأتي تصريحات الطبوبي في وقت يبدو فيه الخريف في تونس أعلى سخونة من السنوات الماضية مع تحرك المواطنين في الشوارع للاحتجاج في منطقة دوار هيشر التابعة لحي التضامن، أكبر الأحياء الشعبية في تونس ومعقل الاحتجاجات الاجتماعية تقليدياً.

وسبق أن شهد الحي نفسه عدة احتجاجات عنيفة ضد الحكومات منذ ثورة 2010، حيث يتميز بثقل كبير وبتأثير واسع على باقي المناطق الواقعة في الحزام الفقير المحيط بالعاصمة.

وخرج المئات في دوار هيشر للتعبير عن غضبهم من غلاء المعيشة والارتفاع الكبير في الأسعار بجانب فقدان الكثير من المواد الاستهلاكية الأساسية في الأسواق. وردد المحتجون الشعارات نفسها لأيام الثورة في 2010 مع مطالبة الرئيس قيس سعيد بالتحرك لاحتواء الغضب الاجتماعي والانصات لمطالب المحتجين.

ودفعت الاحتجاجات الحكومة إلى إرسال وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي إلى المنطقة في خطوة لاحتواء التوتر ودعوة السلطات الجهوية إلى مزيد من العمل وتلبية احتياجات الأهالي وتحسين الخدمات الموجهة إليهم.

يترافق هذا مع احتجاجات ليلية أخرى تشهدها مدينة المرناق قرب العاصمة على خلفية انتحار بائع متجول للفاكهة، محمد أمين الدريدي، شنقاً احتجاجاً على مصادرة الشرطة لسلعه بدعوى مخالفته للقوانين. وتشهد المدينة حالة احتقان ومواجهات متقطعة بين الشرطة والشباب الغاضب.

وقال عمر الحنين المتحدث الرسمي باسم محكمة بنعروس لوكالة الصحافة الفرنسية إنه تم التحفظ على رئيس بلدية مرناق في انتظار استكمال التحقيق معه في حادثة انتحار البائع المتجول.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2m8mwb9m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"