في ذاكرة المملكة

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

ها نحن في ضيافة التاريخ حين يتعلق الأمر بالذاكرة وما تحتويه من معلومات وعلامات فارقة، وحين تكون لنا صلة وثيقة بتلك الذاكرة وما خبأته في قلبها من حكايات لنا فيها مساحة للكلام المعني بالبلد الأم، الحاضنة للأمم الإسلامية والعربية، والمرشدة لكل ما هو معني بالدين الإسلامي الحنيف، امتداداً للدعوة الإسلامية التي انطلقت في عهد خليل الله أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وصولاً إلى ابنه سيّد الخلق أجمعين، خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ومن تبعه من خلفاء راشدين. المملكة العربية السعودية التي احتفت في 23 سبتمبر الجاري بيومها الوطني الثاني والتسعين، تحثنا على استحضار ما رسخ في ذاكرتنا من تواريخ وأحداث وأحاديث ذات صلة وثيقة بالسجل التاريخي السعودي.
فها نحن نشاطر السعودية أفراحها التاريخية الوطنية، مؤكدين على الدور النهضوي لأجدادنا وآبائنا في بناء المملكة السعودية الفاضلة، حين يتعلق الأمر بارتحالاتهم المتكررة إلى السعودية بعموم جغرافيتها وبكافة الطرق المؤدية إليها (براً، بحراً، وجواً)، فالطاقات البشرية حين تغادر خارطتها الجغرافية المحلية، حاملة معها خبراتها وأحلامها إلى الخارطة الجغرافية العالمية، فإنها تساهم بشكل أو بآخر، مباشرة أو بصورة غير مباشرة، في بناء تلك البقعة من الأرض، سواء كان بناءً مادياً ملموساً، أم بناءً معنوياً محسوساً، أم بناء فكر وعلم ومعرفة.
هنا، أستحضر شيئاً من حكايات أبي رحمه الله وطيّب ثراه وأسكنه فسيح جناته، في عموم المملكة السعودية، وفي مدينة الدمام على وجه الخصوص، فقد ارتحل أبي إذ ارتحل مع رجالات الرمس، هناك كان «أستاذ» بناء، يصمم المشروع المستهدف، ويشرع في تنفيذ البناء، وفي معيته فريق عمل قد أنجز معه بناء العديد من المنازل السعودية بمهنية جيدة وببراعة خاصة وخالصة لرضا الله سبحانه وتعالى، نالت استحسان أصحابها وشكرهم له ولفريق العمل الذي سانده بإخلاص ومحبة.
كذلك، في عام ولادتي، 1965، كان أبي في المملكة العربية السعودية، فأسماني عبدالله، نسبة إلى شقيقه الذي مات صغيراً.
في العام 1971، حيث العام الدراسي 1972/1971، إذ كنت طالباً في الصف الأول الابتدائي بمدرسة الرمس المشتركة للبنين، جلب لي أبي بِذْلتان من السعودية للمدرسة، أكاد أراهما الآن بتفاصيلهما من حيث الشكل واللون، وأكاد أستحضر دهشة زملائي في الصف وإعجابهم بهما.
في العام نفسه، 1971، اصطحبني أبي إلى شاطئ البحر في الرمس، حيث سفينة الأسفار التي كانت للسيد أحمد عبد العزيز الحاج رحمه الله. هنالك سطعت شمس حلمي بالسفر بحراً رفقة أبي إلى الدمام، كما هو حال أشقائي الكبار حسن، أحمد، وعبد الرحمن، إلا أن الحلم تبخّر بالتحاق إمارة رأس الخيمة بركب اتحاد الإمارات المتصالحة، وباستقرار أغلب الرجال على أرض الإمارات الدولة الجديدة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yrej27sh

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"